توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحذر من تغيير الخرائط

  مصر اليوم -

الحذر من تغيير الخرائط

بقلم - طارق الحميد

وسط دعم دولي غير مسبوق لإسرائيل بعد عملية «طوفان الأقصى»، وتعهد خماسي من زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا بدعم «قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها»، والتأكيد على دعمهم «الثابت والموحد» لإسرائيل؛ فلا بد من الحذر الشديد.
-ADVERTISEMENT-


الأكيد فعلياً أنَّنا نعيش أجواء ما بعد «11 سبتمبر/ أيلول» الإرهابية بالولايات المتحدة، لكنَّها «11 سبتمبر» إسرائيل، وبالتالي فإنَّ القاعدة الاستراتيجية الآن هي الجنون، ولا مكان لصوت العقل؛ إذ تسير الأمور وفق مقولة جورج بوش الابن حينها: «إما معي أو ضدي».

ولذلك، الحذر كل الحذر من تغيير الخرائط والعودة إلى المربع صفر، والتفاوض بعدها على ما كان في أيدينا فعلياً وجغرافياً. والخوف اليوم، وسط حديث متزايد يمهد الرأي العام، أن إسرائيل تسعى إلى اجتياح بري كامل لغزة، وهذا ليس خوفاً على «حماس»، وإنما على القضية.

وبحسب ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن «الإجماع المتزايد في إسرائيل، بما في ذلك الكثير من المعارضة»، هو أنه «على عكس التوغلات السابقة، لا يمكن أن تنتهي العملية الحالية بوقف لإطلاق النار، وترك (حماس) بالسلطة في قطاع غزة».

وكتب تشاك فريليش، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، بصحيفة «هآرتس»: «سيكون هناك إغراء قوي لغزو كل غزة، واجتثاث عشرات الآلاف من صواريخ (حماس) و(الجهاد)، وحتى إطاحة (حماس)»، مضيفاً أنه «ستكون تكلفة القيام بذلك باهظة، ولكن تكلفة عدم القيام بذلك أثقل. وستراقب إيران و(حزب الله) وغيرهما رد إسرائيل باهتمام، وتقييم ما إذا كان يبرر انضمامهم إلى المعركة في هذا الوقت، أو على العكس من ذلك، يشكل مصدراً للردع».

وما علينا تذكّره أن إسرائيل دائماً ما كانت تفاخر بقدرتها على الردع، والأكيد اليوم أنها ستسعى لاستعادة ذلك بعد «طوفان الأقصى»، وهو ما لم تدركه «حماس» والفصائل، وليس في هذه المعركة فحسب، بل بكل الحروب العبثية التي بلغت قرابة سبع حروب أو أكثر.

عادة «حماس» والفصائل إشعال الحروب من دون تفكير في اليوم التالي، ويُنسب للرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون قوله: «لا تخبر أحداً بالذهاب إلى جهنم، ما لم تكن تنوي إرساله إلى هناك فعلياً»، وهذا ما لم تستوعبه «حماس» بكل حروبها العبثية.

ومع المصريين كل الحق وهم يحذرون من «المخاطر المحيطة بتداعيات الأزمة الراهنة على ثوابت القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني»، وأن بعض الأطراف تخدم «مخطط الاحتلال، وتمهد له مبررات الأمر الواقع لتزكية أطروحات فاسدة تاريخياً وسياسياً».

وسبب التحذير المصري هو دعوات النزوح الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، مما يعني تغييراً للخرائط، والواقع على الأرض، وهذا ما يُخشى حال اندلعت جبهة لبنان، خصوصاً مع تعهد نتنياهو بأن أصداء هذه المعركة ستبقى لأجيال قادمة.

ما يحدث خطر، ومن شأنه تغيير الخرائط والواقع على الأرض، وقد يعيدنا للتفاوض على ما كان لدينا جغرافياً، وأخطر مما ينشغل به «بعض» العرب، خصوصاً «بعض» الأكاديميين المنظّرين، والمثقفين العاطفيين، الذين أثبتوا أنه في مدرسة العقل، في كل أزمة، لم ينجح كثر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحذر من تغيير الخرائط الحذر من تغيير الخرائط



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon