توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متفرقات عن الأسطورة مرورًا بحرب ولا حرب وانتهاء بشرق أوسط جديد

  مصر اليوم -

متفرقات عن الأسطورة مرورًا بحرب ولا حرب وانتهاء بشرق أوسط جديد

بقلم: جميل مطر

فى سفر أشعيا (23/49) أن الرب أمر كل أجنبى إذا لقى يهوديًا أن يسجد له على الأرض ويلحس غبار نعليه. وفى سفر التثنية «وقد اختارك الرب لكى تكون له شعبًا خاصًا فوق جميع الشعوب».

 

• • •
حملات العداء للسامية أفلحت فى أوروبا خاصة والغرب عامة بسبب تاريخ وتفاصيل فى العقيدة المسيحية، ولم تفلح فى الدول الإسلامية.
عائلات يهودية كبيرة عاشت فى مصر، منها سموحة وقطان وسوارس وتطاوى وموصيرى ونادلر. امتلك اليهود بعض أشهر محلات تجارة التجزئة مثل باتا وهانو وشيكوريل وبنزايون وداود عدس وريفولى وشملا وأوروزدى باك وبالمصرى عمر أفندى.
• • •
إلى فلسطين وصل اليهود من أوروبا الشرقية فى شكل عصابات أهمها كتائب الدفاع الذاتى «هاجانا» والمنظمة القومية العسكرية «إرجون» والمحاربون من أجل حرية إسرائيل «شتيرن» حتى جمعهم جيش الدفاع الإسرائيلى «زاحل». أقاموا المذابح للفلسطينيين وفى مقدمها وأشهرها الطنطورة ودير ياسين وصفصاف وسعسع وآخرها غزة.
كتب موشيه ديان عن هذه الحروب التى هى بين الأشهر فى حروب التطهير العرقى فى التاريخ، قال: «لم تكن هناك قرية يهودية واحدة لم تبن فوق موقع لقرية عربية».
كانت هناك دائمًا دولة عظمى تقدم لإسرائيل فى حروبها الحماية السياسية الدولية والسلاح والدعم المادى، وأحيانًا الدعم البشرى من مقاتلين مزدوجى الجنسية، وأحيانًا بالتدخل المباشر أو التهديد به لفرض السلم على الطرف أو الأطراف العربية. كان هناك أيضًا الزعيم البريطانى المعتنق الصهيونية، ونستون تشرشل فى مرحلة وجوزيف بايدن فى مرحلة أخرى بعد أكثر من سبعين عامًا، وبين المرحلتين تاريخ أسود لزعماء غربيين وأحزاب ومجالس تشريعية برمتها خضعت لنفوذ صهيونى متفاقم.
• • •
السؤال المطروح الآن هو أى حال سوف ينتهى إليه الصراع فى نهاية المرحلة الراهنة؟ تتعدد الآراء فى تقييم ما أنجزه ولم ينجزه طوفان الأقصى.
أولًا: رأى يقول، لن يعود الإقليم العربى إلى ما كان عليه شكلًا أو موضوعًا. سقط مجددًا وبعنف كثير من معالم ما جرى تعريفه فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى بالنظام الإقليمى العربى. سقطت مثلًا، أو انكشف سقوط أكثر مكونات، عملية التكامل القومى فى الاقتصاد والتعليم والموارد، لكن سقطت تمامًا وبقسوة شديدة عملية لم تكن بدأت، وهى التكامل الأمنى بين دول الإقليم العربى. سقطت فكرة وحلمًا وتسقط متدرجة فى نظر الأكاديميين كنظرية صالحة للتطبيق عربيًا.
• • •
ثانيًا: رأى آخر يقول، حتى لو اعترفنا بسقوط معالم وبعض أسس النظام الإقليمى العربى ورأينا بعيوننا ولمسنا بأيدينا شروخه وبعضها لا شك غائر، لا يمكن إنكار القوة الهائلة التى تفجرت فسرت فى عروق جيل بل أجيال كان قد تقرر لها أن تستسلم بالجبر أو الرضا السلبى لعقيدة أو فلسفة اتفاقات التطبيع التى أبرم أكثرها وراء ستار كثيف من الخداع الإعلامى والسياسى. الستار انكشف فى الطوفان متسببًا فى حالة غليان فى عروق الشعوب وبالتالى عن احتمالات لتطورات كثيرة لم تدخل فى حساب أهل التطبيع.
• • •
ثالثًا: هل هى حقيقة واقعة أن أمن أى دولة عربية صار إقراره وتثبيته من مسئوليات إسرائيل، بالتعاون مع أمريكا أو حتى بدونه. بمعنى آخر صار شرطًا مقبولًا ضمنيًا أن تشترك إسرائيل فى إقرار أو رفض مد دول غربية لدول عربية بأسلحة معينة أو متطورة إلى حد معين. لاحظ أن الكونجرس الأمريكى يراقب مدى التزام الحكومة بهذا الموضوع بحكم خضوع معظم أعضائه للمال الصهيونى وعنصرية بعضهم تجاه العرب والمسلمين.
• • •
رابعًا: صار يقترب من الحقيقة الواقعة الرأى المنتشر بكثافة ليس فقط بين الكتاب والمعلقين من أصول عربية لكن أيضًا بين الأجانب، يقول هؤلاء إن الوجود المكثف لليهود خاصة الصهاينة منهم فى أعلى مواقع اتخاذ القرار السياسى والعسكرى والأمنى والاقتصادى يثير علامات استفهام عديدة وأسئلة حول ما آل إليه القرار السيادى فى الولايات المتحدة، القطب الأعظم وصاحب الهيمنة فى كل دوائر صنع القرار الدولى.
• • •
خامسًا: إلا أن هناك من راح ينبه إلى خطورة استمرار هاتين الحقيقتين على السلم الأهلى داخل أمريكا. أمريكا دولة عظمى لكن غير خافٍ اعتلال صحتها وبخاصة فى البنى التحتية وفى قطاع علاقة الدولة بالأقليات والهجرة، وكذلك فى علاقة الأقليات ببعضها البعض وبشكل خاص ما اتضح مؤخرًا، ونتيجة غير مباشرة للطوفان، عن الأبعاد الملموسة لهيمنة الأقلية الصهيونية على مقدرات الدولة والوظائف العليا مثل وظائف البيت الأبيض والأمن القومى والدبلوماسية.
• • •
سادسًا: صارت مزحة يتداولها الدبلوماسيون فى الأمم المتحدة وخارجها وفى مجالسهم الاجتماعية، كما لاحظت شخصيًا خلال الأمسيات الدبلوماسية التى تعقد فى القاهرة. أكتب عن الحديث الدائر عن حال التناقض «الهزلى» فى التصريحات الرسمية الأمريكية عن تطورات الحرب ضد غزة ولبنان وبخاصة تلك التى تصدر عن الوزير بلينكن والرئيس بايدن، وكلاهما وبلسانه صهيونى الهوى أو العقيدة أو الاثنان معًا. أحدهما يصرح بضرورة وقف القتال أو بأفضلية قتل عدد أقل من المدنيين فيسارع الآخر ليصرح بعزم أمريكا والتزامها الدفاع عن إسرائيل مهما فعلت ومهما كانت التضحيات. وفى الغالب يصدر بعدهما تصريح من مسئول ثالث فى البنتاجون عن قراره إرسال حاملة طائرات ثانية مع مجموعتها إلى شرق البحر المتوسط ترهيبًا للطرف العربى وحلفائه وتشجيعًا للمطبعين على الالتزام باتفاقيات التطبيع وعدم الانصياع للضغط الشعبى ومساندة الطرف الآخر للاستمرار فى حرب الإبادة التى يشنها ضد الفلسطينيين وشيعة لبنان.
• • •
سابعًا: عطفًا على بعض ما سبق وكثير من الحادث فعلا فى أنحاء متفرقة من أوروبا أسأل مرة أخرى مع السائلين إن كانت الصهيونية العالمية صارت بحكم ما نرى قريبة جدًا من أن تصبح الطرف القابض فعلًا على مفاتيح السلم العالمى. بمعنى آخر تزداد قدرتها على إثارة القلاقل فى مواقع متباينة وتمتلك قدرات على المنح والمنع فى قطاعات مهمة، مثل الشركات الكبرى والقطاعات المتطورة والأحدث فى مجالات التكنولوجيا وتدفق الاستثمارات وأجهزة الإعلام الكبرى والفنون مثل السينما والموسيقى وكثير من أجهزة الاستخبارات العالمية والجامعات الكبرى فى دول الغرب. الأهم، من وجهة نظرى، ما تعلق بقدرتها على إشعال الحروب الكبرى والصغرى على حد سواء. لا يغيب عن بالنا سعيها المتواصل لإشعال حرب كبرى فى الشرق الأوسط ضد إيران وحروب صغيرة فى أفريقيا وحرب أهلية فى لبنان.
• • •
ثامنًا: أسأل أيضًا مع السائلين، وهم كثر، إن كانت إسرائيل تفرض أو تمارس على منطقة الشرق الأوسط حالة سلم إسرائيلى، وإن كان بعضنا، إن لم يكن أكثرنا، صار متقبلًا هذا الوضع أو تعود عليه. أسجل هنا عددًا من الملاحظات:
أ: هوكشتين، المبعوث الرسمى للرئيس بايدن للتوسط فى مسألة الطاقة بين لبنان وإسرائيل وعاد بعدها لمهمات أخرى، كان يعرف نفسه فى لقاءاته الثنائية أنه ضابط فى الجيش الإسرائيلى ومحامى إسرائيل فى محادثات أوسلو. نقلت عنه مجلة بوليتيكو وعن آخرين فى مجلس الأمن القومى وصفهم للعمليات العسكرية الجارية ضد لبنان بـ«اللحظة التاريخية الحاسمة التى ستعيد تشكيل الشرق الأوسط لسنوات مقبلة».
ب: الرئيس بايدن قدم نفسه لنا وللعالم بصفته صهيونى الهوى والعقيدة وإن كان مسيحى الديانة.
ج: السيد بلينكن وزير الخارجية فى أول مهمة له فى الشرق الأوسط ودون طلب من أحد قدم نفسه كيهودى.
د: نفتالى بينيت، رئيس سابق للحكومة الإسرائيلية صرح مؤخرًا بأن إسرائيل لديها فرصة نادرة لملاحقة البرامج النووية الإيرانية، وأضاف: «إنها أعظم فرصة لإسرائيل منذ خمسين عاما لتغيير وجه الشرق الأوسط».
ه: منظر نتنياهو حاملًا حقيبة خرائطه الشهيرة عن الشرق الأوسط. عرض الخرائط على العالم بأسره من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة ومناسبات أخرى عديدة. إحداها انتقصت مساحات من دول عربية ذات سيادة و«مطبع» غير ما ضمته من غزة والضفة الغربية ولبنان «المأزومة».
و: لم تتردد حكومة إسرائيل فى سحب اعترافها بالأونروا وحصانة قوات اليونيفيل ومبعوثى الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء الوكالات الإنسانية التابعة للمنظمات الدولية ورفض التعامل مع رؤساء حكومات الدول المختلفة مع سياسات إسرائيل فى الشرق الأوسط.
• • •
أتصور أن الأزمة الراهنة التى تسببت فيها حكومة إسرائيل المتطرفة بأعمالها العدوانية والشرسة ضد الفلسطينيين فى الضفة على امتداد شهور لم تقارب نهايتها، لأنها فيما أعتقد صارت واحدة من أزمات عديدة تتفاقم مؤخرًا أملًا فى أن تحظى بمكان فى اهتمامات القوى المنشغلة بتعديل النظام الدولى الراهن والأخرى التى تقاوم جهود التعديل والتغيير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متفرقات عن الأسطورة مرورًا بحرب ولا حرب وانتهاء بشرق أوسط جديد متفرقات عن الأسطورة مرورًا بحرب ولا حرب وانتهاء بشرق أوسط جديد



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon