توقيت القاهرة المحلي 06:37:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية

  مصر اليوم -

دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية

بقلم:عماد الدين حسين

فى التاسعة والنصف من مساء الخميس قبل الماضى، كنت داخلا إلى مدينة الإنتاج الإعلامى فى مدينة أكتوبر بالجيزة من بوابة رقم ٢.

على هذه البوابة حيَّانى أحد العاملين بإدارة الأمن، المكلفين بمتابعة فحص تصاريح دخول الضيوف والسيارات، وقال لى جادا: يا ريت لا تنسى أن تتحدث عن غلاء الأسعار الذى يؤثر فى الجميع.

فى هذه الليلة كنت ذاهبا إلى برنامج الإعلامى الكبير إبراهيم عيسى «من القاهرة» على قناة «القاهرة والناس» للحديث عن آخر تطورات «الحوار الوطنى»، وهو موضوع قد يراه البعض بعيدا عن القضية الاقتصادية عموما، وليس فقط غلاء الأسعار، لكن ذلك موضوع آخر.

المواطنون العاديون فى الشوارع وفى كل مكان مشغولون جميعا تقريبا هذه الأيام بتداعيات الأزمة الاقتصادية التى لم يفلت منها أحد، وهؤلاء المواطنون يتوقعون من الإعلاميين ووسائل الإعلام أن يحلوا لهم هذه الأزمة، بحيث تعود الأسعار إلى ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية.

طبعا لا يمكن أن نلوم مثل هذا المواطن أو غيره حينما يتمنى أن تلعب وسائل الإعلام دورا فى معالجة الأزمة الاقتصادية. لكن ما لا يعرفه كثير من المواطنين أن وسائل الإعلام دورها الأساسى هو نقل الأخبار والأحداث والوقائع كما هى للرأى العام، مع شرحها وتحليلها عبر الخبراء، حتى تكون الرؤية واضحة أمام المواطنين.

دور الحكومة أن تتخذ القرارات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، ووسائل الإعلام دورها أن تنقل هذا النشاط وتشرحه للناس وتستضيف الخبراء المختلفين لكى يعلقوا عليه ويوضحوه ويشرحوه ويحللوه، ويختلفوا معه أو يتفقوا معه.

ليس دور الإعلامى أو الصحفى أن يتقمص دور السياسى، ليتخذ القرارات. ولكن يبدو أنه مع تراجع النشاط الحقيقى للأحزاب السياسية، وابتعادها عن الجماهير وتعبيرها عنهم، فإن الكثير من الناس بدأوا يتعاملون مع الصحفيين والإعلاميين باعتبارهم بديلا عن قادة وكوادر الأحزاب السياسية.

لو أن الأحزاب السياسية تمارس دورها الحقيقى وتنافس على السلطة، ولو أن الحكومة مكنتها من أداء دورها، فربما لم يكن هذا الموظف يسألنى هذا السؤال، بل يوجهه إلى نائب دائرته فى مجلس النواب أو الشيوخ أو مسئولى الأجهزة المحلية.

لا أريد أن أتقمص دور الواعظ، بل أتعاطف تماما مع هذا الموظف والملايين غيره الذين يعانون كثيرا هذه الأيام بفعل الأزمة الاقتصادية العاتية التى تضرب كثيرا من دول العالم بدرجات مختلفة، لكن ضربتها فى مصر أكثر من مؤثرة، ورأينا تجلياتها أكثر وضوحا فى ارتفاع سعر الدولار وسائر العملات الأجنبية، وتراجع قيمة الجنيه بصورة وصلت المائة فى المائة فى الأسبوع الماضى.

الصحف والفضائيات لن تحل الأزمة الاقتصادية فى مصر أو العالم، لكن على الأقل عليها أن تكون أمينة وصادقة فى أداء دورها المهنى الطبيعى.

إضافة إلى نقل الأخبار وشرحها وتحليلها فى كل المجالات، فإن وسائل الإعلام المصرية من المهم أن تنقل وتشرح للناس حقيقة الأزمة العالمية الاقتصادية الطاحنة التى ضربت الكثير من بلدان العالم فى الأسابيع الأخيرة مع توضيح الأسباب الداخلية والخارجية للأزمة.

يفترض أيضا بوسائل الإعلام المصرية أن تسأل أكبر عدد ممكن من المسئولين والخبراء عن طرق مواجهة الأزمة، وما هو المدى الزمنى لها، ومتى يمكن أن تنفرج وهل هناك قرارات أو إجراءات محددة سريعة للتخفيف منها على المدى القصير وبعد ذلك تنتقل للحديث عن المديين المتوسط والطويل.

دور الإعلام أن ينقل الحقيقة، لا يزيفها ويزين الأمور وكأننا فى أفضل حال، ولا يدغدغ مشاعر البسطاء ليقول لهم إن الحكومة يفترض أن تفعل كل شىء وتتحمل كامل الفاتورة، لأن الأزمات العالمية حينما تضرب البلدان فالمسئولية يتحملها المستهلك والحكومة، لكن شرط أن يكون المواطن شريكا حقيقيا فى المسئولية.

دور الإعلام أيضا أن يبث الأمل وسط المواطنين لكن شرط أن يكون ذلك بصورة واقعية وليست مزيفة.

كلى أمل أن تتمكن الحكومة المصرية من تجاوز الأزمة الراهنة الصعبة، وظنى أنها الأصعب على الإطلاق منذ تحدى الإرهاب بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.

كان الله فى عون الجميع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon