توقيت القاهرة المحلي 08:36:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرجل الذى أُحب

  مصر اليوم -

الرجل الذى أُحب

بقلم:جميل مطر

بالأمس سألتنى إن كنت سعيدة فى حياتى. نسيت فى سؤالك أن ترشدنى إلى المعايير التى تنصح بالاحتكام إليها فى الإجابة على سؤالك عن السعادة. أعرف من تجربتى الخاصة أنه ليس كل ما أسعد أمى وهى فى مثل سنى كان بالضرورة يسعدنى. أعرف أيضا أننى لم أحلم يوما بأن تتوافر لى الأسباب التى توافرت لصديقة عزيزة، تعرفها فهى أيضا من تلاميذك، فجلبت لها السعادة التى تقول عنها أنها ترفرف فوق بيتها وفى حياتها. وإن نسيت بعض أيام مراهقتى وأكثر حكايات شبابى فلن أنسى دفقات السعادة التى غمرتنى فى تلك المرحلة وصبغتها فى سجل حياتى بأحلى الألوان وأكثرها بهجة.
أظن، وفى هذا الظن بعض الحب، أن للسعادة فى تلك المرحلة من العمر صفات وقسمات لم تتكرر فى مراحل أخرى. تعرف، وأعرف أنك تعرف، لماذا لم ولن تتكرر؟. كيف تتكرر وقد تغيرت تفاصيل الجسد وأولويات رغباته. تغيرت طبيعته، من طبيعة وسلوكيات وثابة إلى طبيعة وقدرات متزنة ومتوازنة. تغيرت نظرتنا إلى الآخر، وأقصد الرجل طبعا.
كيف تتكرر والمكان ليس نفس المكان. الشاطئ ليس نفس الشاطئ وإن بقى فى موقعه. حتى الصيف ليس نفس الصيف وإن جاء فى موعده. الشارع الذى نشأت فى بيت عند طرف من طرفيه لم يعد نفس الشارع الذى احتوانى مراهقة ثم شابة ولا هو الشارع الذى يحتوينى الآن. أنا الناضجة عقلا وجسما لست أنا المراهقة. طلباتى من الحياة ومتعها ليست هى ما كنت أطلب أو أتمنى. متع العقل الناشئ ليست كمتع العقل الناضج، لكل منهما حلاوته ولذاته وترتيباته، بقى شيء من هذا فى ذاك ولكنهما لا يتبادلان المواقع فى حياتنا، حتى المحاولة لا تجوز.
• • •
حضرتك تتركنى أجيب على سؤالك مستخدمة معايير للسعادة أنا استنتجتها أو استخلصتها من تجربتى فى الحياة. فكيف بالله ستقارن بيننا إذا كان لكل منا فهمنا الخاص للسعادة، ولهذه السعادة عند كل واحدة فينا معايير ذاتيه جدا، أكثرها أثمرته تجارب شخصية جدا. وقد يأتى السؤال فى يوم شقاء عظيم فهل نكون من الخاسرين فنحسبه يوما لا يتكرر فى حياة كلها سعادة أم نكون من الجاحدين فنعممه على مسيرة الحياة برمتها؟.
سمعتك، أو لعلك كتبت، تقول إنك تعيش الآن أحلى أيام العمر. أصدقك حتى وإن لم أعش بعد تجربة العمر المديد. ولكنك بما قلت فتحت لى فرصة التهرب من الإجابة على سؤال السعادة. أنت اخترت من كتاب الحياة، فصلا حكمت عليه أنه الأحلى. لم تقل أنه الحلو الوحيد فى كتاب متعدد الفصول. قررت أو حكمت أنه أحد أحلى الفصول. طيب وماذا عن الفصول الأقل حلاوة؟ نفهم أنها لم تحمل لك السعادة التى كنت تبتغينها فى حياتك.
• • •
صديقى..
إليك إجابتى. أنا راضية عن حياتى. أسعد فى بعض أيامها وفى فصل أو آخر من فصول سنواتها، وأشقى ببعض آخر من أيامها وبمرحلة أو أخرى من مراحلها. لم أفكر طويلا ولا كثيرا فى الظروف والأسباب ولا فى تفصيلات الأيام والمراحل. إجابتى لا تأتـى تهربا من إجابة نهائية أو قاطعة على سؤالك. أنت نفسك اخترت فصلا من حياتك تعلم أنه آخر الفصول لتعلن رضاك عن نفسك وعن هذه الفسحة من الزمن ولم تستخدم السعادة فى وصفك له ولك. أنا مثلك راضية.
سمعتك أمس الأول تسأل صديقة مشتركة سؤالا أثار عندى الرغبة فى الإجابة رغم أن السؤال كان لغيرى. سألتها يا معلمى العزيز لو أنها لم تتزوج الرجل الذى هو زوجها الآن، وعلى ضوء مختلف تجارب حياتها، فما هى أهم الصفات التى كانت ستشترط وجودها فى الرجل الذى تبتغيه زوجا. أنا أجيبك بالآتى: أول الصفات وأهمها، وهو شرط غير قابل للمساومة أو الرفض، أن يتمتع الرجل المحظوظ بالجمع بين خاصيتين تتغافل أو غفلت عنهما نساء كثيرات فدفعن من سعادتهما الثمن باهظا. الخاصيتان هما الحنان والحماية.
الرجل الذى أحب لا يبخل بلمسات لها وقتها ولا بهمسات تخترق جدار الصمت، كلها تدغدغ أوتار قلب مدلل. هذا الرجل حصيف فى الحب كما فى غيره. يعرف أن المبالغة فى العطاء، فى الوقت كما فى الفعل، مفسدة للحب والمرأة معا. الرجل الذى أحب جسور عند الدفاع عن حبه وشريكته فى الحب. بنظرة يثنى المعتدى عن غيه وبكلمة يحيطنى بالأمان ويجدد عندى راحة البال وبحضن يعزز مناعتى وثقتى بنفسى.
معلمى..
أنا راضية. وأكون سعيدة لو أنك لقيت هذا الرجل وجئت به وقدمتنى له.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل الذى أُحب الرجل الذى أُحب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon