توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف تستعيد الحكومة ثقة المواطنين؟

  مصر اليوم -

كيف تستعيد الحكومة ثقة المواطنين

بقلم: عماد الدين حسين

قد لا تكون الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى قادرة على تحقيق معجزات ضخمة، لكن المؤكد أنه يمكنها كسب ثقة غالبية المواطنين بسهولة شديدة، حتى فى ظل نقص الموارد والصعوبات والتحديات الكثيرة التى لا تخفى على أحد.

المؤتمر الصحفى الأول للحكومة الذى عقده الدكتور مدبولى مساء الخميس الماضى بداية جيدة وتقليد ممتاز، طالما أنه يعتمد سياسة المصارحة والمكاشفة وتقديم الحقائق ـ أو معظمها على الأقل ــ للناس أولا بأول.

لو أن الحكومة الجديدة شرحت بكل الوسائل المتاحة حقيقة الأوضاع للناس وأتبعت ذلك بالسياسات والإجراءات الصحيحة، فظنى أنها سوف تنال رضا الكثيرين، لكن مرة أخرى شرط أن يكون ذلك شفافا وواضحا للجميع ويعبر عن الحقيقة.

فى موضوع انقطاع الكهرباء الكبير الذى حدث فى الأسبوع قبل الماضى، فإن المؤكد هو أن أصل المشكلة الأساسى يعود إلى أن إنتاج مصر انخفض من الغاز، والشركاء الأجانب لم يحصلوا على كامل مستحقاتهم فتباطأ الإنتاج، وليس متوافرا لدينا عملات صعبة لاستيراد الغاز والمازوت فورا من الخارج، إضافة لزيادة الاستهلاك بصورة كبيرة بسبب الارتفاع القياسى لدرجات الحرارة.

هذه أسباب حقيقية للأزمة فعلا، لكن هناك أيضا أسبابا تتحملها الحكومة السابقة ومنها مثلا أن وزارة المالية لم تسارع لفتح اعتمادات بالعملة الأجنبية لاستيراد الغاز والمازوت ظنا أن ذلك سيقلل مما تحت يدها من أموال بالعملة الصعبة. ووزارة الكهرباء لم تستطع «المناورة الفنية» لتوزيع التيار بصورة صحيحة، كان يمكنها تخفيف حدة المشكلة. وهناك أيضا أسباب أخرى أقل تتحملها هيئات ومؤسسات أخرى.

أضرب هذا المثل السابق لأدلل على أن شفافية الحكومة مع المواطنين على المدى البعيد ستجعلها تنال كل الرضا من المواطن، الذى سوف يشعر فى هذه الحالة أن حكومته تحترم عقله وتقدم له الحقائق الفعلية، وليس فقط إرجاع الأمر فقط لدرجات الحرارة العالية.

تستطيع الحكومة كسب ثقة الناس بسرعة إذ هى أحكمت الرقابة على الأسواق، ليس لفرض التسعيرة الجبرية، لأنها ضد سياسة السوق المفتوحة والعرض والطلب، ولكن لضرب المحتكرين والمضاربين فى السلع الأساسية.

وهناك مثال سهل، وهو ما الذى يمنع أجهزة الحكومة من مراقبة عمليات بيع الخبز الحر غير المدعم، طالما أنها اتفقت مع الغرف التجارية وشعبة المخابز على أسعار وأوزان محددة تضمن هامش ربح معقولا لأصحاب المخابز؟!

تستطيع الحكومة كسب ثقة المواطنين، لو هى ضربت الرموز الكبيرة للفاسدين.

لو حدث ذلك. فسوف يكونون عبرة وعظة لغيرهم من المحتكرين، ولضمنت الحكومة انضباط الأسواق.

الأمر لا يتوقف فقط عند الخبر، بل العديد من السلع الأساسية وكذلك الحال مع المدارس والمستشفيات التى نسى بعض أصحابها أنها للتعليم والصحة وركزوا فقط على الربح السريع وامتصاص دماء المواطنين.

هذه مجالات محددة: الخبز والتعليم والصحة، ويمكن للحكومة أن تكسب الكثير إذا تحركت فى هذه المجالات.

تستطيع الحكومة أن تكسب الكثير إن درست بتمعن أى مشروع قانون قبل إرساله إلى البرلمان وناقشته مع الخبراء والمختصين والحوار الوطنى وسائر المجتمع بدلا من إصدار قوانين بسرعة ثم عدم القدرة على تطبيقها كما حدث فى قانون مخالفات البناء.

الحكومة لديها فرصة كبيرة للاستفادة من كل أخطاء الحكومة السابقة، فهل تستغل الفرصة؟! نتمنى ذلك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تستعيد الحكومة ثقة المواطنين كيف تستعيد الحكومة ثقة المواطنين



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon