توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصادرات ترتفع والواردات تتراجع

  مصر اليوم -

الصادرات ترتفع والواردات تتراجع

بقلم:عماد الدين حسين

من الأخبار المفرحة فى الفترة الأخيرة زيادة الصادرات المصرية خلال الـ ١١ شهرا الماضية إلى ٤٦٫٨ مليار دولار مقارنة بـ ٣٩٫٣ مليار دولار عن الفترة المماثلة من العام السابق عليه. أى أن هناك زيادة بـ ٧٫٥ مليار دولار على عهدة الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

ومن الأخبار المفرحة أيضا ما أعلنه نفس الجهاز عن أن قيمة الواردات المصرية انخفضت خلال شهر نوفمبر الماضى بنسبة ٢٦٫٨٪ لتصل إلى ٥٫٩٤ مليار دولار مقارنة بـ٨٫١١ مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى.
ولو أن هذا الاستيراد تراجع بنفس النسبة لكل الشهور المقبلة فإن حجمه سينخفض إلى ٧١٫٢٨ مليار دولار، مقارنة بـ٩٧٫٣٢ مليار دولار لو استمر بنفس معدلات عام ٢٠٢٢.
نعود إلى الصادرات لنكتشف أن السلع تامة الصنع تصدرت بنسبة ٤١٫٥٪ بإجمالى ١٩٫٤ مليار دولار خلال الفترة بين يناير ونوفمبر ٢٠٢٢، مقابل ١٧٫٧ مليار دولار عن العام السابق عليه. تليها الصادرات البترولية بنسبة ٣٢٫٨٪، كما ارتفعت صادرات السلع نصف المصنعة إلى ٨٫٢ مليار دولار.
أما تفسير انخفاض الواردات فيعود إلى عوامل مختلفة أهمها تراجع قيمة بعض السلع المستوردة مثل البترول الخام بنسبة ٩٫٦٪ والأدوية والمحضرات الصيدية ٢٩٫٦٪ واللدائن ٤٧٪ والمواد الأولية والحديد بنسبة ٤٠٪.
وفى المقابل ارتفعت قيمة بعض الواردات فى الشهر نفسه مثل القمح ١٠٫٣٪ ومنتجات البترول ٥١٫٢٪ والغاز الطبيعى ٣٤٪ والأنابيب والمواسير ولوازمها من الحديد والصلب ٥٨٪.
لكن الخبر غير السعيد أن الصادرات فى الشهر نفسه أى نوفمبر انخفضت بنسبة ١٧٫٨٪ لتبلغ ٣٫٧٩ مليار دولار مقارنة بـ٤٫٦١ مليار دولار لنفس الشهر عام ٢٠٢١، والسبب هو انخفاض قيمة بعض الصادرات مثل الغاز الطبيعى والمسال بنسبة ١٣٫٣٪ والبترول الخام ١٥٫٦٪ والأسمدة ١٣٫٣٪ ومنتجات البترول ٣٦٫٨٪. فى حين ارتفعت قيمة بعض السلع مثل الملابس الجاهزة بنسبة ١٧٫٢٪ وعجائن ومحضرات غذائية ١٨٫٧٪ والفواكه الطازجة ٧٢٫٦٪ والقضبان والزوايا والأسلاك الحديدية ١٤٣٫٥٪.
هذه هى الأرقام المجردة، لكن هناك العديد من القراءات التى يمكنها أن تفسر لنا ما وراء هذه الأرقام.
أحد أوجه هذه القراءات أن أسعار العديد من السلع الأساسية شهدت تذبذبات شديدة منذ بدء الغزو الروسى لأوكرانيا فى ٢٤ فبراير من العام الماضى وحتى هذه اللحظة.
على سبيل المثال فإن سعر طن القمح الذى كنا نشتريه قبل الغزو بـ٢٧٥ دولارا، ارتفع ذات يوم إلى أكثر من ٥٠٠ دولار، لكنه تراجع فى الأسابيع الأخيرة إلى ٣٤٠ دولارا للطن.
نفس الأمر بالنسبة لسعر البترول، فقد ارتفع سعر خام برنت القياسى من متوسط ٦٠ دولارا ليلامس ذات يوم حاجز الـ١٤٠ دولارا، لكن سعره الآن مستقر منذ أسابيع بين ٨٠ ــ ٩٠ دولارا.
والأمر نفسه بالنسبة لمشتقات البترول التى ارتفعت بدرجات مختلفة لكنها عالية مقارنة بالارتفاع الأقل لسعر الخام غير المكرر.
الغاز الطبيعى حدث له نفس الأمر، فقد سجل ارتفاعات قياسية بعد الغزو وخصوصا بعد توقف تدفق الغاز الروسى إلى ألمانيا وأوروبا، لكن أسعاره عادت إلى قرب مستوياتها السابقة فى الشهور الأخيرة.
وهناك عامل مهم جدا يتعلق بما حدث للجنيه المصرى، حيث صار الدولار الأمريكى يساوى أكثر من ٣٠ حنيها بعد أن كان سعره حتى مارس الماضى حوالى ١٥ جنيها فقط.
ومن المميزات لمصر أنها تنتج الغاز الطبيعى كما تستورده خاما وتعيد تسييله وتصدره لدول أخرى بأسعار أعلى كثيرا.
النقطة المهمة الأخرى هى أن الواردات تراجعت بفعل عدم وجود اعتمادات دولارية، وبالتالى فإن الحكم الصحيح على تراجع الواردات أن يستمر فى المستقبل، وشرط ألا يكون التراجع على حساب سلع ومكونات ومستلزمات إنتاج أساسية نستخدمها فى الصادرات.
ومن الواضح أن الفجوة بين الصادرات والواردات لا تزال مرتفعة وتبلغ حوالى ٤٥ مليار دولار، وهى سبب غالبية المشاكل التى نعانيها. هذه الفجوة ندبر أكثر من نصفها من إيرادات قناة السويس وبيع الغاز المسال وبعض عائدات السياحة والمنح وربما القروض، لكن تظل هناك فجوة تتراوح بين ١٥ ــ ٢٢ مليار دولار، وهى المسئولة عن الأزمات الأخيرة التى أدت إلى تكدس السلع فى الموانى بعد هروب الأموال الساخنة نتيجة لقرار البنك الفيدرالى الأمريكى برفع سعر الفائدة من صفر فى المائة تقريبا إلى ما تقارب الـ٥٪.
مرة أخرى نحتاج إلى زيادة الصادرات بكل الطرق لنصل إلى ١٠٠ مليار حتى نعادل حجم الواردات، ومن دون تحقيق ذلك فسوف نظل فى نفس الدوامة ونفس الحاجة إلى تعويم جديد كل ثلاث أو أربع سنوات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصادرات ترتفع والواردات تتراجع الصادرات ترتفع والواردات تتراجع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon