توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى يتغير الموقف الأميركي من إسرائيل؟

  مصر اليوم -

متى يتغير الموقف الأميركي من إسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك بوادر لموقف أمريكي مختلف مع إسرائيل بشأن عدوانها المستمر على قطاع غزة عقب عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي؟.

من المعروف للجميع أن الإدارة الأمريكية قررت منذ اللحظة الأولى دعم وجهة النظر الإسرائيلية بلا تردد، واعتبرت العدوان عملية دفاع شرعي عن النفس، وأرسلت حاملتي الطائرات «أيزنهاور» و«فورد» ثم سفناً نووية، وجنوداً وفتحت مخازن أسلحتها وخزائن أموالها أمام الإسرائيليين، وجاء الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه في الأسبوع الأول للحرب وكبار المسؤولين، خصوصاً وزير الخارجية أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل؛ ليقولوا لها رسالة واضحة: «نحن معكم دائماً».

واستخدمت واشنطن الفيتو مرتين ضد مشروعي قرار روسي وبرازيلي لوقف النار، وظل الموقف الأمريكي داعماً لإسرائيل حتى بعد حوالي أكثر من سبعة أسابيع من العدوان الذي أدى لسقوط أكثر من 14000 ألف شهيد ثلثهما من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 30 ألف شخص، ودمار أكثر من 4500 وحدة سكنية، مما أنتج أكثر من مليون فلسطيني نازح معظمهم كانوا يعيشون في شمال القطاع.

هذا العدد الكبير من الضحايا وحجم الدمار الرهيب غير المسبوق والصور شديدة القسوة التي تنقلها العديد من الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، والاحتجاجات واسعة النطاق في العديد من المدن الأوروبية والأمريكية، بدأ يؤثر إلى حد ما في جدار التأييد الأمريكي الصلد لإسرائيل.

مؤشرات ودلائل ومظاهر ذلك يمكن رؤيتها بوضوح، خصوصاً في ظل تزايد مستوى الاحتجاجات، ليس فقط في المظاهرات الجماهيرية، ولكن في المعارضة داخل العديد من المؤسسات الحكومية والكونغرس.

من بين هذه المؤشرات ما كشفته وكالة بلومبيرج بأن البيت الأبيض يشعر بالإحباط المتزايد إزاء السلوك الإسرائيلي في الحرب، والتجاهل وعدم الاستجابة للدعوات الأمريكية. ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة وحسب بلومبيرج واصلت الوفاء بكل طلبات الأسلحة لإسرائيل.

مؤشر آخر وهو أن حوالي ألف مسؤول وموظف يمثلون 40 وكالة حكومية أمريكية وقعوا على رسائل تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وهؤلاء شجبوا الانتهاكات العديدة للقانون الدولي وتزايد عدد القتلى المدنيين في غزة، وقالوا إنه لا يمكن تجنب المزيد من الخسائر الكارثية في الأرواح البشرية، إلا إذا دعت الإدارة الأمريكية إسرائيل إلى وقف الحرب وتوفير المساعدات الأساسية للفلسطينيين وضرورة إلزام إسرائيل والفلسطينيين بالقانون الدولي وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

مثال آخر وعلى ذمة موقع «اكسيوس» الأمريكي فإن هناك مذكرة داخلية في وزارة الخارجية الأمريكية اتهمت الرئيس جو بايدن بنقل معلومات مضللة بشأن الحرب في غزة، خصوصاً تجاهل أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب هناك، كما تقول المذكرة التي وقعها 100 موظف في وزارة الخارجية وبعض الوكالات الحكومية، ودعت المذكرة إلى إعادة تقييم السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

عدد كبير ممن وقع على المذكرة تأثروا بلغة نشطاء التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، وهم يخشون أن تؤثر سياسة الإدارة الأمريكية على فرص الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية بعد عام من الآن، واتهمت المذكرة الإدارة الأمريكية بأنها تفتقر إلى البصيرة الاستراتيجية.

السؤال بعد كل هذه المؤشرات: هل تغير الإدارة الأمريكية من سياستها تجاه الصراع الدائر حالياً؟.

يبدو ذلك صعباً إلى حد كبير، لكن هناك تقديرات بين عدد كبير من المراقبين بأن هناك تغيرات مبدئية في لغة الخطاب الرسمي الأمريكي الآن مقارنة بالشهر الأول من الحرب، والمتوقع أن تزيد الضغوط الشعبية والدولية على الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، والأهم بدء البحث عن حل جذري للصراع، خصوصاً أن هناك أصواتاً أمريكية، بل وإسرائيلية تقول إنه بعد 75 عاماً من بداية الصراع، فقد ثبت أنه يستحيل سجن شعب كامل تحت الاحتلال أو حصاره خلف الأسوار.

صحيح أن هذه الأصوات قليلة جداً، لكنها بدأت ترتفع، ولا نعرف متى يمكن أن تكون مؤثرة في صناعة القرار، سواء في واشنطن وتل أبيب وبعض العواصم الغربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى يتغير الموقف الأميركي من إسرائيل متى يتغير الموقف الأميركي من إسرائيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon