توقيت القاهرة المحلي 20:29:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يعني نفق أحمد حمدي الجديد؟

  مصر اليوم -

ماذا يعني نفق أحمد حمدي الجديد

بقلم : عماد الدين حسين

فى حوالى الدقيقتين وربما الثلاث عبرنا من شرق القناة إلى غربها، عبر نفق الشهيد أحمد حمدى الشمالى الجديد، الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح الثلاثاء الماضى.
فى السابعة والنصف من اليوم نفسه عبرت النفق من اتجاه الغرب إلى الشرق، متجها إلى خيمة الاحتفال التى أعدتها هيئة قناة السويس للاحتفال بتدشين النفق الجديد، وفى الحادية عشرة والنصف صباحا، عبرناه مرة أخرى، حينما افتتحه الرئيس رسميا، وتفقده بصحبة كبار المسئولين، ثم عبرته للمرة الثالثة فى طريق العودة من شرق القناة إلى غربها، فى طريق العودة للقاهرة. وفى كل مرة لم تكن مدة العبور تتجاوز الدقائق الثلاث.
سيقول قائل، وما هو المغزى، أو الغرابة حينما تقطع سيارة مسافة لا تزيد عن ٤٢٥٠ مترا فى ثلاث دقائق فقط؟!
المغزى أن زمن المرور بين ضفتى القناة كان يستغرق أكثر من ثلاث ساعات وربما أربع، قبل افتتاح الأنفاق الثلاثة الاسماعيلية وبورسعيد، لأنها كانت تتم إما عبر معديات، أو كبارى عائمة تستغرق الإجراءات فيها وقتا كبيرا جدا، خصوصا فى ظل أى ظروف أو متغيرات أمنية.
كل من تابع صعوبات ومعوقات عملية تنمية سيناء منذ نهاية حرب أكتوبر المجيدة فى ١٩٧٣، يدرك أن أحد أهم تلك المعوقات، هى صعوبة التنقل بين شرق وغرب القناة، لأنه من دون حرية وسهولة الحركة بين كل من سيناء والوادى والدلتا، لن يمكن الحديث عن تنمية حقيقية فى سيناء.
قناة السويس صارت واحدة من أهم الممرات المائية العالمية التى حفرت بيد البشر، ورغم كل ما حققته من فوائد استراتيجية واقتصادية، إلا أنها أدت إلى عزل سيناء بحاجز مائى طبيعى، استغله كل الغزاة والمتآمرين والمتربصين بمصر منذ عام ١٨٦٩.
حفر نفق أحمد حمدى بعد حرب أكتوبر قرب السويس حل جزءا من المشكلة، وكذلك المعديات والكبارى المتعددة، لكن إجراءات العبور بين الضفتين جعل مسألة العبور صعبة، بل إن بعض أهالى سيناء كانوا يتنفسون الصعداء حينما تصل المعدية إلى البر الشرقى بعد طول رحلة معاناة من الانتظار.
كتبت كثيرا، وأكرر اليوم أن الأنفاق الستة أو الثلاثة المزدوجة فى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، سوف تغير من طبيعة سيناء وعلاقتها بالوادى بصورة جذرية، بل ستلعب دورا مهما فى حماية الأمن القومى، لأن حرية الحركة لجميع المصريين من وإلى سيناء، ستكون متاحة وسريعة وسهلة ولن يكون بمقدور أى عدو الزعم أنه سوف يستخدم القناة كحاجز طبيعى لفصل سيناء عن الوادى والدلتا.
صباح الثلاثاء الماضى تشرفت بحضور افتتاح نفق أحمد حمدى رقم ٢ أو النفق الشمالى، وعرفت من خلال كلمات الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، واللواء إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أنه بافتتاح النفق الأخير صار لدينا عشرون نقطة عبور بامتداد القناة، وهى عبارة عن ٦ فى بورسعيد هى معديات بورسعيد والرسوة وشرق التفريعة وكوبرى النصر العائم، ثم أنفاق ٣٠ يونيو. وعشر نقاط فى الإسماعيلية هى معديات القنيطرة والفردان ونمرة ٦ وسرابيوم، ثم كوبرى السلام، وثلاثة كبارى عائمة أخرى بأسماء الشهداء المنسى وأبانوب وطه زكى، وأخيرا أنفاق تحيا مصر. وفى السويس ٤ نقاط هى معدية بورفؤاد والشهيد شبراوى، ثم نفقا الشهيد أحمد حمدى ١ و٢.
يومها عرفنا أيضا أن إيرادات القناة ارتفعت إلى ٤٫٩ مليار دولار بزيادة ١١٫٦٪ رغم كل تداعيات أزمة كورونا، وتباطؤ التجارة العالمية، واستمعت إلى مشروعات تطوير مستمرة للقناة عبر التوسعات وزيادة الأعماق، والأهم أن كل هذه التطويرات يفترض أن تقود إلى الهدف الأسمى، وهو تنمية سيناء بصورة شاملة، بما يربطها بصورة جذرية بالوادى والدلتا، ويحولها إلى مجموعات متكاملة من المستوطنات البشرية، بحيث تكون عاملا مساعدا للأمن القومى سواء بمحاربتها للإرهاب والتطرف، أو التصدى لكل المحاولات الأجنبية، التى لم تتوقف يوما.
تحية تقدير لكل من ساهم ويساهم فى ربط سيناء الحبيبة بالوادى والدلتا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يعني نفق أحمد حمدي الجديد ماذا يعني نفق أحمد حمدي الجديد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon