بقلم - عماد الدين حسين
هل من حق الصحفى والفنان وكل من يطلق عليهم شخصيات عامة أن يعلنوا عن انتماءاتهم الكروية أم لا؟
أطرح هذا السؤال ــ الذى قد يراه كثيرون غير مهم ــ بسبب واقعة حدثت معى شخصيا.
ليلة الخميس الماضى، فاز الزمالك على الأهلى بهدفين لهدف واحد، وحصل على بطولة كأس مصر.
بعد نهاية المباراة كتبت فى صفحتى على الفيسبوك، بأننى أفخر بأننى زملكاوى ووضعت صورتى مرتديا فانلة الزمالك.
وبمجرد نشر البوست انهالت التعليقات واللايكات، وأكثر من 99.9% منها كانت تقول لى مبروك، وبعضها من أصدقاء أهلاوية يقولون: «أنا أهلاوى والزمالك يستحق الفوز، ومستوى الأهلى لم يكن جيدا».
أحد التعليقات وجهت لى لوما شديدا يقترب من السب، والجزء المهذب فيه يقول: «إننى لا ينبغى أن أعلن عن انتمائى لأننى رئيس تحرير جريدة معروفة، ومن المحتمل أن يتأثر أداء القسم الرياضى فى الشروق بهذا الانحياز، مما قد يقود إلى الفتنة الرياضية، وإن عضويتى فى البرلمان يفترض أن تمنعنى من ذلك» ويتهمنى صاحب التعليق بأننى أساهم فى إلهاء الشعب»!!
وبعد صلاة الجمعة جاءنى اتصال هاتفى من كاتب صحفى كبير يقول لى: «إننى أخطأت حينما نشرت هذا البوست، وإن الشخصية العامة مثلى لا ينبغى أن تعلن عن انتمائها الرياضى».
استمعت إلى ما قاله الكاتب الصحفى، ووجدت أن هذا الأمر يستحق النقاش.
مبدئيا لا أعرف هل كنت مصيبا أم مخطئا حينما نشرت هذا البوست؟!
ظنى أننى لم أخطئ فانتمائى للزمالك معروف للجميع منذ سنوات طويلة، وغالبية أصدقائى من الإعلاميين خصوصا مقدمى البرامج الفضائية يعرفون ذلك، وبعضهم يناكفنى كثيرا، وآخرهم خيرى رمضان على قناة «القاهرة والناس» حيث كنت ضيفه أثناء مباراة الأهلى وبيراميدز، التى انتهت لصالح الأخير بهدفين.
ثم إن غالبية رؤساء التحرير والإعلاميين والفنانين بل والسياسيين الحاليين منهم والسابقين معروف أن معظمهم له انتماءات كروية. وبالصدفة البحتة شاهدت فيديو على تيك توك ظهر الجمعة الماضية يعدد الفنانين الذين ينتمون للزمالك، ومنهم مثلا محمد هنيدى وماجد المصرى وحلمى بكر ومحمد منير وهانى شاكر وعمرو دياب وكل أسرة العدل ما عدا محمد العدل، ومن الراحلين فؤاد المهندس وأحمد مظهر والضيف أحمد وصلاح ذوالفقار ومحمد رضا. وهناك أيضا مجدى يعقوب أطال الله عمره، ومثل هؤلاء هناك عشرات الفنانين والنجوم والشخصيات العامة يشجعون الأهلى.
معروف لكثيرين أيضا أن غالبية زملائى رؤساء التحرير والإعلاميين يشجعون الأهلى.
لكن النقطة الجوهرية هى أن انتمائى للزمالك أو انتماء أى رئيس تحرير لهذا الفريق أو ذاك لا ينبغى أن يؤثر على سير العمل الذى يفترض أن ما يحكمه هو القواعد المهنية.
ثم إن رئيس القسم الرياضى بالشروق أهلاوى، وكذلك مدير تحرير الموقع ومعظم أعضاء القسم وكذلك مديرو التحرير، وأمازحهم كثيرا بأن يكونوا محايدين وهم يغطون أخبار الأهلى والزمالك، وأشهد الله أنهم كذلك.
ثم إن المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق هو أحد كبار أقطاب النادى الأهلى، وكان عضوا بمجلس إدارة الأهلى، وأمينا للصندوق ونائبا للرئيس فى فترة ذهبية من تاريخ النادى تمتد من 1992 حتى 2004، وكان أيضا رئيس لجنة المئوية التى أشرفت على مرور 100 سنة على إنشاء الأهلى. وأشهد الله أن المعلم لم يفرض انتماءه للأهلى على جريدة «الشروق» وخطها التحريرى فى أى لحظة، وطوال الوقت يتحدث عن ضرورة الالتزام بالمهنية، وتشجيع المتميزين، وليس إبراز أخبار الفاشلين أصحاب المشكلات والصوت العالى، بل إنه يمازحنى أحيانا بأن كل من تولوا رئاسة تحرير إصدارات الشروق يشجعون الزمالك!
والمرة الوحيدة التى راجعنى فيها المهندس إبراهيم المعلم فى أحد مقالاتى عندما انتقدت الأهلى بصورة اكتشفت لاحقا أنها لم تكن صحيحة أو مهنية.
أعود للزميل الذى انتقدنى بشدة وأقول له إن غالبية النقاد الرياضيين معروف أنهم إما أهلاوية وإما زملكاوية، والوحيد الذى نجح فى إخفاء هويته حتى الآن هو الناقد الكبير حسن المستكاوى، وبالطبع أعرف انتماءه لأننى رأيته وهو يقفز فرحا حينما يفوز فريقه!!
تقديرى أنه ليس عيبا أن يعلن أى شخص مهما كانت وظيفته عن انتمائه الكروى، مادام يفعل ذلك بصورة محترمة ومهنية وبروح رياضية.
أخيرا ورغم زملكاويتى فأنا أشجع الأهلى حينما يلعب خارج مصر، ثم إننى عضو فى النادى الأهلى، وبناتى يلعبن السلة والطائرة فيه، وتربطنى صداقات مع العديد من رموزه وكبار مشجعيه.