توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أن يذهب الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم

  مصر اليوم -

أن يذهب الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم

بقلم : عماد الدين حسين

أن يذهب التلاميذ والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، فهذا أمر لا يخص فقط جودة العملية التعليمية، ولكنه شديد الأهمية للطلاب نفسيا واجتماعيا وصحيا، ومن جميع النواحى.
بالأمس بدأ التلاميذ والطلاب عامهم الدراسى الجديد فى ١٢ محافظة على مستوى المدارس والجامعات الحكومية، على أن تنتظم الدراسة فى بقية المحافظات اليوم الأحد، علما بأن غالبية المدارس والجامعات الدولية وبعض الخاصة بدأت الدراسة بالفعل قبل نحو شهر.
انتشار فيروس كورونا فى أوائل عام ٢٠٢٠ أدى إلى تأجيل الدراسة معظم الوقت، ولجأ البعض إلى التعليم عن بعد أو «الأونلاين»، عبر العديد من التطبيقات الإلكترونية المختلفة، أو اللجوء إلى المكتبة الرقمية التى وفرتها وزارة التعليم عبر بنك المعرفة، لكن فى النهاية لا غنى عن التعليم المباشر، خصوصا أن الدكتور رضا حجازى نائب وزير التعليم، قال قبل يومين إن حضور التلاميذ للمدارس يومى وإلزامى فى ظل أن الحكومة ألزمت المدرسية والموظفين والعاملين فى وزارة التعليم بالحصول على أى من لقاحات كورونا، وهو ما يعنى أن توفير الحماية الصحية للجميع، فى ظل التشديد على الالتزام بقواعد الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى.
الحضور اليومى للتلاميذ والطلاب يعنى أن مستوى تحصيل التلاميذ والطلاب سيكون أفضل بكثير من الأونلاين، الذى مهما بلغت جودته لن يكون بقدر التعليم الطبيعى المباشر. حينما يتواجد الطالب فى مدرسته أو جامعته سيكون بمقدوره التفاعل مع معلمه وأستاذه، والتساؤل والاستفسار عن كل نقطة تصعب أو تلتبس عليه، وهو أمر لا يتوافر بصورة كافية فى الأونلاين الذى يواجه مشاكل فنية كثيرة أهمها تعطل أو انقطاع الانترنت، أو عدم وجود موارد مالية كافية لدى غالبية الأسر.
النقاش الحر والطبيعى بين الطالب والمعلم فى غاية الأهمية لتعليم الطالب، وهو أمر لا يتوافر فى أغلب الأحوال فى التعليم الأونلاين، بل إن بعض الطلاب اشتكوا كثيرا من أنهم لم يكونوا يسمعون بصورة جيدة ما يقول المعلم خلال المحاضرة لأسباب تقنية كثيرة تخص الإنترنت، بل غياب المدرس أو الأستاذ المؤهل للتواصل مع الطلاب عن بعد.
وجود التلاميذ والطلاب فى مدارسهم وجامعاتهم مهم للغاية اجتماعيا، لأن وجودهم فى بيوتهم شبه محتجزين أو محبوسين، كما حدث فى فترة الانتشار الكبير لفيروس كورونا، يؤدى بصورة آلية إلى غياب التفاعل الاجتماعى مع أقرانهم وزملائهم ومعلميهم والمجتمع بأكمله.
هذا الأمر قد يقود إلى أمراض اجتماعية خطيرة فى المستقبل لهؤلاء الطلاب.
والأمر لا يقتصر فقط على غياب التفاعل الاجتماعى، بل قد ينعكس نفسيا بصورة سيئة على الطلاب، ويجعلهم يعيشون فيما يشبه العزلة، التى تقود بدورها إلى تأثيرات خطيرة على نفسية هؤلاء الطلاب.
وبنفس المنطق سيؤدى ذلك إلى سلوكيات غير سوية لهؤلاء الطلاب، إذا استمر غياب التفاعل الاجتماعى والنفسى بين الطلاب والمعلمين فى المدرسة.
التعليم المباشر ثبت ومن خلال الدراسات والأبحاث الكثيرة أنه من أفضل الوسائل لبناء شخصية التلميذ أو الطالب، لأنه يوفر له النقاش والاحتكاك المباشر مع معلميه وزملائه والمجتمع المحيط به، ويجعله يكتسب مهارات اجتماعية وعلمية وتعليمية ونفسية كثيرة بما يجعله مواطنا سويا طبيعيا، قادرا على التواصل الطبيعى مع مجتمعه.
ثم إن بقاء الأطفال والتلاميذ والطلاب فى بيوتهم معظم الوقت فى حالة تعطل الدراسة المباشرة، أمر قد يؤدى إلى مشاكل أسرية بلا حدود.
وفى ظل البيوت والشقق الضيقة يؤدى إلى مشاكل أسرية متعددة، وحتى فى البيوت الواسعة فإن الأطفال والطلاب يحتاجون للتجديد والتغيير، وتعتبر المدراس والجامعات من أفضل الوسائل لذلك.
قد يقول البعض إن «الأونلاين» يخفف عن الأسر بعض الهموم المادية، مثل اشتراك الحافلات المدرسية أو مصروف الجيب للأولاد والمأكولات، لكن ورغم أن ذلك ليس دقيقا على إطلاقه، فإن الخسائر النفسية والاجتماعية والتعليمية من جراء توقف الدراسة لا تعد ولا تحطى.
علينا أن نحافظ على استمرار الدراسة الطبيعية يوميا بقدر الإمكان مع اتباع الاجراءات الاحترازية التى تعلنها الحكومة دائما، وأكد عليها الدكتور رضا حجازى قبل يومين، وإذا تمكنا من المحافظة على المستوى المنخفض من الإصابات وانتظمت العملية الدراسية، فسوف يكون ذلك أفضل خبر منذ انتشار فيروس كورونا فى بدايات العام الماضى.
ثم إن التعليم الأونلاين ثبت أيضا أن له مشاكل كثيرة، وهذا حديث لاحق إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن يذهب الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم أن يذهب الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon