توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النقاش المجتمعى قبل تنفيذ المشروعات وليس بعدها

  مصر اليوم -

النقاش المجتمعى قبل تنفيذ المشروعات وليس بعدها

بقلم:عماد الدين حسين

أيهما أفضل: أن تصارح الحكومة وأجهزتها المحلية الناس بما تنوى أن تنفذه من مشروعات، خصوصا إذا كانت متعلقة بحياة الناس، أم تفاجئهم بهذه المشروعات أثناء أو بعد تنفيذها، وتورط نفسها فى جدال بلا ثمن، وخسائر مجانية كان يمكن تجنبها بثمن أقل؟!
اقتراحى المحدد لبعض هذه الأجهزة الحكومية أن تعيد النظر فى هذه الآلية التى تعتمدها، وسببت لها العديد من المشاكل والخسائر المجانية.
أطرح هذا الاقتراح بمناسبة الشائعات التى تتردد بين لحظة وأخرى وآخرها أن الحكومة تنوى إزالة وتجريف وبيع الحديقة الدولية فى مدينة نصر، وهو الأمر الذى نفته الحكومة، وقالت إنه تطوير للحديقة وليس تجريفا أو بيعا.
الاقتراح الذى أطرحه اليوم أن تطرح الجهات الحكومية المشروعات التى تتعلق بحياة الناس، للنقاش العام المجتمعى خصوصا بين المهتمين والخبراء وذوى المصلحة. قبل تنفيذها حتى توفر على نفسها صداعا متكررا، وخسائر مجانية يمكن تجنبها بكل سهولة.
أتذكر أن عددا كبيرا من أهالى مصر الجديدة غضب لأنه فوجئ بأن الحكومة تنفذ عملية توسيع الشوارع وبناء الجسور والكبارى، ورأيى الشخصى أنه مشروع مهم وساهم فى فك الازدحام الرهيب بالمنطقة وربطها بالمناطق المجاورة، لكنه تضمن بعض العيوب التى كان يمكن تلافيها لو حدث النقاش المسبق.
سيرد البعض على كلامى ويقول وهل نناقش هذه المسألة الهندسية والتخطيطية مع أهالى المنطقة وهم ليسوا على دراية بها؟!
الإجابة أن النقاش يمكن أن يتم مع مهندسى التخطيط من أهالى المنطقة أو المهتمين فى نقابة المهندسين أو كل من لديه خبرة أو فكرة جديدة حتى لو لم يكن مهندسا أو ليس حتى من أبناء المنطقة.
ببساطة شديدة لو أن هذا الأمر تم قبل تنفيذ المشروع فربما كانت الجهة المنفذة ستأخذ فى الحسبان اقتراحات صغيرة جدا ولكنها مهمة مثل إشارات المرور، والملفات أو «اليوتيرن» وغيرها من الأمور التى شكا منها كثيرا أهالى المنطقة.
أتذكر أن الحكومة فعلت ذلك ونظمت لقاء مع أهالى المنطقة فى نادى هليوبوليس ولكن بعد تنفيذ المشروع، وهو أمر غريب جدا لأن أى اقتراحات لن يكون لها معنى، كما أن إجراء تعديلات لاحقة سيكلف الدولة أموالا طائلة ومهدرة.
نفس الأمر تكرر فى تطوير طريق الساحل الشمالى، وشكا كثيرون من طريقة تصميمه التى قد تؤدى إلى حوادث أو توهان وتضييع وقت. وقد يكون تصميم الحكومة هو الأفضل، لكن لماذا لم تطرحه للنقاش مع الخبراء قبل تنفيذه حتى لا نفكر مثلا فى ضرورة التعديل بعد الإنشاء؟
وأذكر أنه عند تنفيد محور الفردوس الذى صار يسمى بمحور «جيهان السادات» فى شارع صلاح سالم بعد نفق الأزهر وقبل العباسية أن نفس الجدل قد حدث بشأن المقابر وهل يتم إزالة بعضها أم لا. الحكومة وقتها نفت الأمر، ثم تبين أن حجم الإزالات كان قليلا جدا، وكان يمكن مصارحة الناس بالحقيقة ويتناقش الجميع وينتهى الأمر.
ثم تكرر الأمر قبل أيام بشأن مقبرة عميد الأدب العربى طه حسين، حيث وضعت عليها الأجهزة المحلية عبارة إزالة ثم علامة «X»، ثم عادت وأعلنت أنها مجرد شائعة بعد أن زاد عدد المنتقدين للخطوة!!!
بالمناسبة شخصيا لست ضد إحداث أى تطوير فى أى مكان طالما كان مفيدا للمنفعة العامة، سواء كانت منفعة معنوية أو اقتصادية أو حتى استثمارية، لكن المهم أن نناقشه قبلها بهدوء وروية وتمعن وتعقل.
على سبيل المثال ما الذى سيضير الحكومة لو أعلنت مسبقا أنها ستبنى محلات تجارية للاستثمار العام بطول أسوار الحديقة الدولية وأن ذلك لن يؤثر كثيرا على مساحة الخضرة بها؟!. أليس ذلك أفضل من تحول الأمر إلى شائعات بالتجريف والبيع؟!
ما يحدث أحيانا أن الحكومة تنفى الأمر، ثم يثبت أنه صحيح كليا أو جزئيا والنتيجة الخطيرة لهذا الأمر أنها تفقد ثقة الناس ولن يصدقوها، حتى فى القضايا التى تكون وجهة نظرها هى الأصح. وبالتالى فالأفضل أن تطرح كل هذه المشروعات للنقاش قبل تنفيذها، لأن أى نقد أو اعتراضات عليها قبل التنفيذ ستكون أفضل مليار مرة من اكتشاف هذه الانتقادات أو العيوب بعد التنفيذ.
ثم إن هذا الأمر لو تم سوف يزيد من منسوب رضا الناس عن الحكومة، وسيسد معظم أبواب الشائعات ويجعل الناس العادية هى التى تبادر بتكذيب الشائعات بدلا من تصديقها حتى ولو كانت خاطئة أو خرافية!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقاش المجتمعى قبل تنفيذ المشروعات وليس بعدها النقاش المجتمعى قبل تنفيذ المشروعات وليس بعدها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon