توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بوتين هو من أحضر بايدن للمنطقة!

  مصر اليوم -

بوتين هو من أحضر بايدن للمنطقة

بقلم - عماد الدين حسين

هل كان الرئيس الأمريكى جو بايدن سيزور المنطقة العربية لو لم يغزُ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أوكرانيا فى ٢٤ فبراير الماضى؟!
ظنى أنه لولا قرار الغزو، ما جاء بايدن إلى المنطقة من الأساس. ربما كان سيزور إسرائيل بحكم العلاقات العضوية بين البلدين، لكن بنسبة مليون فى المائة، ما كان سيزور الخليج، خصوصا السعودية. هو التقى بعد توليه منصبه بمن كان يريد أن يلتقى بهم من زعماء المنطقة مثل عاهل الأردن الملك عبدالله الثانى، ورئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى، وأمير قطر تميم بن حمد.
لكن ما هى علاقة بوتين بالأمر وبالزيارة؟!
قبل أن يغزو بوتين أوكرانيا كان متوسط سعر برميل النفط القياسى من خام برنت العالمى يتراوح بين ٧٥ ــ ٨٥ دولارا، وبعد الغزو قفز السعر ليصل إلى ١٣٩ دولارا ذات يوم، وظل متوسط سعره نحو ١١٥ دولارا أى قفز أكثر من ٣٠ دولارا لكل برميل. كما قفزت أسعار الغاز وبقية أنواع الوقود بنسب قياسية خصوصا الدول الأوروبية، التى تعتمد على الغاز والنفط الروسى.
هذه القفزة ضغطت على كل الدول المستوردة والمستهلكة للنفط والغاز سواء فى أوروبا أو العالم، ومن هنا بدأت تشعر بالخطر من استمرار هذه الأسعار المرتفعة خصوصا الولايات المتحدة التى قفز فيها سعر جالون البنزين لما فوق الدولارات الخمسة للمرة الأولى.
بايدن ــ وكما قلت من قبل فى هذا المكان وقال كثيرون غيرى ــ يخشى من أن استمرار أسعار النفط المرتفعة قد يجعل الناخبين الأمريكيين يصوتون ضد الحزب الديمقراطى فى انتخابات التجديد النصفى.
إذن استمرار الغزو يجعل أسعار النفط تظل مرتفعة وبالتالى فإن أحد مفاتيح حل هذه المشكلة موجود فى منطقة الخليج، وبالخصوص فى السعودية التى تنتج ١٠٫٥ مليون برميل من النفط يوميا فى صدارة الإنتاج العالمى.
وإحدى النتائج الأساسية لزيارة بايدن هى قرار السعودية بزيادة إنتاجها النفطى بنحو ٦٠٠ ألف برميل يوميا سوف ترتفع بنحو ١٫٥ مليون يوميا بعد التشاور مع أوبك وأوبك بلس، وهو الأمر الذى تراهن واشنطن على أن تظهر آثاره فى الأسواق العالمية خلال أسابيع قليلة.
بوتين أيضا استثمر كثيرا فى المنطقة العربية فى السنوات الماضية، واستغل بالأساس الأحاديث الأمريكية المتكررة عن نية الخروج من هذه المنطقة الملغومة بالمشكلات، والتوجه إلى جنوب شرق آسيا للتفرغ لمواجهة ومحاصرة الصين، وهى المعركة التى تعتبرها واشنطن جوهرية وأساسية فى المرحلة المقبلة.
إدارة أوباما وكل من جاء بعدها تعاملت بإهمال مع المنطقة واعتبارها فقدت قيمتها الاستراتيجية خصوصا فى الفترات التى هبطت فيها أسعار النفط ذات يوم إلى أقل من ٢٠ دولارا للبرميل، وترافق ذلك وقتها مع الاكتشافات الكبرى فى النفط الصخرى الأمريكى.
جاء بوتين للمنطقة وصار صاحب الكلمة العليا فى سوريا ولاعبا مهما فى ليبيا، بل صارت علاقته مع العديد من دول الخليج مهمة جدا وعلاقته مع مصر استراتيجية وكذلك مع الجزائر وقبل ذلك وبعده مع ايران.
وحينما دخل بوتين أوكرانيا اكتشفت واشنطن أن بعض أقرب حلفائها لم يصوتوا لإدانة الغزو بل رفضت كل من السعودية والإمارات قطع علاقاتها التجارية مع روسيا، أو زيادة ضخ النفط فى الأسواق العالمية. واكتشفت واشنطن أيضا أن العلاقات التجارية بين السعودية والصين أكبر كثيرا من العلاقات السعودية الأمريكية.
وهكذا وفى البحث عن الاصطفاف الدولى اكتشفت واشنطن أن العديد مما كانت تعتقد أنها أوراق فى جيبها ليست موجودة، أو تآكلت بفعل الزمن.
والمفاجآت الأساسية أن قرار بوتين بغزو أوكرانيا استفادت منه كل الدول المنتجة للبترول والغاز خصوصا فى الخليج، وهكذا اكتشفت هذه الدول ومن بينها السعودية والامارات أن لديها أوراقا مهمة فى علاقتها مع بايدن الذى لم يكن يبادلها الكثير من الود اعتقادا أنهم ساندوا دونالد ترامب طوال الوقت.
بوتين أحضر بايدن للمنطقة، والسؤال هل استعاد بايدن أوراقه المفقودة أو المتآكلة، وإذا كان قد فعل فبأى ثمن؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين هو من أحضر بايدن للمنطقة بوتين هو من أحضر بايدن للمنطقة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon