توقيت القاهرة المحلي 09:23:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هناك علاقة بين سد النهضة وغزة والسودان؟

  مصر اليوم -

هل هناك علاقة بين سد النهضة وغزة والسودان

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك علاقة بين استمرار التعنت الإثيوبي فيما يتعلق برفض التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم لتشغيل وملء سد النهضة، وبين العدوان الإسرائيلي على غزة واستمرار حرب الصراع العسكري في السودان الشقيق؟

 

للوهلة الأولى فإن الإجابة هي لا، وأصحاب وجهة النظر هذه سوف يقولون ببساطة إن التعنت الإثيوبي مستمر منذ التفكير في بناء السد عام 2011 وحتى هذه اللحظة، وأنه كان موجوداً حتى في ظل وجود حكومة قوية ومستقرة وموحدة في السودان، وفي ظل عدم وجود عدوان إسرائيلي على غزة أو الضفة.

لكن أظن - وتلك وجهة نظري - أن الإجابة الأقرب إلى الدقة هي نعم. هناك علاقة قوية ووطيدة وإليكم الحيثيات. المبدأ العام الذي رأيناه مجسداً طوال الوقت أن إثيوبيا تستغل لحظات انشغال الدولة المصرية بتحديات داخلية حيناً، أو وجود تهديدات خارجية لها أحياناً، كي تحقق ما كانت لا تستطيع إنجازه في الأوقات العادية.

هي أساساً لم تعلن عن فكرة بناء سد النهضة أو «الألفية» سابقاً إلا في عز انشغال المصريين بأحداث وتطورات ثورة 25 يناير 2011.

ولكن جربت منذ هذا الوقت وحتى عام 2018 تقريباً كل أنواع المماطلة. كان رؤساء وزرائها المتعاقبين يأتون إلى مصر ويقولون كلاماً طيباً من قبيل، أننا لن نأخذ نقطة مياه واحدة من نصيبكم و«أما أن نغرق معاً أو ننجو ونطفو معاً»، وظلوا يغرقون المصريين في متاهات التفاوض والمكاتب الفنية والدراسات الطبوغرافية إلى أن حولوا السد إلى أمر واقع،

وبعد هذه اللحظة بدأت نوايا أديس أبابا الحقيقية تظهر بلا تجمل للدرجة التي قال فيها أحد وزراء الري عندهم أن نهر النيل إثيوبي فقط، وأنه تحول إلى بحيرة داخلية بعد بناء السد.

وقبل أيام، أعلنت وزارة الري المصرية أن المحادثات المستمرة منذ أربعة أشهر مع إثيوبيا بشأن سد النهضة لم تحقق أي تقدم يذكر.

وظني الشخصي أن إثيوبيا استفادت إلى حد كبير مما يحدث في السودان من صراع عسكري. حينما كانت السودان قوية وموحدة وتقاربت مواقفها مع مصر إلى حد ما، شعرت إثيوبيا بالخطر، وبدأت تتحدث بلغة أكثر تعقلاً خصوصاً حينما شعرت بأن تنسيقاً مصرياً سودانياً في مجالات كثيرة يمكن أن يعالج الأمور بعيداً عن طاولات التفاوض .

من سوء الحظ أن الأمور انفجرت في السودان، علماً أن إثيوبيا ظلت منذ إطاحة عمر البشير عام 2019 هي أحد أنشط اللاعبين في الملف السوداني، بل كانت الوسيط الأساسي بين المكونين العسكري والمدني هناك.

وحينما خرج السودان من ملف التفاوض تماماً بحكم الصراع العسكري، فقد كان ذلك مكسباً صافياً لإثيوبيا.

فيما يتعلق بالتطور في غزة، فلا أحد يغفل عن العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية المتميزة منذ عقود، وقد زادت عمقاً بفعل أن كل طرف لديه يقين بأنه يمكن أن يكسب ويجعل الآخر يكسب على حساب مصر والسودان والعرب عموماً.

انشغال مصر والعرب بالهجوم الإسرائيلي على غزة، والتصدي للمحاولات الإسرائيلية بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان غزة إلى سيناء، يصب تماماً في صالح أديس أبابا، ويجعلها تكسب وقتاً إضافياً، يمكنها من استكمال تعلية السد واستمرار عمليات التخزين بلا ردود فعل مصرية سودانية قوية.

إضافة بالطبع إلى أن إثيوبيا نجحت منذ سنوات في بناء تحالف دولي داعم لها ولقضية سد النهضة ليس فقط في الغرب، ولكن لدى عدد من الدول المؤثرة بينها روسيا والصين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك علاقة بين سد النهضة وغزة والسودان هل هناك علاقة بين سد النهضة وغزة والسودان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon