توقيت القاهرة المحلي 05:50:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة وحرب بلا فائدة

  مصر اليوم -

غزة وحرب بلا فائدة

بقلم - طارق الحميد

ها نحن مجدداً أمام حرب جديدة بلا فائدة في غزة على إثر عملية «طوفان الأقصى» التي قامت بها حماس والفصائل. وأقول حروب بلا فائدة لأنها بلا هدف استراتيجي، وإنما لتحقيق مصالح خاصة بالفصائل، ومن خلفهم إيران وأتباعها.

أقول حروب متاجرة لأن من يقف خلف العملية لا يحمل خطة أو مشروعاً. هل ينتج عن هذه العملية انسحاب إسرائيلي؟ لا! هل هناك خطة للجلوس على طاولة المفاوضات بعد هذه العملية من قبل الفصائل؟ الإجابة أيضا: لا!

الحقيقة أن «طوفان الأقصى» أشبه ما تكون بعملية اختطاف طائرة تضمن لـ«حماس» والفصائل تغطية تلفزيونية لمدة 24 ساعة، ثم ينتج عنها عقوبات ومعاناة لعقود قادمة بحق الفلسطينيين.

وإذا كان هناك من يعتقد أن صور «طوفان الأقصى» ربما «تشفي صدور»، فإن عواقبها ستدمي قلوب، والضحية كالعادة الفلسطينيون الأبرياء، بينما قيادات «حماس» والفصائل في فنادق فخمة.

أقول إن هذه العملية أدت إلى حرب متاجرة جديدة في غزة لأن التوقيت مشبوه، وعواقب المكاسب وخيمة، ولن ينتج عنها شيء لمصلحة الفلسطينيين. وكل العوامل السياسية الإقليمية والدولية ليست في وارد مغامرات.

توقيت مشبوه لأن هناك تفاوضا ًسعودياً أميركياً لخلق فرص سلام مع إسرائيل تضمن ظروف حياة أفضل للفلسطينيين. وتوقيت مشبوه لأن هناك انقساماً إسرائيلياً - إسرائيلياً ضد نتنياهو، وعلى مشارف انتخابات في مصر، وبداية حملة انتخابات بالولايات المتحدة.

والمقصود بالتوقيت المشبوه أيضا أن هناك مؤامرة تقف خلفها إيران، وعدم تقدير سياسي عقلاني من «حماس» والفصائل، وهذا نهجهم الثابت في كل حرب وقعت من قبل في غزة، وحتى في هذه الحرب الجديدة.

عدم التقدير السياسي العقلاني هذا واضح، خصوصا أن هذه العملية تأتي والقضية الفلسطينية تجد تعاطفا غير مسبوق بين الديمقراطيين بالولايات المتحدة، وقيل إن الرئيس بايدن ربما يكون آخر المتعاطفين مع إسرائيل، وكان في خصومة معلنة مع نتنياهو.

كما تجد القضية الفلسطينية تعاطفا أوروبيا، من دول ومنظمات، وتأييدا أقوى مما سبق للقضية من قبل اليسار الغربي، وكل هذا سيتلاشى وسط الصور والفيديوهات التي بثت على أثر هذه العملية. ولن يجرؤ أحد الآن على قول كلمة حق ضد إسرائيل.

وعليه، فإن إيران لا ترغب في رؤية سلام حقيقي، أو سلام سعودي إسرائيلي على وجه التحديد، لأنه إن حدث فسيكون السلام الذي سيغير وجه المنطقة. و«حماس» والفصائل تعي أن أي سلام سيكون بمثابة إنهاء للعبة المتاجرة، وسيعيد السلطة الفلسطينية للواجهة، ويحيي عملية سلام حقيقية.

كما أن من شأن ذلك السلام أن يغير واقع الحياة المعيش للفلسطينيين، حيث تخفيف المعاناة الاقتصادية والإنسانية، وهو ما سيضعف «حماس» والفصائل، ويفتح مخيلة جديدة لفكرة السلام بالمنطقة.

خلاصة القول إن ما سينتج عن حرب المتاجرة الجديدة هذه هو تعزيز أوراق إيران التخريبية بالمنطقة، وإعادة تموضع لـ«الإخوان» المسلمين، و«حماس» والفصائل، وعودة لعبة الوسطاء، والخاسر الأكيد: القضية والفلسطينيون.

ومهما اعتلى التصفيق والهتاف الشعبوي فلن يتغير شيء بالمعادلة، حيث جربتهما منطقتنا طوال عقود بلا فائدة، بل إن نتائجهما عكسية ووخيمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة وحرب بلا فائدة غزة وحرب بلا فائدة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon