توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخليج وأمريكا.. ندية أم طاعة عمياء؟!

  مصر اليوم -

الخليج وأمريكا ندية أم طاعة عمياء

بقلم - عماد الدين حسين

هل صحيح أن القواعد التى تقوم عليها العلاقات العربية الأمريكية قد تغيرت، وأن هناك ندية عربية بديلا للطاعة العمياء التى كانت سائدة فى العقود الماضية؟!

الإجابة هى نعم من وجهة نظر بعض الخبراء والمتابعين والمحللين الذين استمعت إليهم، وهم يحللون الزيارة المهمة جدا التى قام بها الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية، والقمة التى عقدها مع قادة ورؤساء وملوك دول مجلس التعاون الخليجى الست ومصر والعراق والأردن فى مدينة جدة يوم ١٩ يوليو الجارى.

من بين هؤلاء الخبراء الدكتور مصطفى الفقى الدبلوماسى والمفكر السياسى المرموق، وكان يتحدث مساء الثلاثاء الماضى مع الإعلامى المتميز شريف عامر على قناة «إم بى سى مصر».

من وجهة نظر أصحاب هذا الرأى أن قادة وكبار مسئولى الولايات المتحدة ظلوا لعقود طويلة يتعاملون مع المنطقة وقادتها بطريقة «السيد والتابع». أمريكا تصدر الأوامر والمنطقة تنفذ، وعلى حد تعبير الدكتور مصطفى الفقى، فإن واشنطن كانت تتقدم لبعض الدول بثلاثة طلبات مثلا على أمل أن تحظى بالموافقة على مطلبين من الثلاثة، فتتفاجأ بأن الدولة العربية المعنية وافقت على أربعة مطالب!! أى أنها وافقت على طلب لم تطلبه أمريكا من الأساس، وهى صيغة مجازية بطبيعة الحال للدلالة على علاقة الانسحاق التام التى كانت تميز علاقة الطرفين.

لكن ما الذى تغير حتى تتغير هذه الصيغة القديمة؟!.

ظنى أن هناك مجموعة متداخلة من العوامل، أولها موضوعية، وتتعلق بتراجع دور الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة فى الساحة الدولية، مقابل صعود قوى أخرى أهمها الصين، خصوصا على المستوى الاقتصادى، وهنا لا يمكن تجاهل أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الخليج وغالبية الدول العربية وبين الصين، صارت أقوى وأكبر من العلاقة مع الولايات المتحدة.

والعامل الثانى أن الولايات المتحدة ومنذ سنوات خصوصا بعد «عقيدة أوباما» وهى تخاطب الخليج والمنطقة وتقول لهم طوال الوقت: «لم نعد نطيق التعامل مع هذه المنطقة البائسة، وسوف نغادرها إلى مناطق أكثر أهمية مثل جنوب شرق آسيا».

والعامل الثالث أن إدارة باراك أوباما وحينما وقعت الاتفاق النووى مع إيران عام ٢٠١٥ فإن الرسالة التى وصلت لبلدان الخليج خصوصا السعودية والإمارات والبحرين، هى أن واشنطن باعت الخليج إلى إيران، ولولا هذه الرسالة ما تجرأت طهران على ما فعلته فى اليمن والعراق ولبنان وسوريا.

هذا السلوك الأمريكى جعل بلدان الخليج تبحث عن ضرورة الاعتماد على نفسها أولا، وعلى قوى أخرى كبرى دولية أو اقليمية ثانية، حتى لا تجد نفسها وحيدة معزولة فى مواجهة إيران.

العامل الرابع أن الرئيس جو بايدن وخلال حملته الانتخابية تعهد بمعاقبة السعودية وحكامها وجعلهم منبوذين، على خلفية مقتل الكاتب الصحفى السعودى جمال خاشقجى، وبالتالى صارت هناك مشكلة شخصية بين بايدن ومحمد بن سلمان.

ثم إن هناك تغيرا جيليا، فغالبية حكام الخليج صاروا من الشباب أو تحت سن الستين وأحيانا الخمسين، مقارنة بجيل الآباء الأكبر المرتبط عضويا بالولايات المتحدة وبريطانيا. ومع التغيرات الدولية المتلاحقة اختلفت الكثير من القواعد، ووصلنا إلى مرحلة لا يرد فيها حكام السعودية والإمارات على محاولات بايدن المستمرة للاتصال الهاتفى بهم!!.

أما العامل الحاسم فكان غزو بوتين لأوكرانيا وارتفاع أسعار النفط والغاز بصورة كبيرة، وهنا عادت الأهمية الكبرى لدول الخليج النفطية، وصارت هناك حاجة أمريكية ملحة لضخ المزيد من النفط فى الأسواق العالمية لتهدئة الأسعار، حتى لا تتضرر فرص الديمقراطيين فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر المقبل.

هنا اضطر بايدن للمجىء للخليج والتراجع عن كل تعهداته الانتخابية والتفاوض فى إطار صفقات من قبيل: «ماذا ستقدم لى أمريكا مقابل ضخ المزيد من النفط أو تهدئة العلاقات مع الصين وروسيا؟!».

هذه هى الخلفية التى قادت إلى اللحظة الراهنة، لكن فى المقابل هناك وجهة نظر أخرى تقول إنه يصعب القول إن التغير الدراماتيكى قد حدث بالكامل فى علاقات الطرفين، وأن الخليج لا يزال يحتاج أمريكا وبقوة، وإن قوة واشنطن الشاملة لم تأفل بعد، كما يتصور كثيرون. والرأى الأخير يحتاج إلى مزيد من المناقشة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخليج وأمريكا ندية أم طاعة عمياء الخليج وأمريكا ندية أم طاعة عمياء



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon