توقيت القاهرة المحلي 21:58:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران نظام ضعيف

  مصر اليوم -

إيران نظام ضعيف

بقلم - طارق الحميد

المظاهرات التي تشهدها إيران منذ مقتل الشابة الإيرانية، وحتى الآن، تظهر تفاصيل مهمة تستحق التوقف عندها، وهي تشخص، وتلخص، واقعَ النظام بطهران، الذي استخدم، ويستخدم، كل أنواع العنف ضد مواطنيه.
المظاهرات الآنية يجب ألا يُنظر إليها من زاوية هل يسقط النظام أم لا؟ وإنما من زاوية أنها تقول لنا إن مشكلة النظام الحقيقية ليست مع الخارج، بل مع الداخل، وتحديداً المواطنين الإيرانيين، وها هن نساء إيران يقفن للمعممين وقفة لا يجرؤ عليها كل عملاء إيران بالمنطقة.
وبالتالي فمهما تحدث النظام عن نظرية المؤامرة، فإن أولَ من لا يصدقها هم الإيرانيون الذين يعون جيداً أن النظام يستغل الأزمات لترويج نظرية المؤامرة من أجل الهروب للأمام، ومن باب أن العدو يوحد، لكن عدو الملالي هم المواطنون.
كما أن المظاهرات الأخيرة، والقمع الوحشي الذي يقوم به نظام طهران، يشكلان عامل إحراج حقيقياً للولايات المتحدة، وأوروبا، ويظهر مدى نفاقهم وازدواجية معاييرهم تجاه دول المنطقة، سواء السعودية أو مصر، وغيرهما، مقابل جرائم النظام الإيراني.
وكتب هنا الزميل محمد اليحيى بعنوان: «لا مستقبل للشرق الأوسط بشباب محبط»، في 15 يونيو (حزيران) 2022، مسجلاً ملاحظة مهمة «يتمثل الفارق الأكبر» فيها «بين النموذجين السعودي والإيراني بالاختلاف الجذري، فيتوجه كل منهما في التعامل مع فئة الشباب».
وقال: «ففيما ترسخ إيران توجهاً عقائدياً متشدداً ورجعياً ومعادياً للغرب، وتمكن الشرطة والقوى الإسلامية من قمع تطلعات الشباب، توجهت السعودية للاستفادة من طاقات شبابها وتوظيفها في مواجهة التيار الإسلاموي المضاد والخطير والرجعي»، مضيفاً: «وبما أن نجاح أو فشل هذين النموذجين المتناقضين يمكن أن يسهم في إعادة رسم شكل المنطقة والعالم الإسلامي الأوسع في العقود المقبلة، فقد بات من الضروري للغرب أن يختار بحكمة بينهما». والكل في المنطقة بات يتحدث عن نفاق الغرب وازدواجيته.
وبالطبع، فإن جرائم ملالي طهران لا تقع بإيران وحسب، بل وفي كل المنطقة، حيث باب الاغتيالات المشرع، أي التصفية الجسدية، عدا عن الاغتيال المعنوي والتخوين، وفوق هذا وذاك تدمير مفهوم الدولة العربية.
وتدمر إيران مفهوم الدولة العربية ليس بسطوة السلاح والميليشيات وحسب، بل الأخطر بتفتيت النسيج الاجتماعي لتلك الدول العربية، مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن، من خلال تأجيج الطائفية المقيتة.
وبالطبع ليس الأميركيون، أو الغربيون، فقط الذين يشعرون بالحرج، بل حتى نظام الأسد، و«حزب الله» في لبنان، والميليشيات الطائفية المسلحة بالعراق، وبالطبع الحوثيون باليمن، ومثلهم حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي».
كل هؤلاء يشعرون بالحرج خشية المستقبل بحال اهتزت إيران، بالمظاهرات، أو مصير المرشد الإيراني، والتقارير الصحافية الآن تتحدث عن صراع من يخلف المرشد، وعلينا أن نتذكر بأن إيران لم تتعافَ من مقتل قاسم سليماني، فما بالك بغياب المرشد لو حدث.
وعليه، فإن مشكلات طهران داخلية، وعدو النظام هو الشعب الإيراني، وملخص القول إن النظام الإيراني ضعيف، والوحيدون الذين لم يستوعبوا ذلك هم الولايات المتحدة وأوروبا، اللذان لا يزال البعض فيهما يعيش أوهاماً سطحية الإرث الأوبامي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران نظام ضعيف إيران نظام ضعيف



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon