توقيت القاهرة المحلي 02:42:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران نظام ضعيف

  مصر اليوم -

إيران نظام ضعيف

بقلم - طارق الحميد

المظاهرات التي تشهدها إيران منذ مقتل الشابة الإيرانية، وحتى الآن، تظهر تفاصيل مهمة تستحق التوقف عندها، وهي تشخص، وتلخص، واقعَ النظام بطهران، الذي استخدم، ويستخدم، كل أنواع العنف ضد مواطنيه.
المظاهرات الآنية يجب ألا يُنظر إليها من زاوية هل يسقط النظام أم لا؟ وإنما من زاوية أنها تقول لنا إن مشكلة النظام الحقيقية ليست مع الخارج، بل مع الداخل، وتحديداً المواطنين الإيرانيين، وها هن نساء إيران يقفن للمعممين وقفة لا يجرؤ عليها كل عملاء إيران بالمنطقة.
وبالتالي فمهما تحدث النظام عن نظرية المؤامرة، فإن أولَ من لا يصدقها هم الإيرانيون الذين يعون جيداً أن النظام يستغل الأزمات لترويج نظرية المؤامرة من أجل الهروب للأمام، ومن باب أن العدو يوحد، لكن عدو الملالي هم المواطنون.
كما أن المظاهرات الأخيرة، والقمع الوحشي الذي يقوم به نظام طهران، يشكلان عامل إحراج حقيقياً للولايات المتحدة، وأوروبا، ويظهر مدى نفاقهم وازدواجية معاييرهم تجاه دول المنطقة، سواء السعودية أو مصر، وغيرهما، مقابل جرائم النظام الإيراني.
وكتب هنا الزميل محمد اليحيى بعنوان: «لا مستقبل للشرق الأوسط بشباب محبط»، في 15 يونيو (حزيران) 2022، مسجلاً ملاحظة مهمة «يتمثل الفارق الأكبر» فيها «بين النموذجين السعودي والإيراني بالاختلاف الجذري، فيتوجه كل منهما في التعامل مع فئة الشباب».
وقال: «ففيما ترسخ إيران توجهاً عقائدياً متشدداً ورجعياً ومعادياً للغرب، وتمكن الشرطة والقوى الإسلامية من قمع تطلعات الشباب، توجهت السعودية للاستفادة من طاقات شبابها وتوظيفها في مواجهة التيار الإسلاموي المضاد والخطير والرجعي»، مضيفاً: «وبما أن نجاح أو فشل هذين النموذجين المتناقضين يمكن أن يسهم في إعادة رسم شكل المنطقة والعالم الإسلامي الأوسع في العقود المقبلة، فقد بات من الضروري للغرب أن يختار بحكمة بينهما». والكل في المنطقة بات يتحدث عن نفاق الغرب وازدواجيته.
وبالطبع، فإن جرائم ملالي طهران لا تقع بإيران وحسب، بل وفي كل المنطقة، حيث باب الاغتيالات المشرع، أي التصفية الجسدية، عدا عن الاغتيال المعنوي والتخوين، وفوق هذا وذاك تدمير مفهوم الدولة العربية.
وتدمر إيران مفهوم الدولة العربية ليس بسطوة السلاح والميليشيات وحسب، بل الأخطر بتفتيت النسيج الاجتماعي لتلك الدول العربية، مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن، من خلال تأجيج الطائفية المقيتة.
وبالطبع ليس الأميركيون، أو الغربيون، فقط الذين يشعرون بالحرج، بل حتى نظام الأسد، و«حزب الله» في لبنان، والميليشيات الطائفية المسلحة بالعراق، وبالطبع الحوثيون باليمن، ومثلهم حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي».
كل هؤلاء يشعرون بالحرج خشية المستقبل بحال اهتزت إيران، بالمظاهرات، أو مصير المرشد الإيراني، والتقارير الصحافية الآن تتحدث عن صراع من يخلف المرشد، وعلينا أن نتذكر بأن إيران لم تتعافَ من مقتل قاسم سليماني، فما بالك بغياب المرشد لو حدث.
وعليه، فإن مشكلات طهران داخلية، وعدو النظام هو الشعب الإيراني، وملخص القول إن النظام الإيراني ضعيف، والوحيدون الذين لم يستوعبوا ذلك هم الولايات المتحدة وأوروبا، اللذان لا يزال البعض فيهما يعيش أوهاماً سطحية الإرث الأوبامي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران نظام ضعيف إيران نظام ضعيف



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon