توقيت القاهرة المحلي 07:51:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى الصحفيين الذين هاجمونى: أجيبوا عن سؤالى

  مصر اليوم -

إلى الصحفيين الذين هاجمونى أجيبوا عن سؤالى

بقلم -عماد الدين حسين

بالأمس كتبت مقالا فى هذا المكان بعنوان «هذا هو حال بعض الصحفيين»، انتقدت فيه أحد الزملاء يعمل فى موقع إخبارى ويطلب العمل فى «الشروق» فى نفس المصدر ويريد أن يسلم الأخبار والمواد الصحفية نفسها للمكانين فى وقت واحد.
وفوجئت بأن كثيرين هاجموا وانتقدوا ما كتبت. مبدئيا أحترم كل الآراء وأقدرها حتى لو كانت تهاجمنى، وما دام أننى رضيت بمهنة تتعلق بالعمل العام، وأعطيت لنفسى الحق أن أنتقد الآخرين، فمن حق الآخرين أن ينتقدونى ويهاجمونى كما يشاءون.
بعض الذين هاجمونى سبونى وشتمونى وافتروا علىّ، وهؤلاء لن أرد عليهم، لكن سأرد فقط على الذين انتقدوا بموضوعية، ومن الواضح أن فكرتي لم تصل لهم بوضوح.
غالبية الانتقادات ضدى انصبت على فكرة جوهرية وهى أننى أطالب بأن يعمل أى زميل صحفى، فى مكان واحد، ولا يجمع بين مكانين، وإننى تناسيت الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها غالبية الشباب.
في بدايات الشروق وحينما كانت الاوضاع الاقتصادية جيدة كان الأصل ألا يعمل المحرر في أكثر من مكان. لكن ومع صعوبة الظروف فقد تغير الوضع، والدليل العملى الذى يعلمه كثيرون ومنهم بعض زملائى بالشروق، أنهم طلبوا منى خلال السنوات الماضية واستأذنوا فى العمل فى مكان آخر لتحسين أوضاعهم، وسمحت لهم من دون تردد، بل وسعيت لبعضهم العمل في أماكن أخرى غير منافسة، وما يزالون يعملون فى أكثر من مكان بعلم وموافقة المؤسسة، لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الحياة الصعبة بمرتب الشروق فقط وهو قليل جدا. لكن كان الشرط الوحيد ألا يعمل الزميل مثلا فى نفس مصدره فى الصحيفة أو الموقع الآخر، بمعنى أنه إذا كان محررا لوزارة معينة فلا يصح أن يعمل فى نفس المصدر بالصحيفة أو الموقع الآخر، لأنه سيعطينى نسخة مكررة من الخبر.
وبالتالى فأنا أقر بوضوح أن من حق الزميل العمل فى أكثر من مكان ما دام يحترم قواعد مهنته، وحينما كنت محررا فى بدايات حياتى عملت فى أكثر من صحيفة عربية، لكن لم أكن أنشر الخبر أو التقرير نفسه فى مكانين. والآن أكتب أحيانا مقالات أسبوعية أو شهرية لصحف ومواقع لكنها ليست المقالات التى أنشرها يوميا فى الشروق.

قلت بالأمس إننى كنت أتمنى أن يحدث ذلك، لكن الظروف الاقتصادية تجبر الكثيرين على الجمع بين مكانين أو أكثر. والمشكلة التى عرضتها للزميل الذى قابلنى كانت باختصار أنه يريد أن يعطى الشروق والمكان الآخر نفس الخبر فى نفس الوقت، فهل من انتقدونى يدافعون عن هذا المبدأ؟!

يقول المنتقدون إننى فى برج عاجى ومنعزل عن الواقع، ومن يتابع مقالاتى ويقرأها فى سياق موضوعى يعرف تماما أننى كتبت عشرات المقالات عن أوضاع زملائى الصعبة، وحمّلت الحكومة والمؤسسات الصحفية المسئولية الكاملة التى جعلت الزملاء يدورون فى طاحونة لا ترحم. وتحدثت فى عشرات الفضائيات عن الصحفى الذى تجبره ظروفه على العمل محررا فى صحيفته صباحا، وفى موقع إليكترونى عصرا، ومعدا فى قناة فضائية ليلا. ومن يشكك فى ذلك عليه العودة لأرشيفى المكتوب والمرئى والمسموع.

ويقول بعض المنتقدين أيضا إن مرتبى مهول من أربعة أو خمسة أرقام، وأقول لهم «يا ريت»، مرتبى من رقمين فقط ولم أتقاضاه منذ نحو ثلاثة شهور، لأننا نعانى من أوضاع اقتصادية صعبة مثل العديد من الصحف.
وبالتالى فرأيى الواضح أن من حق الزملاء أن يعملوا فى مائة أو مليون مكان إذا كانوا قادرين على تقديم موضوعات مختلفة، إلى أن تتحسن ظروف المهنة الاقتصادية.

يلوم علىّ بعض المنتقدين أننى نسيت مشكلة الصحافة الفعلية وهاجمت زملائى المساكين، وردى عليهم هو أننى كتبت وأكتب أنه لا توجد صحافة من دون حرية، أو حتى هامش من الحرية مع ضرورة تنوع المحتوى، لكنى لا أؤمن بالصراخ والفوضى، بل أحاول دائما تحسين شروط العمل قدر المستطاع، وأكرر أن الحرية المنضبطة هى أفضل صديق للنظام والحكومة والمعارضة وكل المجتمع. وأحمل الحكومة وقيادات المهنة الجانب الأكبر من المسئولية، لكن ليس معنى ذلك أن نبرر للمحررين انتهاك قواعد وأصول المهنة.

مرة أخرى أسأل زملائى الذين انتقدونى، ولهم كل الاحترام والتقدير: هل توافق أن يقوم أى زميل صحفى بتسليم خبر واحد بصياغة واحدة لصحيفتين متنافستين فى وقت واحد؟
إذا كان رأيكم نعم، فأنا فعلا مختلف معكم تماما وسأظل مختلفا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى الصحفيين الذين هاجمونى أجيبوا عن سؤالى إلى الصحفيين الذين هاجمونى أجيبوا عن سؤالى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon