توقيت القاهرة المحلي 06:51:03 آخر تحديث
الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

«فاغنر»... الطبخة والطباخ

  مصر اليوم -

«فاغنر» الطبخة والطباخ

بقلم - طارق الحميد

قتل يفغيني بريغوجين قائد شركة ـ ميليشيا «فاغنر»، ونائبه وكبار معاونيه، وبقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين... وهذا الطبيعي، حيث احترقت الطبخة وبقي الطباخ الحقيقي... بقي بوتين لأنه يجيد الطبخة السياسية، وفق قواعد اللعبة الروسية.

احترقت طبخة بريغوجين حين لعب «الروليت» الروسية بلا عقل، وليس بلا قلب. وهو الذي حذره رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو من التهديدات المحتملة لحياته حين تمرده على بوتين وتقدمه نحو موسكو وقتها، وكان رد بريغوجين: «لا يهمني... سأموت».

وبالطبع لم يصبح الرئيس بوتين طباخ روسيا الحقيقي لأنه بلا قلب، بل لأنه ذو عقل، ومهما وصفه خصومه، أو وصفوا طبيعة حكمه، حيث انتهج العقلية التي يمكن أن تدار بها روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، ووفق قواعد اللعبة هناك.

بينما نسي بريغوجين قواعد اللعبة، كأنه ساذج حالم يشاهد السياسة عبر وهم شاشة «سي إن إن» ما بعد أوباما وترمب، وفي وقت كان فيه بوتين يتذكر أنه في طريق السلطة لا صديق، ولا حسابات مكررة، وأن الرصاصة إذا أطلقت لا تعود.

كان بريغوجين الذي وصفه بوتين بأنه «رجل ذو مسار معقّد» شجاعاً جاهلاً، وكل جاهل جريء، حيث أطلق الطلقة وركض أسرع منها معتذراً لبوتين، وقبل وساطة بلاروسيا. وهناك تم اصطياده، ووفق مقولة «الانتقام طبق من الأفضل أن يقدم بارداً».

تم إمهال بريغوجين إلى حين، ومد له الحبل، ثم سحب «الحبل ـ الطائرة» من السماء على بريغوجين ومعاونيه. ولو كان ميكافيلي حياً بيننا لاستلقى ضحكاً على ما فعله بريغوجين، ولن يضعه حتى هامشاً في آخر صفحة كتاب، بل كان سينظر له على أنه من طرائف السياسة.

حسناً، ما العبر؟ هل انتصر بوتين؟ بالطبع لا، كونه خاض صراعاً داخلياً، مما يعني أن لديه أزمة لم يعالجها، وإنما تخطى أغرب لحظاتها. والعبر تقول إن صديق بوتين هو من يطيعه فقط، ولا يتجرأ عليه.

لدى بوتين معركة داخلية وخارجية، والقوي داخلياً قوي خارجياً. والعبر تقول إن من يتبعون «فاغنر» هم أعداء بوتين، ومن يتبعون بوتين يعون أن من يطلق النار في السياسة يخسر نصف المعركة.

القوي لا يستخدم «الرصاص» في السياسة، وإنما الحيلة، وذات يوم في تاريخنا الإسلامي صرخ الخليفة المعتضد في عماله، أو رجاله، قائلاً: «أين حيل الرجال؟» حيث استنكر عنفهم، وقلة دهائهم.

الحيل أعيت بوتين في أوكرانيا ومع قائد «فاغنر» لأن من يخرج مارد الميليشيات لا يستطيع إعادته إلى القمقم، ولو صفيت قيادات الميليشيات، فالدولة شيء، والميليشيات شيء آخر، حيث الرجال غير الرجال.

قتل بريغوجين واهتزت الهيبة في موسكو، وبالسياسة الهيبة مرة واحدة، ولا تمنح مرتين. فإما مهاب أو أسد جريح، ولكل حدث تبعات، والأيام حبلى بالمفاجآت. ولا مفاجآت في روسيا وإنما نهايات وبدايات، وكلها لعبة روليت.

ولمن يتساءل عن هذا المصطلح فهو لعبة تجريب المسدس بالرأس أو الفم برصاصة واحدة، تصيب أو تخطئ، وأصابت الرصاصة هذه المرة طائرة بريغوجين ورجاله الآن، لكن للغدر بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فاغنر» الطبخة والطباخ «فاغنر» الطبخة والطباخ



GMT 00:00 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

بعد العيد ما يتفتلش الكحك!!

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

كريم عبدالعزيز ومواصفات السوبرستار

GMT 01:10 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الاستخبارات الإسرائيلية تدفع ثمن الهزيمة!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

رامز جلال يكشف عن اسم برنامجه الجديد في رمضان 2025
  مصر اليوم - رامز جلال يكشف عن اسم برنامجه الجديد في رمضان 2025

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 16:46 2023 الخميس ,20 تموز / يوليو

كلماتك الإيجابية أعظم أدواتك

GMT 15:30 2020 الخميس ,13 شباط / فبراير

أبرز الألوان الرائجة لخريف وشتاء 2021-2020

GMT 12:29 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

رئيس الوزراء يتابع إستراتيجية «الطيران المدني»

GMT 23:13 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا خارج ماراثون دراما رمضان 2020 رسميًا

GMT 22:10 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي ينتصر على دجلة ويستعيد صدارة الدوري المصري

GMT 07:57 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 4 أشخاص بإطلاق نار أمام القصر الرئاسي في المكسيك

GMT 18:34 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

فرح يخطط للعودة لسباق عشرة آلاف متر في أولمبياد طوكيو

GMT 03:22 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عادة بسيطة تفعلها أثناء النوم قد تؤدي إلى موتك

GMT 17:33 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أسعار سيارات رينو في مصر السبت

GMT 23:17 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الأسهم الأوروبية الرئيسة تنهي اليوم على تباين

GMT 19:19 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

"مافيا" لمحمد رمضان يتخطى حاجز 103 ملايين مشاهدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon