توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احتمالات الحرب الإقليمية الواسعة

  مصر اليوم -

احتمالات الحرب الإقليمية الواسعة

بقلم - عماد الدين حسين

هل تندلع حرب إقليمية كبرى، أو ربما تتطور إلى حرب دولية حتى لو بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط وتقلب وتبعثر كل الأوراق؟ سؤال لا يزال يتردد بقوة في الأيام الأخيرة حتى بعد مرور أكثر من سبعة أسابيع على حرب غزة.

حصيلة القصف الإسرائيلي، طبقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين، ثلثاهم من الأطفال والنساء، وقرابة المائتي طبيب وممرض، و22 من رجال الدفاع المدني، وعشرات الصحافيين، مقابل أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي وأسر حوالي 220 ما بين جندي ومستوطن وعامل أجنبي. في الأسبوع الأول من الصراع أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية حاملتي الطائرات فورد وأيزنهاور، لحماية إسرائيل أولاً، ومنع مشاركة أي طرف آخر ضد إسرائيل، ثم كرر كل المسؤولين الأمريكيين بأن بلادهم تفتح كل خزائنها ومخازنها لإمداد إسرائيل بكل ما تحتاجه من أموال وأسلحة، وبعدهم جاءت غالبية القادة الأوروبيين متعهدين أيضاً بتقديم كل أنواع الدعم لتل أبيب.

السؤال الذي يسأله كثيرون هو: هل مواجهة الفصائل الفلسطينية محدودة التسليح والإمكانات يتطلب كل هذه الحشود الأمريكية، والغربية أيضاً؟.

ويصبح السؤال ملحاً مع وجود قواعد روسية في سوريا، وفي دول أخرى بالمنطقة وإفريقيا، إضافة إلى ما تردد من تقارير غير مؤكدة عن إرسال الصين لسفن حربية. بعض المراقبين يعتقدون أن واشنطن تخشى أن تحاول كل من روسيا والصين استغلال تطور الأوضاع لمضايقة الولايات المتحدة.

لكن المتغير الأساسي الذي تخشاه الولايات المتحدة ربما يكون انضمام إيران أو أي من القوى الموالية لها في المنطقة، خصوصاً في ظل استمرار المناوشات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، إضافة لإطلاق جماعة الحوثي في اليمن وبعض الفصائل السورية لصواريخ باتجاه إسرائيل، ثم إعلان طهران أنها قد تتدخل «إذا استمرت المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين»، لكن كل ذلك ظل في إطار الحرب الكلامية، ولم يتم ترجمة ما أعلنته طهران سابقاً عن «وحدة الساحات». والمعنى الأساسي الذي فهمه المتابعون لمواقف حزب الله أنه لن يدخل الحرب هو وإيران، وسيكتفي بالمناوشات والاشتباكات المحدودة ليقول لأنصاره إنه مشارك فعلياً في الحرب.

وهناك من يقول إن بكين وموسكو تستفيدان من الصراع الموجود الآن في منطقتنا؛ لأنه يخفف الضغط عليهما. فالصراع خطف الأضواء من الحرب في أوكرانيا، وبالتالي ستشعر روسيا بمزيد من الراحة، وربما هذا ما يفسر التعاطف الروسي الملحوظ مع الجانب الفلسطيني، وكذلك الصين، إذ إن الصراع سيجعل واشنطن تتوقف ولو قليلاً عن مضايقاتها التجارية والاقتصادية والعسكرية، خصوصاً دعم تايوان.

وهناك أيضاً من يقول إن الحرب لا تقتصر فقط على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل على الصراع الأمريكي الروسي الصيني لإنهاء سياسة القطبية الواحدة، وكذلك الصراع على الممرات التجارية، ما بين طريق الحرير الصيني ومجموعة البريكس، وبين طريق الممر التجاري من الهند للخليج إلى إسرائيل ثم أوروبا.

بعد هذا العرض فما هي الإجابة عن سؤال: هل تندلع حرب إقليمية أم لا؟!

الإجابة تتوقف على مجموعة من العوامل منها:

- الطريقة أو النتيجة التي ستنتهي بها الحرب في غزة، هل بفوز طرف أم بالتعادل؟

- هل تنفذ إسرائيل مخطط إجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع والتوجه إلى سيناء المصرية، خصوصاً بعد الدمار الواسع وبالأخص في شمال القطاع، وبالتالي قد تخسر العلاقات مع مصر إلى حد كبير، وكيف سترد القاهرة عملياً على هذه الخطوة حال تنفيذها، وكذلك الحال مع الأردن إذا تم تهجير فلسطينيي الضفة الغربية للأردن وبعد سحب الأردن لسفيره من تل أبيب؟

- هل سوف يستمر الموقف الإيراني الغامض كما هو للحصول على صفقة مع واشنطن، تضحي فيه إيران بحركة حماس مقابل الاحتفاظ بحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن واستمرار حكم الرئيس بشار الأسد في سوريا؟

الإجابة عن كل الأسئلة السابقة هو الذي سيحدد هل ستشهد المنطقة حرباً إقليمية أم لا، ورغم أن الأمور يمكن أن تنفلت في أي لحظة بسبب سوء تقدير هذا الطرف أو ذاك، فإن المؤشرات العامة تقول إن المنطقة لن تنجرف لحرب واسعة، بل ربما مجرد حروب صغيرة هنا وهناك وبالوكالة.

لكن ما يمكن الإجماع عليه أن المنطقة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل الساعة السادسة والثلث من صباح السابع من أكتوبر الماضي بعملية «طوفان الأقصى» والرد الإسرائيلي بـ «السيوف الحديدية».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتمالات الحرب الإقليمية الواسعة احتمالات الحرب الإقليمية الواسعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon