توقيت القاهرة المحلي 08:28:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الودائع والاستثمارات المباشرة والأموال الساخنة

  مصر اليوم -

الودائع والاستثمارات المباشرة والأموال الساخنة

بقلم: عماد الدين حسين

أى نوع من التعاون الاقتصادى أفضل لنا هذه الأيام؟ هل وضع ودائع دولارية فى البنك المركزى أم الأموال الساخنة، أم الاستثمارات المباشرة، أم الاستثمارات البترولية، أم شراء الأشقاء والأجانب لأصول مصرية؟!
نسأل هذا السؤال، لأننا صرنا نسمع المصطلحات السابقة بكثرة فى الأيام الماضية، خصوصا بعد تأثيرات الأزمة الأوكرانية على دول كثيرة فى العالم، ومنها مصر.
من المهم ونحن نجيب عن هذا السؤال أن نربطه بالظروف التى يتم بها، بمعنى أن هناك نوعا من الاستثمار قد لا يكون هو الأفضل، لكنه الوحيد المتاح أمامنا فى هذه اللحظة، وبالتالى يصبح هو الأفضل فى هذه اللحظة، وقد تضطر دولة إلى قبول نوع من الاستثمارات فى ظروف اقتصادية وسياسية معينة، لكنها لا تقبله أبدا فى ظروف أخرى مختلفة.
أفضل أنواع الاستثمارات هى المباشرة خصوصا تلك التى يتم فيها ضخ عملات صعبة من مستثمرين أجانب من خارج البلاد فى شرايين الاقتصاد المصرى. بمعنى أن تأتى دولة أو شركة أو مستثمر ببناء مصنع ينتج سلعا ومنتجات ضرورية، وأساسية، تسد حاجة الاستهلاك المحلى وتصدير الفائض للخارج.
هذا الاستثمار يوظف مصريين ويعطى لهم مرتبات ثابتة مستمرة وبالتالى يقلل من حجم البطالة ويضيف للاقتصاد القومى. وهذا هو أرقى أنواع الاستثمار وأفضلها للاقتصاد، وبالطبع ليس شرطا فقط أن ينتج سلعا ضرورية، المهم أن ينتج ويوظف ويسد حاجة الاستهلاك ثم يصدر للخارج، وبعدها يتوسع بإضافة خطوط إنتاج جديدة وهكذا.
هناك أيضا الاستثمارات المباشرة فى قطاع الطاقة أى البترول والغاز وغيرهما، وبالطبع هى استثمارات مهمة جدا، خصوصا حينما تكون هناك اكتشافات ضخمة مثل حقل ظهر مثلا، لأنها توفر للخزينة عملة صعبة إضافية كنا سندفعها للاستيراد. وبالطبع النموذج الأفضل على الإطلاق أن يكون المشروع مصريا، مثل نموذج معمل تكرير مسطرد الذى أسسته شركة القلعة وهيئة البترول وبعض الأطراف العربية والأجنبية، برأس مال يزيد على ٤ مليارات دولار، ويوفر لمصر عملات صعبة بمليارات الدولارات سنويا. وهو أفضل لأنه يشغل آلاف المصريين فى وظائف ثابتة ومستمرة.
أما حينما تضع دول شقيقة وصديقة ودائع دولارية فى البنك المركزى فهو أمر مهم أيضا، لأنه يرفع من حجم الاحتياطى بالعملات الأجنبية فى البنك المركزى، وأهمية هذا الاحتياطى، أنه كلما زاد وكبر كلما زادت فترة تغطيته لحجم ما نستورده، خصوصا من سلع أساسية، بمعنى أن نقول إن الاحتياطى بالعملات الأجنبية فى البنك المركزى يكفى لتغطية واردات مصر لمدة ٤ أو ٥ أو ٦ شهور.
وبالطبع من الأفضل أن يكون الاحتياطى النقدى من مصادر محلية تملكها الدولة، ولكن إذا لم يتوفر ذلك لأى سبب خصوصا لضعف المصادر الدولارية، فمن المهم أن تكون لديك علاقات جيدة مع الدول الغنية، لكى تقنعها بوضع ودائع دولارية لديك.
وعلينا أن ندرك أن هناك دولا شقيقة تقوم بتمديد آجال هذه الودائع ولا تطالب بها حينما يأتى موعد سدادها.
هناك أيضا ما يسمى بالأموال الساخنة، أو الـ Hot Mony. وهى عبارة عن قيام أفراد وشركات أو صناديق تقاعدية باستثمار ما تملكه من عملات صعبة فى بلدان لديها سعر فائدة مرتفع. على سبيل المثال فإن نسبة الفائدة فى غالبية الدول الأوروبية والولايات المتحدة صفر أو نحو ١٪، وبالتالى يقوم صندوق تشغيل وإدارة أموال المتقاعدين فى دولة أوروبية معينة أو أى شركة أو مستثمرون بافتراض أموال بالدولار بفائدة منخفضة جدا من البنوك الأوروبية، ثم يأتى بها إلى مصر ويحول الدولار إلى جنيه ويضعه كشهادة أو وديعة بالجنيه المصرى بالفائدة المرتفعة سواء كانت ١١٪ أو ١٨٪ كما هى الآن فى البنكين الأهلى ومصر. وبعد عام يحصل على الفائدة المرتفعة، ويحول أمواله مرة أخرى إلى الدولار، ويعود إلى بلده. هذا الاستثمار مربح جدا لصاحبه، وفى نفس الوقت يوفر لمصر عملات أجنبية تفيدها فى تعاملاتها الدولية، لكن عيبه الخطير أنه سريع ومقامر، ويمكن أن ينسحب فى أى وقت خصوصا فى أوقات الأزمات، أو حينما يجد أن دولة أخرى رفعت سعر الفائدة بنسبة أكبر من الدولة التى يعمل فيها.
النوع الأخير هو شراء الأجانب للأصول المصرية هو موضوع شديد الأهمية نظرا لأن هناك توسعا كبيرا فيه هذه الأيام وهو يستحق نقاشا مستقلا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الودائع والاستثمارات المباشرة والأموال الساخنة الودائع والاستثمارات المباشرة والأموال الساخنة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon