بقلم - عماد الدين حسين
انتهت القمة الأمريكية الخليجية العربية عصر أمس الأول ببيان ختامى تناول كل الموضوعات تقريبا من أول تأمين الطاقة والموقف من إيران، نهاية بالترحيب باستعدادات قطر لاستضافة كأس العالم.
السؤال، هل هذا البيان الختامى الرسمى يعبر عن حقيقة ما جرى من مباحثات ومشاورات جانبية وبيانات ثنائية رسمية بين أمريكا وكل دولة على حدة، أم أن هناك اتفاقيات ونتائج أخرى مختلفة؟!
ظنى الشخصى أن البيان الختامى كان فى مجمله جيدا وتضمن المواقف المعلنة لكل الأطراف.
فى البند الأول حديث عن الشراكة التاريخية بين الدول العربية التسع وبين الولايات المتحدة وضرورة تعميق تعاونهم المشترك فى جميع المجالات.
فى البند الثانى ترحيب عربى بالتزام واشنطن بأمن شركائها فى المنطقة والدفاع عن أراضيهم. وهذا الالتزام يعيد أمريكا للصيغة القديمة فى حماية أمن الخليج بعد جدل استمر سنوات بشأن إمكانية انسحابها من المنطقة وتركيزها على جنوب شرق آسيا.
فى البند الثالث كلام مهم عن الرؤية المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار وضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحفظ أمن واستقرار المنطقة. واحترام السيادة الإقليمية وحسن الجوار، والفقرة الأخيرة موجهة لإيران.
وفى البند الرابع ضرورة التوصل لسلام شامل ودائم فى الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، ووقف كل الإجراءات الأحادية التى تفوض هذا الحل. لكن يظل هذا مجرد كلام طيب وإنشائى، لأن بايدن قبلها بيوم زار إسرائيل لمدة يومين وزار الضفة الغربية لدقائق وأعطى إسرائيل كل ما أرادت ولم يعط الفلسطينيين إلا الكلمات!!.
فى البند الخامس حديث مهم عن التنمية المستدامة، والتصدى الجماعى لتحديات المناخ من خلال تسريع الطموحات البيئية ودعم الابتكار والشراكات وتطور مصادر متجددة للطاقة، مع إشادات كثيرة بالربط الكهربائى بين دول المنطقة. والمناخ أيضا كان فى البند السادس وإشادة بمبادرتى «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر»، وتطلع القادة للمساهمة الإيجابية فى إنجاح مؤتمر «كوب ٢٧» فى شرم الشيخ، والمؤتمرات المماثلة فى الإمارات وقطر.
أحد أهم بنود القمة بالنسبة لأمريكا هو البند السابع وتأكيد على أهمية تحقيق أمن الطاقة واستقرار أسواقها، مع التنويه بجهود «أوبك+» الهادفة إلى استقرار أسواق النفط بما يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين وزيادة الإنتاج النفطى لشهرى يوليو وأغسطس. والمتفق عليه أنه لولا أسعار البترول المرتفعة ربما ما جاء بايدن أصلا للمنطقة.
فى البند الثامن حديث عن ضرورة منع الانتشار النووى فى المنطقة وضرورة تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو كلام مهم جدا ويا حبذا لو تم تطبيقه على الجميع خصوصا إسرائيل.
فى البند التاسع كلام مهم لكنه معروف عن الإدانة القوية للإرهاب وضرورة منع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية. والمعضلة أن بعض أطراف القمة متهمون بدعم وتمويل وإيواء الإرهابيين.
فى البند العاشر إدانة تقليدية للعمليات الإرهابية ضد السعودية والإمارات. وفى البند ١١ دعم لسيادة العراق وأمنه. وفى البند ١٢ترحيبا بالهدنة فى اليمن وبتشكيل المجلس الرئاسى والأمل فى التوصل لحل سياسى شامل طبقا للمرجعيات الخليجية والدولية. وفى البند ١٣ حديث عن ضرورة التوصل لحل سياسى للأزمة السورية بما يحفظ سيادتها ووحدتها.
وفى البند ١٤ دعم لسيادة لبنان ودعوة للالتزام بالدستور فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، ودعم الجيش اللبنانى وضرورة بسط الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة بحيث لا يكون هناك سلاح إلا بموافقة الحكومة وبالطبع فالدعوة موجهة لحزب الله.
فى البند ١٥ دعم الجهود الساعية لحل الأزمة الليبية، وضرورة خروج المرتزقة والقوات الأجنبية. وفى البند ١٦ دعم لجهود تحقيق الاستقرار فى السودان وتحقيق التوافق بين أطرافه المختلفة.
البند ١٧ شديد الأهمية لمصر، لأن القمة عبرت عن دعمها للأمن المائى المصرى وحل دبلوماسى يحقق مصالح جميع الأطراف بشأن ملء وتشغيل سد النهضة فى أجل زمنى معقول طبقا لقرار مجلس فى ١٥ سبتمبر ٢٠٢١.
فى البند ١٨ ضرورة احترام القانون الدولى فيما يخص الأزمة الأوكرانية والالتزام بعدم استخدام القوة والتوصل لحل سلمى وتسهيل تصدير الحبوب.
وفى البند ١٩ حديث عن دعم وصول المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان والتعامل مع خطر الإرهابيين هناك.
وفى البند العشرين ترحيب باستعدادات قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم بعد شهور قليلة. وفى البند الأخير يؤكد القادة التزامهم بانعقاد اجتماعهم مجددا فى المستقبل.
هذا هو الكلام الرسمى الوارد فى البيان الختامى لكن المؤكد أن هناك قراءة أخرى مختلفة وأكثر دقة وتفصيلا لنتائج القمة سنعالجها لاحقا إن شاء الله.