توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الترجمة الفعلية لكلمات مدبولى

  مصر اليوم -

الترجمة الفعلية لكلمات مدبولى

بقلم : عماد الدين حسين

إذا كان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى قال وكرر أكثر من مرة إنه سيتم إلغاء معظم أنواع الدعم بنهاية العام المقبل وبيع السلع بأسعارها الحقيقية، فلماذا يندهش كثير من المواطنين من موجات ارتفاع الأسعار بصورة شبه مستمرة؟!
المؤكد أن عددا كبيرا ممن سوف يقرأ هذا السؤال الذى بدأت به سوف يصب لعناته على كاتب هذه السطور. ويتهمه بكل التهم من أول دعم وتأييد الحكومة بالحق وبالباطل، نهاية بعدم تقدير الظروف الصعبة التى يمر بها غالبية الناس.
أقدر تماما المتاعب والصعوبات التى يمر بها معظم المصريين، وأدركها تماما، لأننى وعددا كبيرا من أهلى وأصحابى ومعارفى يعانون منها أيضا بدرجات متفاوتة.
لكن حتى يكون كلامى واضحا وبسيطا فإن الغرض الأساسى من السؤال هو أن يكون الناس على بينة وفهم ومعرفة مما سيحدث فى الأيام والشهور المقبلة.
ما أقصده بوضوح من السؤال الذى بدأت به هو أن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى قال بوضوح لرؤساء تحرير الصحف المصرية وبعض الإعلاميين خلال لقائه معهم فى شهر يوليو الماضى، فى مقر مجلس الوزراء فى العلمين، إن الحكومة عازمة على بيع الوقود والكهرباء للمواطنين بأسعار التكلفة الفعلية نهاية عام 2025، على أن يترافق مع ذلك دراسة تقديم دعم نقدى للمواطنين المستحقين للدعم، وكذلك دراسة أن يتحمل أصحاب الشرائح العليا من استهلاك الكهرباء لجزء من أعباء الشرائح الصغرى.
إذن رئيس الوزراء يقول بوضوح شديد للمواطنين إن الحكومة سوف تبيع الوقود والكهرباء والسلع التموينية بأسعارها الحقيقية للمواطنين مع تطبيق الدعم النقدى حتى لا يتأثر ذوو الدخل المحدود.
ما هو معنى ذلك؟
المعنى أنه من الآن وحتى نهاية عام 2025 سوف يكون هناك تحريك مستمر لأسعار الوقود وبعض الخدمات المدعمة حتى تصل إلى سعر التكلفة الفعلى.
ونعلم أن الحكومة وبعد أن رفعت أسعار الوقود فى الأسبوع الماضى أعلنت أنه لن يكون هناك رفع مرة أخرى لأسعار الوقود لمدة ستة شهور تخفيفا على الناس.
ونعلم أيضا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وخلال كلمته على هامش افتتاحه للمؤتمر العالمى للصحة والسكان والتنمية البشرية يوم الأحد الماضى، قال بوضوح إن الحكومة قد تراجع الموقف مع صندوق النقد الدولى إذا أدت التطورات المتسارعة فى المنطقة إلى تشكيل ضغوط على الناس.
هذا كلام جيد ومهم وإحساس من الحكمة بأحوال المواطنين، وهو قد يؤجل التطبيق لشهور أو لعام أو عامين لكن من المهم الإدراك أيضا أن الحكومة تكرر كل فترة أنها ستصل لا محالة إلى تطبيق أسعار التكلفة لكل السلع مصحوبة بالدعم النقدى طال الزمن أو قصر.
بعد كل ما سبق فإن سؤالى الذى بدأت به: إذا كانت الحكومة تعلن ذلك كثيرا، فلماذا يندهش بعض الناس من زيادات الأسعار خصوصا بعد كل مرة يتم فيها رفع أسعار الوقود؟!
بالطبع فإن المتابعين للأوضاع الاقتصادية وسياسات الحكومة يدركون بوضوح أننا سائرون فى هذا المسار أى الوصول لأسعار التكلفة ما لم تحدث مفاجآت كبرى.
وليس مفاجئا أن الحكومة أحالت موضوع دراسة الدعم النقدى إلى الحوار الوطنى، لاستكشاف إمكانية تطبيقه حتى ولو كان بصورة متدرجة على بعض السلع.
إذن الذى قصدته من السؤال الصادم الذى بدأت به هو أن الحكومة واضحة فى كلامها، بغض النظر إذا كنا نتفق أو نختلف معها فى هذا الموضوع أو حتى مع مجمل سياساتها.
وبالتالى فالترجمة الفعلية والعملية - بعيدا عن العواطف والمشاعر والكلمات المعسولة وإحساس الحكومة بالمواطنين - لتصريحات الحكومة الواضحة هو أن مسلسل رفع الأسعار سوف يستمر إلى أن يتم بيع السلع والخدمات خصوصا الوقود والكهرباء بأسعار التكلفة الفعلية حتى يمكن معالجة المشكلة الجوهرية وهى عجز الموازنة المستمر وعدم وصول الدعم لمستحقيه كما تقول الحكومة.
أرجو أن تكون فكرتى قد وصلت أخيرا إلى كل من يهمه الأمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الترجمة الفعلية لكلمات مدبولى الترجمة الفعلية لكلمات مدبولى



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon