توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحديقة الدولية والشائعات.. وخطأ الحكومة

  مصر اليوم -

الحديقة الدولية والشائعات وخطأ الحكومة

بقلم - عماد الدين حسين

تشكو الحكومة ليل نهار من انتشار الشائعات بمعدلات خرافية، ولا يمكن أن نلوم الحكومة على ذلك، لكن علينا أن ننبهها إلى أنها أحيانا تساعد بقصد أو بدون قصد فى خروج هذه الشائعات، وكان يمكنها بكل بساطة أن تقتلها فى مهدها أو تمنع ظهورها من الأساس.
لا ينكر إلا جاحد أو مغرض أن هناك جهات ومؤسسات وأجهزة محلية وإقليمية ودولية تستهدف مصر بحملات ممنهجة من الإشاعات، وبعضها بلغ معدلات قياسية. وطبقا لمركز معلومات مجلس الوزراء فقد تم رصد ٥٣ ألف إشاعة خلال ٤ شهور فقط عام ٢٠١٩ منها ١١٨ شائعة مجهولة المصدر فى يوم واحد. وشخصيا تابعت فى الأيام الماضية العديد من الإشاعات العبثية والكوميدية على تويتر بشأن الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وأصحابها لا يكلفون أنفسهم حتى مجرد حبك الأكاذيب ووضعها فى قالب منطقى!!
لكن إذا تأملنا بهدوء شائعة «الحديقة الدولية» فى مدينة نصر، فأظن أن الحكومة كان يمكنها قطع الطريق إلى حد كبير على الشائعة التى لاحقتها، لو أنها تصرفت بطريقة مختلفة.
الشائعة كانت تقول إن الحكومة تقوم بتجريف الحديقة الدولية وإزالة الأشجار النادرة منها تمهيدا لبيعها.
مركز معلومات مجلس الوزراء تواصل مع محافظة القاهرة، التى نفت الخبر يوم الجمعة الماضى، موضحة أن الحديقة ذات طبيعة خاصة ولا يمكن المساس بها، وأنها من أهم الجهات السياحية فى مصر، وهى صرح متكامل يضم نماذج من المعالم المميزة لمختلف دول العالم، وتعد نافذة تعكس ثقافات هذه الدول.
لكن الملفت فى توضيح محافظة القاهرة هو قولها إنه يجرى تنفيذ خطة شاملة لتطوير الحديقة ورفع كفاءة جميع خدماتها مع الحفاظ على محتويات أجنحة الدول المختلفة المتواجدة بها من النباتات والأشجار النادرة، بهدف إعادتها لرونقها وطابعها التراثى، وجذب مزيد من الاستثمارات داخل الحديقة لزيادة إيراداتها خلال الفترة المقبلة لاستخدامها فى رفع كفاءة الحديقة بما يليق بزوارها من المواطنين.والاهم ان نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، الدكتور إبراهيم صابر قال "الشروق" يوم الخميس الناضي إنه سيتم إزالة جزء صغير منها لإعادة تشجيرها وتحديث أسوارها من جديد. وانه خلال أشهر ستتغير ملامحها بتركيب أشجار ومقاعد ومظلات لاستقبال زوارها".
إذن هناك عملية تطوير تتضمن جذب المزيد من الاستثمارات، إوزالة بعض الاجزاء، ولو أن أى شخص شاهد ذلك، فقد يعتقد أن هناك عملية تجريف، وهو الأمر الذى تردد قبل ذلك فيما يتعلق بتطوير مثلث ماسبيرو ثم جزيرة الوراق.
سؤالى البسيط لمحافظة القاهرة وكل الأجهزة المعنية بتطوير هذه الحديقة، لماذا لم تعلنوا منذ البداية وجود خطة لتطوير الحديقة ؟
لو أن المحافظة أو أى جهة مشرفة على التطوير بادرت منذ البداية بذلك وشرحت مضمونه للناس، فأظن أنه ما كان يمكن لأى شخص أو جهة أن تجرؤ على اختلاق شائعة التجريف والبيع،وبالتالي نقطع الطريق على كل مروجى الشائعات والمصطادين فى الماء العكر؟!!.
المتربصون بمصر كثيرون، فلماذا نعطيهم الفرصة أو نسهّل لهم عملهم، لماذا لا نجعل اختلاقهم للشائعات أصعب؟!!
ظنى أن هذه الشائعة الخاصة بالحديقة الدولية خرجت بعد أن شاهد التغييرات مع بدء عملية التطوير، وإذا أضفنا سوء النية الموجود لدى البعض، فيمكن تخيل كيف أصبحت عملية إطلاق الشائعة أسهل.
الاعلان مبكرا عن التطوير وما يتضمنه تحديدا ومواعيد التنفيذ، كان سيصعب إطلاق الشائعة، وحتى بعد إطلاقها كان الناس سيردون عليه ويقولون له ببساطة إن الحكومة أصدرت بيانا واضحا تقول فيه إنها بصدد تطوير الحديقة وجذب الاسثتمارات إليها.
ظنى أن الحكومة أخطأت جزئيا فى هذا الأمر، حينما لم تبادر بالإعلان والشرح والتوضيح، على أوسع نطاق، وليس فى نطاقات ضيقة لا تصل للجميع، وبالتالى كان يمكنها أن تقطع الطريق على كل المتربصين والمتشككين، بدلا من أن توفر لهم فرصة لإطلاق مزيد من الشائعات، خصوصا فى هذه الأوقات الصعبة التى تشهد أزمة اقتصادية صعبة، بفعل تداعيات كورونا وأوكرانيا وأسباب أخرى.
حان الوقت أن تغير بعض الأجهزة المحلية من طريقة تواصلها مع الجمهور حتى لا تخسر معارك مجانية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحديقة الدولية والشائعات وخطأ الحكومة الحديقة الدولية والشائعات وخطأ الحكومة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon