توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب الاستنزاف والشعب الذي رفض الهزيمة

  مصر اليوم -

حرب الاستنزاف والشعب الذي رفض الهزيمة

بقلم : عماد الدين حسين

متى بدأت حرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣؟
قد يبدو هذا سؤالا غريبا ومضحكا لأن الإجابة متضمنة فعلا فى السؤال.
عدد كبير من الخبراء العسكريين يتفقون على أن الاستعدادات لحرب أكتوبر بدأت بعد أيام قليلة من هزيمة ٥ يونيو ١٩٦٧.
الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله يتحمل المسئولية كاملة هو ونظامه عن هزيمة يونيو، وآثارها ما تزال مستمرة للأسف حتى الآن، ولا يمكن تبرير الهزيمة تحت أى مبرر، لكن بنفس القدر من الموضوعية، فإن حرب الاستنزاف التى بدأها جمال عبدالناصر، كانت أفضل تمهيد لحرب أكتوبر، وأنها كانت ميدان التدريب الرئيسى الذى جعل الجندى المصرى يكتشف وهم وخرافة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر.
أكتب هذا الكلام ليس للجيل القديم الذى عاصر حربى ٦٧ و٧٣، لكن لشباب هذه الأيام، حتى يعرفون أن مصر لم تستسلم وبدأت المقاومة بعد أيام فقط من الهزيمة.
لا يعرف الكثيرون خصوصا الشباب أنه فى الأول من شهر يوليو ١٩٦٧ أى بعد حوالى عشرين يوما فقط من تأكد وقوع الهزيمة، خاضت القوات المسلحة المصرية معركة رأس العش بالقرب من مدينة بورفؤاد، عندما حاولت المدرعات الإسرائيلية احتلالها، وتصدت لها قوات الصاعقة المصرية، وأحبطت هذه العملية، وكبدت قوات الاحتلال ٣ دبابات و١١ مدرعة.
فى اليوم التالى للمعركة كان المانشيت الرئيسى لجريدة الأهرام يقول: معركة عنيفة فى منطقة رأس العش تستمر ٧ ساعات، ويعتقد بعض الخبراء أن معركة رأس العش هى البداية الفعلية لحرب الاستنزاف.
وهناك من يعتقد أنها بدأت فى مارس ١٩٦٩.
فى هذه الحرب كانت هناك محطات بارزة، أهمها تفجير وتدمير ميناء إيلات، فى ٢١ أكتوبر ١٩٦٧ أى بعد حوالى ثلاثة أسابيع فقط من الهزيمة، حيث هاجمت الضفادع البشرية المصرية الميناء ودمرته بالكامل بعدما قامت بتلغيمه مما أدى لسقوط عشرات القتلى وإغراق المدمرة إيلات شمال شرق بورسعيد.
باستخدام صواريخ «سطح سطح» للمرة الأولى. محطة أخرى مهمة هى نجاح المخابرات العامة المصرية، وسلاح البحرية فى تدمير حفار البترول الإسرائيلى «كيتبج»، الذى اشترته إسرائيل لكى تنقب به عن البترول فى خليج السويس. التدمير تم أثناء توقف الحفار فى أبيدجان عاصمة ساحل العاج فى ٨ مارس ١٩٧٠..
وواحدة من أهم المحطات قبل أكتوبر ١٩٧٣، هى إقامة حائط الصواريخ. لأن بعد هزيمة ٦٧ كانت إسرائيل تسيطر على الأجواء، ولم يكن لدى مصر طائرات مقاتلة على نفس المستوى من الكفاءة، وكانت إسرائيل تريد ترسيخ الهزيمة فى نفوس المصريين، وشنت العديد من الهجمات الجوية فى العمق المصرى، وصلت إلى حد مهاجمة مواقع فى أسوان.
القوات المسلحة أنشأت سلاح الدفاع الجوى فى ١ فبراير ١٩٦٨ بجانب القوات البرية والبحرية والجوية، وحاولت إسرائيل تدمير كل محطات الدفاع الجوى المصرى، وخلال ٩ أيام فقط من ٢١ يوليو حتى ١ سبتمبر ١٩٦٩، شنت إسرائيل ألف طلعة جوية ضد المواقع المصرية. لم تيأس مصر وواصلت بناء حائط الصواريخ بمساعدة مهمة ومقدرة من الاتحاد السوفييتى، وشركات مدنية مصرية مختلفة، فى فجر ٣٠ يونيو ١٩٧٠ كانت المعركة الأهم حينما تمكنت صواريخ الدفاع الجوى من تدمير عشرات الطائرات الإسرائيلية، وأصبح هذا اليوم عيدا للدفاع الجوى، وملحمة للشعب المصرى الذى ساهم عماله وموظفوه ومهندسوه فى بناء الحائط بتضحيات وصلت إلى ستة آلاف شهيد.
خلاصة القول إن مصر لم تستسلم ولم تنحن ولم تقبل الهزيمة، وحاربت منذ اللحظة الأولى.
السادات هو من اتخذ قرار العبور فى أكتوبر ١٩٧٣، والفضل الأكبر لنصر أكتوبر ينبغى أن ينسب إليه بلا مراوغة ومعه كل قادة وجنود أكتوبر بلا استثناء وقبل هذا وذاك الشعب المصرى العظيم الذى تحمل العبء الأكبر منذ وقوع الهزيمة وحتى تحقيق النصر.
تحية لكل من ساهم فى هذا النصر الكبير قادة وجنودا ومواطنين وأشقاء عرب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الاستنزاف والشعب الذي رفض الهزيمة حرب الاستنزاف والشعب الذي رفض الهزيمة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon