توقيت القاهرة المحلي 20:15:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريق الموت بين ديروط وأسيوط

  مصر اليوم -

طريق الموت بين ديروط وأسيوط

بقلم : عماد الدين حسين

 

طريق أسيوط الزراعى خصوصًا من أول مركز ديروط وحتى مدينة أسيوط صار طريقًا للرعب والموت بالجملة.

 

فى أسبوع واحد قُتل 18 شخصًا وأصيب العشرات، منهم 14 قتيلاً و11 مصابًا فى حادثة واحدة يوم 17 ديسمبر الجارى حينما اصطدم ميكروباص بمقطورة نقل «تريلا» تحمل الأسمنت قرب قرية بنى قرة بالقوصية.
هذه الحادثة الدموية جددت هموم وأحزان أهالى أسيوط؛ لأن الحوادث لا تتوقف ونزيف دماء أبناء المحافظة يروى هذا الطريق الذى صار ملعونًا.
لا أتحدث بكلمات إنشائية، فأنا ولدت وعشت 18 عامًا هناك، وسافرت كثيرًا من قريتى التمساحية بمركز القوصية إلى مدينة أسيوط، وما زلت أستخدم هذا الطريق حتى الآن حينما أزور قريبًا أو صديقًا أو أذهب ضيفًا على ندوات ومؤتمرات جامعة أسيوط.
وعندى ذكريات شديدة الإيلام على هذا الطريق أهمها حينما أفلتت أمى وأختى وابن أختى من الموت بأعجوبة فى حادثة صعبة أمام مدينة منفلوط ليلة 19 مارس 2011. أما المرة الثانية فحينما نجا زوج أختى من موت محقق حينما اندفعت سيارة الأجرة التى يركبها مع آخرين إلى ترعة الإبراهيمية. هو خرج من السيارة بمعجزة ثم سبح حتى الشاطئ.
لا أملك إحصاءً دقيقًا بضحايا هذا الطريق، لكن وقوع الحوادث عليه يكاد يكون أسبوعيًا.
لكن وطبقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن حوادث الطرق فى مصر سجلت ارتفاعًا بنسبة 27٪ بواقع 71016 إصابة خلال عام 2023، وبلغ عدد المتوفين 5861 شخصًا.
ولمن لا يعرف الطريق الزراعى بأسيوط فهو كان الطريق الوحيد الذى يربط الجيزة بالصعيد حتى أسوان، إلى أن تم إنشاء كل من الطريق الصحراوى الغربى ثم الشرقى، ولم يعد الطريق الزراعى يستخدم إلا للتنقل بين المراكز أو محافظة وأخرى مجاورة، هو ليس مزدوجًا ويقع بجوار الترعة الإبراهيمية، من دون وجود سور أو ساتر حاجز وبالتالى فإن ظاهرة سقوط السيارات فى الترعة كثيرة وآخرها قبل أيام فى ديروط.
العامل الأساسى للحوداث هو عدم الازدواج والرعونة والتهور والسرعة الزائدة واختلاط كل أنواع السيارات عليه من أول التوك توك نهاية بسيارات النقل الثقيل والملاكى والأجرة بمختلف أنواعها.
مأساة هذا الطريق ليست مسئولية جهة أو مسئول واحد، هى نتاج تراكم سنوات وعقود طويلة من الإهمال، وقد سألت بعض المسئولين فى السنوات الأخيرة عن إمكانية وجود حلول جذرية توقف نزيف دماء المواطنين على هذا الطريق، فكانت الإجابات تكاد تنحصر فى قلة الموارد.
أعرف أن محافظ أسيوط الجديد اللواء هشام أبوالنصر يبذل قصارى جهده لعلاج هذه الأزمة فى حدود الإمكانيات، من أول تشغيل المزيد من وحدات الإسعاف، إلى زيادة الكمائن المرورية، نهاية بالشروع فى رصف وازدواج الطريق الذى تنفذه الهيئة العامة للطرق والكبارى لكن استمرار الحوادث بهذا الشكل المرعب يحتم على جميع المسئولين سواء فى المحافظة أو إدارة المرور أو وزارة النقل أو كل الجهات ذات الصلة التحرك بسرعة أكبر لعلاج المشكلة.
بعد الحادثة الأخيرة تحدثت مع بعض الزملاء والأصدقاء الصحفيين من أبناء محافظة أسيوط، وبعضهم قدم أفكارًا مختلفة لعلاج هذه المأساة نرجو أن يطلع عليها المسئولون ويفكرون فيها ويدرسونها، بعضها عاجل وسهل وغير مكلف وبعضها قد يستغرق وقتًا.
أولا: إنشاء المزيد من الإشارات المرورية والمطبات الصناعية الصحيحة، وليست كما كان يفعل أهالى العديد من القرى بإنشاء مطبات أمام بيت كل واحد منهم.
ثانيا: الإسراع بعمل سور بطول ترعة الإبراهيمية لإيقاف سقوط السيارات فيها.
ثالثا: تطبيق قانون المرور بحسم على كل السائقين على هذا الطريق خصوصا فيما يتعلق بتحليل المخدرات.
رابعا: منع مرور التوك توك على هذا الطريق نظرًا لعدم انضباط سائقيه وتسببهم فى العديد من الحوادث وكذلك منع مرور الجرارات الزراعية وقصر تحركه بين القرى والمناطق البعيدة من المدن.
خامسًا: العمل بكل الطرق على ازدواج الطريق، وإذا كانت المشكلة فى الموارد، فهل يمكن مثلا فتح باب التبرعات من أهالى أسيوط خصوصًا القادرين منهم للإسراع بذلك ومعهم مشيخة وجامعة الأزهر والجمعيات الخيرية.
سادسا: تحديد ساعات محددة لسير سيارات النقل الثقيل كما هو معمول به على الطريق الدائرى.
سابعا: تقوية طبقة الأسفلت المتهالكة فى جوانب كثيرة من الطريق.
هذه بعض الاقتراحات ونتمنى أن تنال عناية كل المسئولين خصوصا الفريق كامل الوزير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق الموت بين ديروط وأسيوط طريق الموت بين ديروط وأسيوط



GMT 12:04 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الصراع على سوريا.. أين نقف بالضبط؟

GMT 12:01 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي مطوعا في هيئة الأمر بالمعروف

GMT 11:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

جيمي كارتر... قصة نجاح وقصة فشل

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الرنتيسي منجما ولا ليلى عبداللطيف!

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 09:42 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

2025.. الإجابات

GMT 07:48 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

المُنقضي والمُرتجَى

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon