توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحتوى الإعلامي في الزمن الرقمي

  مصر اليوم -

المحتوى الإعلامي في الزمن الرقمي

بقلم - عماد الدين حسين

هناك اعتقاد خاطئ لدى الكثيرين أن الرقمنة والذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي بصفة عامة، يمكن أن تجعل الإعلام يتقدم ويتطور، حتى لو لم يقم الإعلاميون بدورهم.

 

المؤكد أن الرقمنة وسائر أدوات وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة، لعبت دوراً مهماً وكبيراً في زيادة انتشار وفاعلية العديد من مناحي الحياة، ومنها الذي استفاد استفادة كبيرة جداً، لكن ما لا يمكن الاختلاف عليه، هو أن المحتوى المتميز هو حجر الأساس في العملية بكاملها.

يوم 21 مايو الجاري، شاركت في جلسة ثرية في «منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي»، كان عنوانها: «الزمن الرقمي من منظور ثقافي وإعلامي»، شارك فيها الدكتور علي بن تميم الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، والدكتور زيد الفضيل مسؤول البرنامج الثقافي في مركز الخليج للدراسات.

في تقديري أن المحتوى الجيد، هو الذي سيفرض نفسه في النهاية، سواء كانت وسيلة الإعلام تقليدية أم إلكترونية. وخلال كلمتي في الندوة، حكيت للحاضرين أن جريدة البيان كانت سباقة في تبنّي كل ما هو حديث ومتطور، وأتذكر أن رئيس التحرير الأسبق، الأستاذ ظاعن شاهين، كان قد حدد يوم 6 مايو 2006، موعداً لعدم استخدام الأوراق في عملية إنتاج الصحيفة، بمعنى أن تكون عملية إنتاج المادة الصحافية إلكترونية بالكامل، واليوم، فإن الصحيفة نفسها من أوائل الصحف التي تتعامل مع تطبيقات التكنولوجيا الحديثة.

أعود إلى الندوة، وما أثارته من أسئلة، أراها مهمة جداً، خصوصاً للإعلام العربي الذي يحاول جاهداً اللحاق بالثورة التكنولوجية في الإعلام الغربي.

لا تزال بلدان عربية كثيرة مستهلكة للتكنولوجيا الحديثة، وليست منتجة لها، ومن بينها الإعلام، فمعظم منتجات التكنولوجيا الحديثة أجنبية بالكامل، سواء كانت أمريكية أو أوروبية أو آسيوية.

الملاحظة الثانية، هي أنه، ورغم التوسع في استخدام الرقمنة في صناعة الثقافة، فإن عدداً كبيراً من المكتبات في مصر، ومنها مكتبة الشروق، ما زال الكتاب الورقي يمثل أكثر من 95 ٪ من إنتاجها.

ثم إن الزمن الرقمي جزء كبير منه تقليدي، خصوصاً في الإعلام، فأغلب المواد الصحافية المنشورة في مواقع رقمية مصرية وعربية، هى موجودة بالأساس في وسائل إعلام تقليدية، جرى نقلها إلى وسائل إعلام رقمية، وبالتالي، يصعب القول إن عدداً كبيراً من المواقع الإعلامية الإلكترونية العربية، هي رقمية بالكامل.

لا أقلل إطلاقاً من الرقمنة، بل أراها في غاية الأهمية، وهي ثورة كبرى في كل شيء، واستفدنا منها كثيراً في الإعلام العربي، لكن ما ألح عليه، هو ضرورة أن ندرس الأمور بهدوء، حتى تكون الاستفادة من الثورة الرقمية كاملة.

في مقدم ذلك، أن تكون لدينا بيانات وإحصاءات دقيقة عن تأثير الرقمنة في الإعلام والثقافة العربية. بمعنى هل زاد توزيع الصحف والمواقع الإلكترونية نتيجة استخدام الرقمنة، وهل وصلت إلى جمهور جديد، والأهم، هل هناك تأثير في الجمهور، وليس فقط مجرد الوصول إليهم.

النقطة الثانية: هل المجتمعات العربية تستخدم الرقمنة بالصورة الصحيحة، بما يغير من هذه المجتمعات للأفضل، أم أن معظمنا يستخدم قشور هذه التطبيقات فقط؟.

في تقديري أن الرقمنة ثورة عظيمة، لكن المهم أن نتذكر دائماً أن الفيصل هو المضمون والمحتوى، الذي يتم تقديمه لجمهور المستهلكين، وهم في حالتنا الراهنة، قراء ومشاهدو وسائل الإعلام الرقمية.

علينا كإعلاميين عرب، أن نبذل كل الجهد في تقديم محتوى إعلامي جيد ومتميز وجذاب وصادق ودقيق، حتى نقنع الجمهور بمتابعة إعلامنا العربي، بدلاً من ذهابه إلى وسائل إعلام أجنبية، قد لا تكون بريئة، وتدس السم في العسل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحتوى الإعلامي في الزمن الرقمي المحتوى الإعلامي في الزمن الرقمي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon