توقيت القاهرة المحلي 15:20:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى تنخفض الأسعار؟

  مصر اليوم -

متى تنخفض الأسعار

بقلم - عماد الدين حسين

متى تنخفض الأسعار ومتى ترتفع فى مصر؟

البعض يعتقد أن الأمر يتم بقرار من الحكومة. لكن الواقع ليس كذلك، ولو كان بيد الحكومة فعلا لكان من مصلحتها ألا ترتفع الأسعار مطلقا حفاظا على شعبيتها بين المواطنين.

يوم الخميس الماضى أعلنت الحكومة عن التوصل لاتفاق مبدئى مع صندوق النقد الدولىبشأن حزمة تمويلات جديدة بقيمة ٩ مليارات دولار، وقبل هذا القرار رفع البنك المركزى سعر الفائدة ٢٠٠ نقطة أساس أى ٢٪ والأهم أنه ترك سعر الدولار مرنا، ما أدى إلى ارتفاع سعره ليصل إلى ما يقرب الـ ٢٣ جنيها بزيادة ١٧٪.

بعد هذه التطورات صار هناك قلق بين المواطنين، بأن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من ارتفاع الأسعار، باعتبار أن ارتفاع الدولار سيرفع معه الأسعار بنفس النسبة على الأقل.

مساء الخميس الماضى كنت أوجه نفس السؤال لأحد المتخصصين فى الاقتصاد، وهو فى نفس الوقت مستثمر بارز. قال لى إن الأمر ليس بهذه الصورة، وقدم لى صورة واقعية أتمنى أن تتحقق فعليا.

فى تقديره أن التجار والمستوردين كانوا يبيعون منتجاتهم فى الشهور الماضية على أساس أن سعر الدولار يتراوح ما بين ٢٢ ــ ٢٤ جنيها وليس السعر الرسمى السابق أى ١٩٫٦٠ جنيه، وبما أن السعر الرسمى يلامس الـ ٢٣ جنيها، فالمفترض ألا تزيد الأسعار، أو إذا زادت فلن ترتفع أكثر من ٥٪.

لكن النقطة الأكثر أهمية أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة فى تحديد مستقبل سعر الدولار أمام الجنيه وبالتالى مستوى الأسعار.

السبب فى ذلك أن الأسواق عانت فى الأسابيع الماضية شحا كبيرا فى الدولارات وبالتالى توقف الاستيراد تقريبا. وغالبية التجار كانت تبيع من المخزون، الذى نفد تقريبا، وبالتالى فإن الأسواق متعطشة لأى دولارات.

توقيت اتخاذ قرار التعويم كان جيدا حيث تم إعلانه قبل ظهر الخميس، وهناك جمعة وسبت كاملان، حتى تفتح الأسواق والبورصة، وبالتالى تكون الصدمة قد خفت إلى حد كبير، لكن هذا أمر مؤقت جدا فإذا وجد التجار والمتعاملون والمستوردون الدولارات متوافرة، فإن الأسعار ستظل مستقرة إلى حد كبير، وبالتالى لن تحصل المضاربة على الدولار. هذا الأمر يتطلب أن يكون فى يد الحكومة كمية من الدولارات تضخها فى الأسواق فى بدايات التعاملات ابتداء من اليوم الأحد، لأن عدم توافر الدولارات سيجعل المستوردين يبحثون عنه بأى ثمن، وهنا تكون المشكلة. فى رأى هذا الخبير فإن سعر ٢٢٫٥ للدولار يعتبر معقولا جدا، لكن مرة أخرى بشرط جوهرى هو توافر الدولارات خصوصا لمن يحتاجها لتمويل تجارته وأعماله واستيراد مستلزمات إنتاجه، ويقال إن بعض المصانع توقفت بصورة جزئية أو كلية مؤخرا حينما لم تجد الدولارات أولا، أو دبرتها لكن قيود الاستيراد جعلتها مغلول اليد، حتى لو كانت تحاول استيراد مستلزمات إنتاج أساسية.

هذا فيما يتعلق بالأيام والأسابيع القليلة القادمة، أما على المديين المتوسط والطويل فالأمر بسيط للغاية، فلكى يستقر سعر الجنيه يقوى ويشتد عوده أمام الدولار وبقية العملات الأجنبية، فنحتاج ببساطة إلى أن يزيد إنتاجنا وتزيد صادراتنا وتقل وارداتنا.

نعرف أننا نصدر بحوالى ٤٢ مليار دولار تقريبا سواء سلعا وبضائع عادية أو مشتقات بترولية، لكن فى المقابل نستورد بضعف هذا الرقم أى أكثر من ٨٠ مليار دولار.

وطوال السنوات الثلاث الماضية تعرض اقتصادنا - شأن العديد من الاقتصادات العالمية - لضربة موجعة بفعل تداعيات جائحة كورونا ثم الأزمة الأوكرانية، وهو ما قاد إلى تضخم غير مسبوق وزيادة فى أسعار السلع الأساسية خصوصا الحبوب والبترول، وبالتالى فإن الدول التى تستورد أكثر هى التى دفعت الضريبة الأكبر.

حل هذه المعضلة يحتاج إلى أن نعتمد على أنفسنا أكثر، أى ننتج ونصدر أكثر ونستورد أقل، ومن دون حدوث ذلك، فسوف نظل تحت رحمة ظروف خارجية لا نتحكم فيها، خصوصا أن معظم عائداتنا الدولارية لا نتحكم فيها بالكامل، ثم إن الأشقاء توقفوا عن المساعدة الفعلية.

الاعتماد على النفس يتطلب شروطا كثيرة، منها سياسات حكومية ناجحة ودعم حقيقى وليس لفظى لكل المنتجين فى القطاع الخاص، وأن يكون لدينا جهاز إدارى متطور.

حينما يحدث ذلك فسوف تستقر الأسعار بل ربما تنخفض وبالتالى علينا جميعا أن نرفع شعار «ما حك جلدك مثل ظفرك، ، فتول أنت جميع أمرك». حفظ الله مصر والمصريين من كل سوء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تنخفض الأسعار متى تنخفض الأسعار



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon