توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتهمون الثلاثة فى جريمة غرب سيناء

  مصر اليوم -

المتهمون الثلاثة فى جريمة غرب سيناء

بقلم: عماد الدين حسين

من هم المتهمون المحتملون فى الحادث الإرهابى الخسيس الذى أدى لاستشهاد ضابط وعشرة جنود وإصابة خمسة آخرين عصر يوم السبت الماضى فى هجوم خسيس على محطة لرفع المياه غرب سيناء؟
ظنى أن هناك ٣ أطراف أو مستويات هم المتهمون الأساسيون فى هذا العمل الإجرامى الذى جاء بعد ثلاثة أيام فقط من نهاية شهر رمضان الكريم ثم عيد الفطر المبارك.
الطرف الأول هم الذين ضغطوا على الزناد، ونفذوا العملية، وهؤلاء إرهابيون ومجرمون صغار، تم غسل أدمغتهم بصورة كاملة بحيث إنهم يعتقدون أنهم «يجاهدون فى سبيل الله»، حينما ينفذون هذه العمليات، ولأن أدمغتهم تم غسلها فهم يتغافلون عن العدو الحقيقى الذى يحتل ويدنس بيت المقدس، ويقاتلون مصريين ومسلمين مثلهم سواء كانوا جنودا فى الجيش والشرطة أو أفرادا من المجتمع.
الطرف الثانى هو التنظيمات الإرهابية المتطرفة التى تشغل وتجنّد هؤلاء، وتحصل على عوائد مالية ضخمة من أجهزة ودول أجنبية نظير عملها.
الطرف الأول لا يعرف أنه ينفذ مخططات أجنبية شريرة، فى حين أن الطرف الثانى يدرك تمام الإدراك أنه صار «أداة» لتنفيذ هذه المخططات.
توقف العمليات الإرهابية طوال الفترة الأخيرة يعنى بوار بضاعة وتجارة هذه التنظيمات وبالتالى الاستغناء عن خدماتها والبحث عن «أدوات» أو «وكلاء» جدد يواصلون تنفيذ المهمة بطرق أخرى، ولذلك فإن عملية مثل تلك التى تمت يوم السبت الماضى، تعنى استمرار الاعتماد على هذه التنظيمات.
قادة وعناصر هذه الجماعات والتنظيمات الأجنبية يدركون تمام الإدراك أنهم لن يكون لهم أى مكان فى المشهد السياسى المصرى الآن، أو حتى فى المستقبل القريب، وبالتالى فهناك عدة احتمالات تفسر إقدام الإرهابيين على تنفيذ هذه العملية الإجرامية. الاحتمال الأول محاولة الثأر وإثبات الوجود بعد الضربات الأمنية المتتالية والتخلص من العديد من قادة هذه الجماعات مؤخرا، وهو ما أدى إلى عودة الحياة الطبيعية إلى معظم مدن وقرى شمال سيناء، والدور البارز الذى يلعبه قادة القبائل فى محاصرة الإرهابيين ونصرة الدولة المصرية.
هذا التطور جعل العديد من المراقبين يعتقدون أن مصر بصدد قرب الإعلان عن نهاية الإرهاب فى سيناء، بحيث لم يبق إلا جيوب محدودة، أو عبوات ناسفة تحتاج وقتا قليلا لنزعها.
الاحتمال الثانى أنه لا يمكن إغفال عامل التوقيت الذى يتزامن مع إعلان الدولة المصرية عن حوار سياسى مع القوى والأحزاب المصرية المدنية، وبدء الإفراج عن بعض المحبوسين احتياطيا، ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع بعض رموز المعارضة خلال إفطار الأسرة المصرية فى الأسبوع الأخير من رمضان.
هذه التطورات جعلت البعض يعتقد بقرب إزالة الاحتقان فى المشهد السياسى وبالتالى فليس من مصلحة القوى والتنظيمات الإرهابية أن تحدث الانفراجة بين الحكومة والقوى السياسية المدنية والمنطقى أن تحاول الشوشرة والتشويش على هذا الحوار بكل السبل لإفشاله لأنها الخاسر الأكبر إذا قدر لهذا الحوار النجاح.
الطرف الثالث المستفيد من هذه الجريمة الإرهابية هى دول فى الإقليم وخارجه، ولن تكون سعيدة إذا استقرت مصر ونجحت فى القضاء على الإرهاب تماما.
هذه الأطراف قد لا تسمح بوقوع مصر تماما ـ لا قدر الله ـ لكنها تحارب بكل قوتها من أجل استمرار كل ما يعرقل تقدم مصر، هذه الأطراف تزعم أحيانا أنها صديقة لمصر، فى حين أنها تدعم العديد من الأطراف التى تسعى لتنشر العنف والإرهاب فيها، وبعضها يدعم عدم الاستقرار الاقتصادى والاجتماعى والسياسى وليس فقط الأمنى.
أغلب الظن أن الذى ضغط على الزناد فى مثل هذه العملية وأمثالها لا يدرك بوضوح أنه «بندقية للإيجار» لصالح قوى وأجهزة إقليمية ودولية أكبر، ولا يدرك أن الوسيط فى هذه العمالة غير المباشرة هم قادته وكوادره، الذين تحولوا بدورهم إلى أدوات لخدمة أهداف آخرين ضد بلدهم وأمتهم بل ودينهم.
هؤلاء هم المتهمون سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لكن يبقى سؤال مهم وهو: وهل هؤلاء استفادوا من هذه الجريمة أم أنها ستكون وبالا عليهم؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتهمون الثلاثة فى جريمة غرب سيناء المتهمون الثلاثة فى جريمة غرب سيناء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon