توقيت القاهرة المحلي 05:54:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية... والخطاب الذي نريد

  مصر اليوم -

السعودية والخطاب الذي نريد

بقلم - طارق الحميد

تعلمت في الصحافة الحرص على قراءة تصريحات المسؤولين وعدم الاكتفاء بمشاهدة المؤتمر الصحافي، أو المقابلة التلفزيونية، حيث للمشاهدة مؤثرات أخرى، بينما القراءة تركيز، والتقاط لما بين السطور.

وهذا ما فعلته مع مقابلة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز مع قناة «فوكس نيوز»، وخرجت بقناعة راسخة بأن خطاب ولي العهد هو الخطاب الذي تحتاج إليه المنطقة، ونحتاج إليه من جميع المعنيين في السعودية.

هذا الخطاب الذي نريده في المقابلات، والمؤتمرات الصحافية، والبيانات، فالعالم ليس تطبيق «X». فحوى مقابلة ولي العهد كان قرابة 4 آلاف كلمة نصا، لكنها لا تنطوي على إسهاب، بل معلومات، ومقارنات صادمة.

مثلا، يقول ولي العهد للمحاور بريت باير: «إذا نظرت إلى أواخر السبعينات كان الناتج المحلي الإجمالي السعودي أكبر من كوريا الجنوبية». مضيفاً: «في عام 1980 كنا رقم 12 على مستوى الناتج المحلي الإجمالي، وفي 2016 أصبحنا رقم عشرين».

عادّا هذا التباين «شيئا مخجلا». ومؤكداً: «أنا أحاول إعادة السعودية إلى مسارها الصحيح». وهنا تتضح الشفافية، والمسؤولية، ووضوح الهدف والرؤية. والأمر نفسه فعله ولي العهد عندما تحدث عن الجزر غير المستغلة في نيوم سياحياً، وبالتالي اقتصادياً.

وينطبق الأمر نفسه على المشهد السياسي، وخصوصاً عند حديث ولي العهد عن المفاوضات مع الإدارة الأميركية حول العلاقات بإسرائيل، حين قال وبكل وضوح عدة نقاط مهمة، وملفتة.

أولا، لم ينكر تلك المحادثات عبر الأميركيين، بل نفى التقارير عن توقفها حين سأله المحاور قائلاً: «هناك تقارير تقول إنكم أوقفتم المحادثات؟» ورد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «غير صحيح».

ثانيا، قال بوضوح: «هناك خطة من إدارة الرئيس بايدن للوصول إلى هذه النقطة... بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية. نحن بحاجة إلى حل هذه المسألة»، مؤكداً أنه: «إذا نجحت إدارة بايدن» بعقد الاتفاق «أعتقد أنه أكبر اتفاق تاريخي منذ الحرب الباردة».

وبهذه التصريحات قطع ولي العهد الطريق على التسريبات والتضليل الإعلامي سواء في الغرب أو في منطقتنا، لأنه هو من تحدث بنفسه، ولم يترك الفرصة للآخرين ليقوموا بالتأويل، أو التضليل.

الأمر الآخر المهم هنا، ويستحق التأمل، لأن فيه دروسا وعبرا، هو حديث ولي العهد عن القادة الدوليين، والمواقف من القضايا المشتركة معهم، اتفاقا واختلافا، من إيران إلى أوكرانيا مرورا بروسيا والصين حيث تحدث بلغة سياسية راقية، لا شخصنة فيها.

وتحديدا عندما سأله المحاور عن الرئيس بايدن، وهو في سن الثمانين، وكانت إجابة ولي العهد دليلا على المدرسة السعودية الراقية والعريقة، ورغم كل الحملات الأميركية، حيث قال: «دقيق وذو تركيز... هو حقاً ذو تركيز ويحضر جيداً، وهذا ما رأيته».

ولذا، فعندما يقول ولي العهد «إن أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، هي المملكة العربية السعودية. هذه هي قصة القرن». فهو محق وسيأخذ العالم تصريحه على محمل الجد، لأنه تحدث بلغة الأرقام والمنجز على الأرض، وبرؤية واضحة.

وهذا ما نحتاج إليه في نهجنا وخطابنا الإعلامي، لأنها معركة رأي عام، ومعركة عقول وقلوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية والخطاب الذي نريد السعودية والخطاب الذي نريد



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon