توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اغتيال السنوار.. وخيبة أمل نتنياهو

  مصر اليوم -

اغتيال السنوار وخيبة أمل نتنياهو

بقلم : عماد الدين حسين

لو صح الخبر القائل بأن الجيش الإسرائيلى اعتقل بعض جنوده الذين نشروا الصور الأولية لحادث اغتيال قائد حركة حماس فى قطاع غزة يحيى السنوار، لتأكدنا أن الحكومة الإسرائيلية كانت تريد إخراجا مختلفا لعملية الاغتيال، بل إن نتنياهو لم يكن يتمنى أن يتم الإعلان الفورى وتأجيله إلى لحظة يخرجها بنفسه باعتباره ملكا للصورة والدعاية السياسية.
لا ينكر أحد أن نجاح جيش الاحتلال فى اغتيال السنوار يوم الأربعاء الماضى فى عملية عرضية وغير مخططة نصر كبير لإسرائيل ضد واحد من أشد أعدائها خطرا عليها.
لكن ورغم ذلك فهناك العديد من القراءات والاحتمالات بشأن حقيقة ما حدث فى هذا الاغتيال الذى تم فى حى تل السلطان برفح الفلسطينية.
الصور التى نشرها جنود الجيش الإسرائيلى فى بداية الأمر تقول بوضوح إن السنوار قتل واقفا شامخا وهو يقاوم بكل بسالة حتى آخر نفس بل حاول مقاومة المسيرة بعصا، ولم يكن مختبئا فى نفق، ولم يكن حوله رهائن إسرائيليون يحتمى بهم كدروع بشرية كما زعمت إسرائيل دائما. وبالتالى فنشر هذه الصور يظهر السنوار بطلا يقاتل حتى اللحظة الأخيرة ويحرم نتنياهو من صورة النصر التى تمناها وانتظرها طويلاً.
فى الصور الأولى كان السنوار يقاوم وهو ينزف. ولم يكن قد استشهد، وفى الصور التالية فإن رأسه تم تفجيره بصورة مرعبة، فهل تم إعدامه بدم بارد أم أن قذيفة دبابات أو مدفع فى مسيرة هى التى قتلته بعد محاصرته؟
المؤكد أن نتنياهو كان يريد رأس السنوار بكل الطرق فهى أفضل صورة نصر له لكن الأكثر تأكيدا أنه لم يكن يريد السيناريو الذى حدث، وبالتالى يبدو منطقيا التحقيق مع الجنود الذين نشروا الصور لأنهم أفسدوا مسرحية كاملة.
ما اعترفت به الصحافة الإسرائيلية نقلاً عن كبار قادة الجيش أن العملية جاءت عشوائية وبالصدفة وليست نتيجة معلومات استخبارية مسبقة، وأن مجموعة من فرقة مشاة مهنية اشتبهوا فى ثلاثة مقاومين فلسطينيين فتبادلوا معهم إطلاق النار وقتلوهم، وحينما اقتربوا منهم خمنوا أن أحدهم هو السنوار فبثوا ونشروا الصور فى حين تأكدت السلطات الإسرائيلية من حقيقة السنوار بعد ساعات من العملية وبعد مضاهاة الـ dna.
هناك سيناريو آخر يقول إن قادة فى الجيش وليس مجرد جنود هم الذين كانوا وراء نشر صور السنوار للضغط على نتنياهو برسالة واضحة مفادها: «أن العدو رقم 1 الذى تستخدمه كحجة قد انتهى أمره، والآن عليك أن تحزم أمرك وتبدأ فى التهدئة ووقف إطلاق النار وعقد صفقة تعيد الرهائن من غزة حتى تتفرغ إسرائيل للحرب فى لبنان وربما فى سوريا وإيران».
ليس خافيا على أحد أن قادة الجيش الإسرائيلى وعلى رأسهم وزير الدفاع يواف جالانت اختلفوا مع نتنياهو علنا وطالبوه بالوصول لصفقة بشأن الأسرى منذ أسابيع طويلة مضت.
القراءة الأخرى أن المخابرات الأمريكية عرفت بالأمر عبر قادة الجيش الإسرائيلى وشجعتهم على النشر والإعلان الفورى حتى تقول لنتنياهو: «لقد حققت هدفك، وعليك الآن أن تتفاوض لوقف إطلاق النار». هذه الرسالة قالها بالفعل الرئيس الأمريكى جو بايدن ونائبته المرشحة الرئاسية كامالا هاريس، لكن نتنياهو رد بقوله: «إن المهمة لم تكتمل بعد فى قطاع غزة».
القراءة الثالثة أن نتنياهو المغرم بالإخراج السينمائى والدعاية والترويج كان يسعى إلى إخراج مختلف تماما لاغتيال السنوار بحيث يتم ترويجه وتسويقه بصورة تحوله إلى أيقونة سينمائية إعلامية خالدة، وتضيف إلى القصة كل بهارات هوليوود وبوليوود وسائر الخدع السينمائية العالمية بحيث يتم إعادة تلميع صورة إسرائيل القوية الباطشة الرادعة بعد أن تمرمغت صورتها فى التراب فى «طوفان الأقصى» فى ٧ أكتوبر من العام الماضى.
كان نتنياهو يريد أن يتم إخراج الاغتيال باعتبار أن الجيش والاستخبارات الإسرائيلية تطارد وتحاصر السنوار، وأنها تمكنت منه، وأنه كان خانقا وجبانا ومرتعدا ومحاطا بالأسرى، ولا مانع من وضع بعض الأسرى حوله لإكمال المشهد.
لكن النشر الفورى للصور الحقيقية أفشل كل هذه المخططات.
ثم إن نتنياهو لم يكن يتمنى الإعلان عن مقتل السنوار فى هذا التوقيت، ولو كان الأمر بيده لفرح أولا بالاغتيال، ثم لطلب من مساعديه وضع الجثة فى الثلاجة لحين الإعلان عن الأمر فى توقيت يخدم أهدافه السياسية.
وربما تكون كل القراءات السابقة ناقصة أو غير متكملة، أو ربما هناك قراءة أخرى تمثل الحقيقة، لكن فى كل الأحوال فإن مشهد نهاية السنوار جعله بطلا فى عيون أنصاره وغالبية شعبه وكل المعارضين للعدوان الإسرائيلى، ولم يعط نتنياهو الصورة التى كان يتمناها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال السنوار وخيبة أمل نتنياهو اغتيال السنوار وخيبة أمل نتنياهو



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon