توقيت القاهرة المحلي 19:18:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف سيواجه العرب الجنون الإسرائيلي؟!

  مصر اليوم -

كيف سيواجه العرب الجنون الإسرائيلي

بقلم : عماد الدين حسين

سؤال: هل استعدت الدول العربية المختلفة للسيناريو الأسوأ، وهى أن تتفاجأ باختراق أو استهداف إسرائيلى أو أمريكى إسرائيلى مشترك؟!

لماذا أطرح هذا السؤال فى هذا الوقت الآن؟

الإجابة ببساطة لأن ما فعلته وتفعله إسرائيل منذ ٧ أكتوبر من العام الماضى ضد فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، وربما فى العراق لاحقًا، يشير ببساطة إلى إمكانية تكرار هذا السيناريو فى أكثر من عاصمة ودولة عربية.

نعلم أن إسرائيل وبمساعدة فعلية استخبارية معلنة من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى تمكنت من اغتيال العديد من قادة حركة حماس، وعلى رأسهم قائدا الحركة يحيى السنوار وإسماعيل هنية، كما تمكنت من اغتيال كوادر وقادة حزب الله، وعلى رأسهم زعيم الحزب حسن نصر الله، وبعده الأمين العام الجديد هاشم صفى الدين.

هى أيضًا وصلت إلى العديد من قادة الحرس الثورى الإيرانى فى سوريا ولبنان، كما اغتالت إسماعيل هية خلال وجوده فى مكان سرى فى العاصمة طهران.

وأخطر ما فعلته إسرائيل بعد تدمير قطاع غزة أنها قضت على معظم القدرات العسكرية السورية بعد لحظات من سقوط نظام بشار الأسد، واحتلت المزيد من الأرض السورية خصوصًا بقية جبل الشيخ بجوار الجولان المحتل منذ عام 1967.

ليس هدفى فى هذا المقال استعراض نشاطات ونجاحات جهاز الموساد أو سائر أجهزة الأمن الإسرائيلية، ولولا الدعم والمساعدة المادية والمعلوماتية من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، ما حققت إسرائيل كل هذه النجاحات النوعية. لكن ما أقصده أن هناك مخططًا إسرائيليًا موجودًا فى الأدراج منذ عشرات السنين، ويستهدف المنطقة بأكملها، وليس فقط حركة حماس أو حزب الله أو حتى إيران.

ما أقصده بوضوح أن الأطماع الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا لا تقف عند تنظيم أو دولة واحدة فى المنطقة. إسرائيل لا تفرق كثيرًا بين دولة معادية لها الآن وأخرى مهادنة والدليل ما فعلته مع سوريا. الجميع موجود فى الجدول وقادة هذا الكيان يعلنون بوضوح أن سلاح الجو الإسرائيلى قادر على الوصول إلى أى مكان فى المنطقة.

سؤالى بصورة واضحة بعد كل ما سبق: إذا كانت إسرائيل تمارس البلطجة الشاملة فى المنطقة، وإذا كان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يقول إنهم بدأوا فى عملية تغيير المنطقة، فهل استعدت الدول العربية كبيرها وصغيرها لأسوأ السيناريوهات فى هذا الصدد؟

اليمين المتطرف الحاكم فى إسرائيل لا يخفى حقده وكراهيته لكل العرب والمسلمين كبيرهم وصغيرهم، معتدليهم ومتطرفيهم، فهل استعدت الدول العربية لهذه التهديدات المتتالية؟

أتمنى أن تكون كل الدول العربية قد استعدت بصورة مناسبة لمواجهة هذه التهديدات العلنية والصارخة.

ويفترض أن كل دولة عربية تكون قد فكرت بصورة شاملة أنها قد تصبح هدفًا للعدوان الإسرائيلى المدعوم أمريكيًا خصوصًا أى دولة دعمت الشعب الفلسطينى بأى صورة من الصور، حتى لو كان الدعم مجرد إدخال مساعدات إنسانية أو دعم دبلوماسى فى الأمم المتحدة والمحافل الدولية المختلفة.

هل فكرت كل دولة عربية على حدة كيف ستواجه العدوان الإسرائيلى إذا حدث عسكريًا واقتصاديًا واجتماعيًا وإعلاميًا ودبلوماسيًا، وهل هناك إمكانية للنقاش والتنسيق بين الدول العربية الفاعلة على الأقل لما يسمى باليوم التالى ليس فقط فى غزة، لكن فى كل المنطقة؟!

أتمنى أن تدرس كل دولة عربية على حدة بهدوء شديد كيف ستواجه المشاكل والتحديات والتهديدات فى الفترة المقبلة، وماذا أعدت لذلك، وما مواردها وإمكانياتها للتعامل مع التهديدات التى صارت سافرة وسادرة؟!

سيقول بعض العرب: إننا فى مأمن لأن لنا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل!

والرد على ذلك هو ضرورة مراجعة التصريحات الواضحة للعديد من قادة الحكومة الإسرائيلية خصوصًا ممثلى التيار المتطرف الأكثر قوة داخل الحكومة بشأن رأيهم بأن «العربى الجيد هو العربى الميت».

لا أمان لأحد من العرب معتدلًا كان أو متطرفًا، فى ظل الجنون الإسرائيلى. وبالتالى يفترض أن كل دولة تبدأ عمليًا فى البحث عن مبادرات وإجرءات وخطط قابلة للتطبيق، فيما لو تعرضت للتهديد الإسرائيلى سواء كان بصورة مباشرة أو بغير مباشرة خصوصًا، حينما يأتى دونالد ترامب الذى يؤمن بأن مساحة إسرائيل ضيقة جدًا، وتحتاج إلى التوسيع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف سيواجه العرب الجنون الإسرائيلي كيف سيواجه العرب الجنون الإسرائيلي



GMT 12:04 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الصراع على سوريا.. أين نقف بالضبط؟

GMT 12:01 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي مطوعا في هيئة الأمر بالمعروف

GMT 11:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

جيمي كارتر... قصة نجاح وقصة فشل

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الرنتيسي منجما ولا ليلى عبداللطيف!

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 09:42 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

2025.. الإجابات

GMT 07:48 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

المُنقضي والمُرتجَى

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon