توقيت القاهرة المحلي 07:54:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما يحتاجه الإعلام العربى

  مصر اليوم -

ما يحتاجه الإعلام العربى

بقلم -عماد الدين حسين

ما الذى يحتاجه الإعلام العربى فى المرحلة المقبلة؟
خطر هذا السؤال على ذهنى يوم الثلاثاء قبل الماضى، حينما لبيت دعوة الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام لحضور اللقاء مع الوفد الإعلامى السعودى الذى ضم رؤساء تحرير الصحف وكبار الإعلاميين السعوديين، حيث التقوا مع نظرائهم المصريين فى مقر المجلس بالدور التاسع فى مبنى ماسبيرو.
وبعده بيومين بدأ وفد إعلامى إماراتى كبير زيارة لمصر برئاسة منى المرى رئيس نادى دبى للصحافة ومعها كبار مسئولى الإعلام فى دبى، حيث التقوا بالعديد من كبار المسئولين وزاروا بعض المؤسسات الصحفية وقابلوا قياداتها وكوادرها.
حينما التقى الإعلاميون المصريون مع زملائهم السعوديين تحدث الجميع تقريبا فى كلمات قصيرة سريعة، تضمنت بطبيعة الحال عبارات الترحيب والمجاملة المعتادة.
الجميع تحدث بعبارات عن بلده الثانى سواء السعودية أو مصر، وعن ضرورة التكامل والتنسيق الإعلامى بين البلدين.
وفى اليوم التالى وقع كل من كرم جبر والدكتور ماجد القصبى وزير التجارة والإعلام السعودى اتفاقية البرنامج التنفيذى للتعاون الإعلامى بين البلدين فى جميع المجالات الإعلامية وضرورة تبادل المحتوى والخبرات ومكافحة الشائعات وتنسيق المواقف فى مختلف المجالات إقليميا ودوليا. وأظن أن شيئا مماثلا تم فى اللقاءات التى جمعت الوفد الإعلامى الإماراتى الكبير مع رؤساء تحرير وكبار مسئولى الإعلام المصرى إضافة بالطبع إلى شرح الشكل الجديد لجائزة دبى للصحافة كى تنفتح على كل تطورات الإعلام الجديد.
بالطبع ما حدث جيد جدا، وكل لقاء عربى ــ عربى يفترض أن يسهم فى تعزيز العمل العربى المشترك، خصوصا أن الإعلام فى الدول الثلاثة مصر والسعودية والإمارات يمثل مكانة مميزة فى الإعلام العربى عموما.
لكن السؤال الجوهرى من وجهة نظرى هو: كيف يمكن لهذا الإعلام أن يكون مؤثرا بالفعل، وقادرا على التأثير فى الجماهير العربية؟!
حينما جاء دورى فى الكلام خلال اللقاء مع الوفد الإعلامى السعودى قلت: «إذا كنا نريد تطويرا حقيقيا فى الإعلام المصرى أو السعودى أو العربى عموما، فإننى أرى أن المدخل الأساسى لهذا التطوير يبدأ أساسا من تنوع المحتوى وهامش معقول من الحريات المسئولة والمنضبطة.
هذه هى الفكرة الرئيسية التى تحدثت فيها ورأيى الواضح أنه إذا توافر تنوع المحتوى وهامش حريات حقيقى فوقتها يمكن الحديث عن بقية العوامل.
التنسيق والتعاون والتبادل المشترك بين مصر والسعودية أو مصر والإمارات أو بين أى دولتين عربيتين أمور مهمة جدا ومطلوبة، ولكنها بمفردها من دون هامش الحريات والتنوع لن تقود إلى تطور واختراق وتقدم حقيقى للإعلام.
قد يكون للسعودية منصات إعلامية متميزة مثل شبكة «MBC» وأذرعها الإخبارية «العربية» و«الحدث»
و«الشرق» و«إندبندنت عربية» وللإمارات شبكة «سكاى نيوز عربية» ومنصات رقمية مختلفة، لكن إذا تحدثنا عن الإعلام التقليدى فهناك مشكلة حقيقية تواجه هذا النوع من الإعلام فى غالبية الدول العربية تقريبا، والسبب الأساسى انعدام أو قلة الحريات وبالتالى انعدام التنافس وتنوع المحتوى والنتيجة أن التأثير الحقيقى لمعظم وسائل الإعلام التقليدية العربية يتراجع، بل إن عدد المتابعين لبعض صفحات شخصيات عربية أكبر من إجمالى توزيع كل الصحف العربية المطبوعة مجتمعة!!.
ولأننى أصنف نفسى واقعيا فلا أطالب بالحريات المنفلتة للإعلام، لأن «المال الحرام» يمكنه أن يخترق العديد من المنصات، وقد رأينا أمثلة على ذلك منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن.
لكن كل ما أتمناه أن تدرك الحكومات العربية أنه من دون حريات معقولة وإعلام قوى وجذاب فإن هذه الحكومات ستكون هى الخاسر الأكبر وليس فقط وسائل الإعلام والعاملون فيها.
الإعلام القوى هو الذى يمكنه أن يصل للناس ويؤثر فيهم وينقل لهم الحقائق أولا بأول ويرد على الشائعات والأكاذيب والافتراءات وهو الذى يحمى الدولة الوطنية إذا تعرضت لمشاكل أو أزمات. والعكس صحيح تماما.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يحتاجه الإعلام العربى ما يحتاجه الإعلام العربى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon