توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة

  مصر اليوم -

ما يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة

بقلم: عماد الدين حسين

 لماذا هذا القلق والهلع والانزعاج الإثيوبى من القمة المصرية الإريترية الصومالية التى انعقدت فى أسمرة يوم الخميس الماضى؟!

المفارقة أن البيان المشترك الذى صدر عقب قمة الرؤساء الثلاثة عبدالفتاح السيسى وأسياسى أفورقى وحسن شيخ محمود، لم يذكر اسم إثيوبيا إطلاقًا فى البيان، كما لم يأتِ ذكرها فى البيان الثنائى لقمة السيسى وشيخ محمود أو السيسى وأفورقى، ورغم ذلك فإن الإعلام الإثيوبى استشاط غضبًا وشن حملات ضارية ضد البلدان الثلاثة وصوّر الأمور وكأن الدول الثلاث قد غزت إثيوبيا واحتلتها، فى حين أن الأخيرة هى التى سببت ضررًا بالغًا للدول الثلاث!

وللإجابة عن السؤال المطروح فى عنوان وبداية هذا المقال فإن إثيوبيا التى كشفت عن محاولاتها للهيمنة على منطقة القرن الإفريقى، وخالفت مواثيق الاتحاد الإفريقى الذى تستضيفه على أراضيها، قد بدأت تشعر بأن محاولات هيمنتها معرضة للخطر، وأن الذين صبروا عليها كثيرًا قد بدأوا يعيدون النظر فى قواعد اللعبة، بما قد يهدد كل أحلام حكومة آبى أحمد.

ظنى الشخصى ورغم أن بيان القمة الثلاثية كان واضحًا فى أنه ينطلق من ضرورة الالتزام بالمبادئ والركائز الأساسية للقانون الدولى، لكن أكثر ما أزعج إثيوبيا، وجعلها تُصاب بما يشبه السعار، هو رفض الدول الثلاث أى تدخل فى الأراضى الصومالية فى حين أن إثيوبيا تفعل ذلك بالفعل.

وفى التفاصيل فإن من الأمور التى أزعجت إثيوبيا أكثر كانت الفقرة الرابعة من البيان الثنائى الذى صدر عقب القمة المصرية الصومالية، وجاء فيها: «الإشادة بصدور بيان مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقى - الصادر عن اجتماع رقم ١٢٢٥ - بشأن الترتيبات الأمنية لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية بعثة الاتحاد الإفريقى الانتقالية فى الصومال «أتميس» واعتزام نشر بعثة الاتحاد الإفريقى لدعم الاستقرار فى الصومال للمرحلة المقبلة فى جهود مكافحة الإرهاب والتأكيد على الحق السيادى للصومال فى تحديد تشكيل ومهام والإطار الزمنى لانتشار البعثة، بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الإفريقى، والترحيب بعرض مصر المشاركة بقوات فى قوة AUSSON.

ويرتبط بذلك الترحيب فى البيان الثنائى بقرار مجلس الأمن برفع حظر تصدير السلاح للصومال، والإشادة بالجيش الصومالى وجهوده وتعزيز قدراته لبسط سيطرته على كامل أراضى الدولة.

وقد يسأل البعض: وما الذى يزعج إثيوبيا من هذا الكلام الذى يبدو بديهيًا وطبيعيًا؟

الإجابة أن أكبر مهدد لاستقرار الصومال ووحدة أراضيه هى إثيوبيا، هى أرسلت قواتها لحفظ الأمن والسلام فى الصومال ومساعدته فى التصدى للإرهاب ابتداء من عام ٢٠٠٧، لكن المفارقة أنها وقعت اتفاقًا مع إقليم «أرض الصومال» المنشق على الدولة الصومالية، لإقامة ميناء عسكرى على شواطئه على البحر الأحمر، ما يعنى اعترافها بانشقاقه.

والغريب أن إثيوبيا تصادر على حق الصومال فى اختيار الدول التى تشارك فى قوات حفظ السلام، وتريد أن تفرض وجودها العسكرى عليه رغمًا عنه. وهو أمر لا يستقيم أن يقبل الصومال بقوات إثيوبيا فى الوقت الذى تشجع فيه إقليمًا متمردًا على الانفصال بل وإقامة قواعد عسكرية من وراء ظهر الدولة الصومالية.

ما تريده إثيوبيا عمليًا أن تفرض نفوذها على الصومال من دون حتى أن يشكو أو يعترض، ثم إنها تهدد إريتريا كما ترفض التوافق مع مصر بشأن سد النهضة، وبالتالى فمن المنطقى أن تشعر بالقلق الشديد من وجود تعاون مصرى إريترى مع الصومال، وأن تشعر بقلق أشد من إصرار الصومال على إخراج قواتها من أراضيه بنهاية هذا العام، واستبدالها بقوات من دول شقيقة وصديقة، من بينها مصر.

ولا ننسى أن جوهر الانزعاج الإثيوبى يعود إلى بروتوكول التعاون العسكرى الذى تم توقيعه بين مصر والصومال فى ١٤ أغسطس الماضى فى القاهرة بين الرئيسين السيسى وشيخ محمود.

تشعر إثيوبيا بالقلق لأن كل تخيلاتها وتمنياتها بالهيمنة والتمدد صارت مهددة.

وإذا أحسنت الدول الثلاث استخدام أوراقها بقوة وبمهارة فيمكن القول بثقة إن كل الأحلام الإثيوبية قد تنقلب إلى كوابيس حقيقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة ما يزعج إثيوبيا من قمة أسمرة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon