توقيت القاهرة المحلي 13:23:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السنة الجديدة.. بين المنجّمين وعلماء الفلك

  مصر اليوم -

السنة الجديدة بين المنجّمين وعلماء الفلك

بقلم - عماد الدين حسين

في البرامج التليفزيونية والمواقع والمدونات الإلكترونية العربية والعالمية وفي معظم برامج وسائل التواصل الاجتماعي صارت هناك فقرات شبه ثابتة في بدايات كل عام ميلادي جديد، وكلها تدعي قدرتها على توقع الأحداث والتنبؤ بها.

 

طبعاً «كذب المنجمون ولو صدقوا»، وبالتالي فمن المهم أن يدرك عموم الناس أن غالبية من يقولون إنهم قادرون على قراءة المستقبل مدعون يسعون إلى الشهرة بكل ثمن، وهناك قلة صغيرة جداً متخصصة في علم الفلك، وهناك فارق كبير بين علم الفلك والنجوم، وبين التنجيم والادعاء بالقدرة على قراءة المستقبل.

ومن سوء الحظ أن عدداً كبيراً من الشباب يتابع هؤلاء المدعين اعتقاداً فعلاً أنهم قادرون على قراءة المستقبل والتنبؤ بالأحداث.

وتطبيقاً فعلاً لمقولة «كذب المنجمون ولو صدقوا» فإن هناك بعض المدعين الذين يتوقعون وقائع محددة وتحدث فعلاً، ولكن رغم ذلك فهي مجرد «خبط عشواء» كما يقولون.

الأمر يشبه أحياناً من يتنبأ بنتيجة مباراة في كرة القدم فيقول إنها محصورة في ثلاثة احتمالات وهي الفوز أو الهزيمة أو التعادل!! وبالتالي حينما يحدث ويتحقق التوقع، يبدأ بعض الناس التعامل معه باعتباره قارئاً جيداً للمستقبل!

رأينا في السنوات الأخيرة عينة من هؤلاء تخرج على الناس بداية كل عام جديد لتقول إنها تتوقع وفاة هذا الفنان أو تلك الشخصية، وطلاق هذا المطرب أو المطربة، أو صدام بين لاعب كرة مشهور وناديه.

السؤال هو: هل نلوم هؤلاء المدعين لأنهم يبحثون عن الشهرة وجلب الأموال بكل الطرق أم نلوم من يتابعهم ويصدقهم؟

أظن أن المشكلة الكبرى فيمن يفتح لهم أبواب وسائل الإعلام. وحينما تمر الأيام ولا تتحقق غالبية هذه التوقعات ينسى الناس كل ذلك، لكنهم يستمرون في الاستماع إليهم مرة أخرى حينما يأتي العام الجديد وهكذا، بل إن هناك بعض الناس يسافرون جواً لمسافات طويلة بحثاً عن هؤلاء المدعين، وشاهدنا شخصيات عامة كثيرة تستعين ببعض هؤلاء المدعين من أجل التنبؤ بنتيجة مباراة، أو إبطال ما يقال إنه سحر أو «فك عمل» أو «استعادة ود الحبيب» ويحصلون على أموال طائلة نظير ذلك!!

الغريب أنه كان من المفترض أن يؤدي انتشار وسائل التواصل الاجتماعي إلى توجيه ضربة قاضية لهؤلاء المدعين، لكن المفارقة أن هذه الوسائل لعبت دوراً كبيراً في انتشارهم وجعلت لهم قاعدة كبيرة من المتابعين، الأمر الذي يفاقم الظاهرة ولا يقضي عليها.

لكن وحتى لا نعمم فهناك دارسون لعلم الفلك ومتخصصون فيه، وهؤلاء قلة ولا يمكن مقارنتهم بالمدعين، المتخصصون قضوا وقتاً طويلاً في تعلم القراءة الجادة لحركة النجوم والكواكب وانعاكسها على حياة الناس.

وطبقاً للتعريف العلمي فإن عِلْمُ الفَلَك هو علم طبيعي يدرس الظواهر الفلكية ويستخدم الرياضيات والفيزياء والكيمياء لشرح أصل وتطور تلك الظواهر والأجرام. وتشمل الأجرام المثيرة للاهتمام الكواكب والأقمار والنجوم والسدم والمجرات والمذنبات. وتشمل الظواهر ذات الصلة انفجارات المستعر الأعظم، انفجارات أشعة جاما، والنجوم الزائفة، والنجوم الزائفة المتوهجة، والنجوم النابضة، وإشعاع الخلفية الكونية الميكروي.

وبشكل عام، يدرس علم الفلك كل ما ينشأ خارج الغلاف الجوي للأرض. وعلم الكون فرع من فروع علم الفلك ويدرس الفضاء الكوني ككل.

في العصور القديمة كان علم الفلك والتنجيم يعاملان كعلمٍ واحد، لكنهما انفصلا تدريجياً وصارا علمين منفصلين حتى القرن السابع عشر أي في عصر التنوير تحديداً، عندما تم رفض اعتبار التنجيم كعلم. وخلال الجزء الأخير من فترة العصور الوسطى، أصبح علم الفلك هو الأساس وأصبح علم التنجيم يعمل من خلاله.

ومنذ القرن الثامن عشر، أصبحا يعاملان بصفتهما اختصاصين منفصلين. علم الفلك، أي دراسة الأجرام والظواهر التي تنشأ خارج الغلاف الجوي للأرض، وهو علم وأصبح على نطاق واسع من ضمن الانضباط الأكاديمي. أما التنجيم، والذي يستخدم المواقع الظاهرة للأجرام السماوية للتنبؤ بالأحداث المستقبلية، فهو شكل من أشكال العرافة وليس سوى أحد العلوم الزائفة طبقاً لموقع ويكبيديا.

وبين المنجمين وعلماء الفلك هناك المحللون العلميون الذين ليس لهم في قراءة الأبراج، بل يقرأون الوقائع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويحاولون توقع المستقبل من خلال قراءة شواهد ووقائع ومؤشرات بشأن قضايا محددة وإمكانية تطورها في المستقبل. نتمنى أن ينتبه الجمهور في الدول العربية المختلفة، ويدرك الفارق الكبير بين المدعين وعلماء الفلك وبين المحللين والمراقبين للأحداث.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السنة الجديدة بين المنجّمين وعلماء الفلك السنة الجديدة بين المنجّمين وعلماء الفلك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon