توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أن يذهب الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم

  مصر اليوم -

أن يذهب الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم

بقلم : عماد الدين حسين

أن يذهب التلاميذ والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، فهذا أمر لا يخص فقط جودة العملية التعليمية، ولكنه شديد الأهمية للطلاب نفسيا واجتماعيا وصحيا، ومن جميع النواحى.
بالأمس بدأ التلاميذ والطلاب عامهم الدراسى الجديد فى ١٢ محافظة على مستوى المدارس والجامعات الحكومية، على أن تنتظم الدراسة فى بقية المحافظات اليوم الأحد، علما بأن غالبية المدارس والجامعات الدولية وبعض الخاصة بدأت الدراسة بالفعل قبل نحو شهر.
انتشار فيروس كورونا فى أوائل عام ٢٠٢٠ أدى إلى تأجيل الدراسة معظم الوقت، ولجأ البعض إلى التعليم عن بعد أو «الأونلاين»، عبر العديد من التطبيقات الإلكترونية المختلفة، أو اللجوء إلى المكتبة الرقمية التى وفرتها وزارة التعليم عبر بنك المعرفة، لكن فى النهاية لا غنى عن التعليم المباشر، خصوصا أن الدكتور رضا حجازى نائب وزير التعليم، قال قبل يومين إن حضور التلاميذ للمدارس يومى وإلزامى فى ظل أن الحكومة ألزمت المدرسية والموظفين والعاملين فى وزارة التعليم بالحصول على أى من لقاحات كورونا، وهو ما يعنى أن توفير الحماية الصحية للجميع، فى ظل التشديد على الالتزام بقواعد الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى.
الحضور اليومى للتلاميذ والطلاب يعنى أن مستوى تحصيل التلاميذ والطلاب سيكون أفضل بكثير من الأونلاين، الذى مهما بلغت جودته لن يكون بقدر التعليم الطبيعى المباشر. حينما يتواجد الطالب فى مدرسته أو جامعته سيكون بمقدوره التفاعل مع معلمه وأستاذه، والتساؤل والاستفسار عن كل نقطة تصعب أو تلتبس عليه، وهو أمر لا يتوافر بصورة كافية فى الأونلاين الذى يواجه مشاكل فنية كثيرة أهمها تعطل أو انقطاع الانترنت، أو عدم وجود موارد مالية كافية لدى غالبية الأسر.
النقاش الحر والطبيعى بين الطالب والمعلم فى غاية الأهمية لتعليم الطالب، وهو أمر لا يتوافر فى أغلب الأحوال فى التعليم الأونلاين، بل إن بعض الطلاب اشتكوا كثيرا من أنهم لم يكونوا يسمعون بصورة جيدة ما يقول المعلم خلال المحاضرة لأسباب تقنية كثيرة تخص الإنترنت، بل غياب المدرس أو الأستاذ المؤهل للتواصل مع الطلاب عن بعد.
وجود التلاميذ والطلاب فى مدارسهم وجامعاتهم مهم للغاية اجتماعيا، لأن وجودهم فى بيوتهم شبه محتجزين أو محبوسين، كما حدث فى فترة الانتشار الكبير لفيروس كورونا، يؤدى بصورة آلية إلى غياب التفاعل الاجتماعى مع أقرانهم وزملائهم ومعلميهم والمجتمع بأكمله.
هذا الأمر قد يقود إلى أمراض اجتماعية خطيرة فى المستقبل لهؤلاء الطلاب.
والأمر لا يقتصر فقط على غياب التفاعل الاجتماعى، بل قد ينعكس نفسيا بصورة سيئة على الطلاب، ويجعلهم يعيشون فيما يشبه العزلة، التى تقود بدورها إلى تأثيرات خطيرة على نفسية هؤلاء الطلاب.
وبنفس المنطق سيؤدى ذلك إلى سلوكيات غير سوية لهؤلاء الطلاب، إذا استمر غياب التفاعل الاجتماعى والنفسى بين الطلاب والمعلمين فى المدرسة.
التعليم المباشر ثبت ومن خلال الدراسات والأبحاث الكثيرة أنه من أفضل الوسائل لبناء شخصية التلميذ أو الطالب، لأنه يوفر له النقاش والاحتكاك المباشر مع معلميه وزملائه والمجتمع المحيط به، ويجعله يكتسب مهارات اجتماعية وعلمية وتعليمية ونفسية كثيرة بما يجعله مواطنا سويا طبيعيا، قادرا على التواصل الطبيعى مع مجتمعه.
ثم إن بقاء الأطفال والتلاميذ والطلاب فى بيوتهم معظم الوقت فى حالة تعطل الدراسة المباشرة، أمر قد يؤدى إلى مشاكل أسرية بلا حدود.
وفى ظل البيوت والشقق الضيقة يؤدى إلى مشاكل أسرية متعددة، وحتى فى البيوت الواسعة فإن الأطفال والطلاب يحتاجون للتجديد والتغيير، وتعتبر المدراس والجامعات من أفضل الوسائل لذلك.
قد يقول البعض إن «الأونلاين» يخفف عن الأسر بعض الهموم المادية، مثل اشتراك الحافلات المدرسية أو مصروف الجيب للأولاد والمأكولات، لكن ورغم أن ذلك ليس دقيقا على إطلاقه، فإن الخسائر النفسية والاجتماعية والتعليمية من جراء توقف الدراسة لا تعد ولا تحطى.
علينا أن نحافظ على استمرار الدراسة الطبيعية يوميا بقدر الإمكان مع اتباع الاجراءات الاحترازية التى تعلنها الحكومة دائما، وأكد عليها الدكتور رضا حجازى قبل يومين، وإذا تمكنا من المحافظة على المستوى المنخفض من الإصابات وانتظمت العملية الدراسية، فسوف يكون ذلك أفضل خبر منذ انتشار فيروس كورونا فى بدايات العام الماضى.
ثم إن التعليم الأونلاين ثبت أيضا أن له مشاكل كثيرة، وهذا حديث لاحق إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن يذهب الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم أن يذهب الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon