توقيت القاهرة المحلي 13:06:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يسيطر على معبر رفح؟

  مصر اليوم -

من يسيطر على معبر رفح

بقلم - عماد الدين حسين

سؤال قد يبدو بديهياً، ولكنه مهم جداً حتى تكون الصورة واضحة للجميع، ووقتها سنعرف من هو الصادق ومن هو الكاذب، فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر منذ وقوع عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي، وحتى هذه اللحظة.

 

لماذا هذا السؤال الآن؟!

الإجابة لأن فريق الدفاع الإسرائيلي الذي ترافع في «12 يناير» أمام محكمة العدل الدولية، ضد الشكوى التي تقدمت بها دولة جنوب أفريقيا متهمة إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، هذا الفريق زعم أن إسرائيل لم تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن السبب هو مصر التي تسيطر على معبر رفح.

يفترض أن معبر رفح يخضع للسيطرة المصرية الفلسطينية. مصر تسيطر على الجانب المصري من المعبر، في حين تسيطر حكومة حماس على الجانب الفلسطيني. لكن هذه الإجابة كانت صحيحة حتى يوم 7 أكتوبر الماضي، ومع بداية العدوان الإسرائيلي على مجمل قطاع غزة، فقد استهدف كل البشر والحجر، وهكذا فإن معبر رفح من الجانب الفلسطيني صار تحت رحمة القصف الإسرائيلي المستمر، في حين ظلت مصر مسيطرة على المعبر في حدودها فقط.

نتذكر أن إسرائيل أعلنت أكثر من مرة منذ بداية العدوان أنها لن تسمح بإدخال أي شيء لغزة سواء كان ماء أوغذاء أودواء أو كهرباء أو وقوداً، ونتذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بوضوح في اليوم الأول للعدوان أن قطاع غزة سيختلف تماماً، ولن يعرفه سكانه بعد الآن.

ابتداء من 7 أكتوبر، صارت إسرائيل هي المسيطرة الفعلية على كامل قطاع غزة، وتحاصره من البر والبحر والجو، ومنعت دخول المساعدات الإغاثية الإنسانية من الجانب المصري كأحد أسلحة الضغط على المقاومة الفلسطينية.

نتذكر أيضاً أن إسرائيل ماطلت كثيراً في إدخال المواد والمساعدات الإنسانية إلى القطاع قبل أن تخضع للضغط العربي والدولي، لكنها رغم ذلك ظلت «تتلكك» في تقليل المواد الإغاثية وإدخالها بالقطارة، كنوع من الضغط على الفلسطينيين كي يغادروا القطاع تماماً ويصبح جاهزاً للتهويد، وبالتالي التخلص من «صداع قطاع غزة للأبد».

وحسب البيان المصري الذي أصدره ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية مساء يوم الجمعة الماضي للرد على الادعاءات الإسرائيلية، فإن إسرائيل لو كانت صادقة فعلاً في إدخال المساعدات فيمكنها أن تفعل ذلك عبر 6 معابر تربط قطاع غزة مع إسرائيل بخلاف معبر رفح مع مصر.

لكن ربما كان من المهم العودة للوراء قليلاً حتى نفهم حكاية معبر رفح، كما هي على أرض الواقع بعيداً عن الأكاذيب والادعاءات والأوهام.

مصر كانت تدير قطاع غزة حتى احتلاله عام 1967، وفي عام 2005 انسحبت إسرائيل من القطاع، وسيطرت السلطة الفلسطينية عليه، ووقتها تم توقيع ما سمي باتفاق فيلادلفيا، وهو ملحق أمني لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وبموجبه صار المعبر يدار بواسطة مصر والسلطة الفلسطينية مع وجود أوروبي.

وفى عام 2007 انقلبت حركة حماس على السلطة الفلسطينية وسيطرت على قطاع غزة، وبالتالي صارت حماس هي التي تسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر، ومع عمليات العنف والإرهاب والصدام بين حماس والسلطة الفلسطينية انسحب المراقبون الأوروبيون. وظل المعبر يدار عبر مصر وحركة حماس، حتى بدأت الحرب في 7 أكتوبر الماضي لتصبح إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال. وليس سراً أن إدخال المساعدات المصرية والدولية لقطاع غزة يخضع لتفاهمات مصرية إسرائيلية أمريكية.

والبيان المصري قال بوضوح يوم الجمعة الماضي إن شاحنات المساعدات التي تدخل من الجانب المصري تذهب إلى الجانب الإسرائيلي لتفتيشها أولاً، قبل إدخالها للقطاع، وهو ما يعني ببساطة أن إسرائيل هي التي تتحكم في كل ما يتعلق بغزة، من أول المساعدات الشحيحة نهاية بتدمير القطاع على رأس سكانه، والنتيجة هي 30 ألف شهيد ومفقود وأكثر من 60 ألف مصاب وتدمير مبانٍ ومنشآت القطاع وتحويل 1.3 من سكانه إلى نازحين.

تلك هي حكاية معبر رفح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يسيطر على معبر رفح من يسيطر على معبر رفح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon