توقيت القاهرة المحلي 21:18:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطريق إلى «سديه بوكير» فى صحراء النقب

  مصر اليوم -

الطريق إلى «سديه بوكير» فى صحراء النقب

بقلم: عماد الدين حسين

حينما أعلن عن اجتماع وزراء خارجية أمريكا وإسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب مساء الجمعة الماضى، فإن الإعلان كان يشير إلى أن مكان اللقاء سيكون مدينة القدس.
فى هذا اليوم لم يكن معروفا بالمرة أن مصر ستشارك فى هذا الاجتماع غير المسبوق.
لم يحدث من قبل أن اجتمع هذا العدد من الدول العربية فى إسرائيل منذ زرعها عنوة فى المنطقة عام ١٩٤٨. ربما تواجد مسئولون مصريون وأردنيون وفلسطينيون فى لقاء مع مسئولين إسرائيليين، تخص عملية السلام، حينما كانت هناك عملية سلام قبل أن «تموت إكلينيكيا».
مساء السبت الماضى تم الإعلان أن مصر ستشارك فى اللقاء الوزارى أو «القمة الوزارية» وسوف يمثلها السفير سامح شكرى وزير الخارجية، لكن الجديد أنه تم الإعلان أن الاجتماع سيكون فى فندق بمدينة «سديه بوكير» فى صحراء النقب، التى تضم العديد من السكان الفلسطينيين وبعضهم من البدو، وضمتها إسرائيل بعد نكبة ١٩٤٨. وظنى أن مصر أصرت ألا تحضر اجتماعا مثل هذا فى القدس، حتى لو كانت القدس الغربية التى تتواجد فيها معطم الوزارات الإسرائيلية منذ عام ١٩٦٧ وليس القدس الشرقية العربية المحتلة التى تريد من العالم أن يعترف بها عاصمة لها، لكنها لم تنل اعترافا إلا من الولايات المتحدة فى عهد ترامب وبعض دويلات فى البحر الكاريبى وأوروبا الشرقية.
وإذا كان هذا الاجتماع قد عقد فى القدس ــ لا قدر الله ــ لكانت سابقة خطيرة تعنى أن العرب هم الذين اعترفوا بها عاصمة لإسرائيل حتى لو كانت القدس الغربية وليست الشرقية.
الملاحظة الثانية أن الأردن غاب عن هذا الاجتماع، وهو الذى كان القاسم المشترك الأعظم فى كل اللقاءات العربية الإسرائيلية العلنية والسرية منذ نكبة ١٩٤٨، وحتى الآن، وبدلا من ذلك التقى العاهل الأردنى بالرئيس الفلسطينى فى رام الله فى نفس توقيت انعقاد القمة الوزارية.
الملاحظة الثالثة هى الحفاوة والدفء فى استقبال يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلى لبعض وزراء الخارجية الذين وصلوا إلى النقب يوم الأحد الماضى. الإسرائيليون لا يفوّتون فرصة رمزية إلا واستغلوها. وهكذا وجدنا لابيد يحضن ويقبّل ويشد على أيادى بعض الوزراء، ويبتسم لهم ابتسامات واسعة، وكأنهم أصدقاء منذ زمن بعيد. ثم إنه كتب تغريدات متتالية على تويتر يرحب فيها بكل وزير على حدة، وهو أراد من وراء هذه التغريدات أن يبعث برسالة لكل من يهمه الأمر، عن الدرجة التى بلغتها علاقات إسرائيل بالدول العربية، وكم هى دافئة وعميقة ومتشعبة.
الملاحظة الرابعة، وهى أن البيانات الرسمية العربية أشارت إلى أن القضية الفلسطينية كانت على جدول أعمال هذه «القمة الوزارية». ربما يكون البعض قد طرحها بالفعل، خصوصا أن مصر لا تفوّت فرصة إلا وأعلنت أنه لا سلام ولا استقرار فى المنطقة من دون حل القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية.
لكن واقع الحال يقول إن هذه القضية تراجعت كثيرا للوراء لأسباب يطول شرحها وبالتالى فإن إثارتها، ربما يكون أقرب لعملية رفع العتب فى حين أن الموضوع المركزى الذى يهيمن على مثل هذا الاجتماع وغيره هو شكل المنطقة فى المرحلة المقبلة خصوصا إذا تم التوصل إلى اتفاق بين أمريكا والغرب مع إيران، إضافة إلى قضية الطاقة ومحاولة ضخ المزيد من النفط العربى فى الأسواق لمحاصرة روسيا والاستغناء عن بترولها وغازها المتجه لأوروبا بعد غزوها لأوكرانيا. ومن باب رفع العتب أيضا زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن للضفة الغربية ولقاؤه مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، حتى وإن كان بلينكن قال إن بلاده ما تزال تؤيد حل الدولتين.
ما سبق جانب من الملاحظات الشكلية والرمزية لهذا اللقاء، لكن الأهم هو ما الذى أراده كل طرف من أطراف لقاء النقب من هذا اللقاء غير المسبوق؟!
وهل صحيح أن وجهات النظر كانت متطابقة، وهل صحيح أن كل الأطراف ذهبت إلى هذا الاجتماع برغبتها، وأخيرا السؤال الأهم وهو هل هناك رابحون وخاسرون فى هذا اللقاء، وأى شكل للمنطقة العربية بعد هذه التطورات الدراماتيكية؟!
سأحاول الإجابة عن هذه الأسئلة، لكن لا أملك إلا أن أقول «ربنا يستر»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى «سديه بوكير» فى صحراء النقب الطريق إلى «سديه بوكير» فى صحراء النقب



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 07:02 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 17:24 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جهاز مبتكر ورخيص يكشف السرطان خلال ساعة

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 02:31 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

طريقة عمل اللازانيا باللحمة المفرومة

GMT 00:00 2023 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كولر يدرس تصعيد شباب الأهلي بعد تألقهم مع منتخب الشباب

GMT 02:52 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تبهر متابعيها بـ إطلالة جديدة

GMT 02:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مسعود أوزيل يغادر لندن للانضمام إلى صفوف فناربخشة التركي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة لا ينبغي تقديمها للأطفال في فصل الشتاء تعرّفي عليها

GMT 02:48 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على السيرة الذاتية للفنانة عبير بيبرس

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف السعودية الصادرة الثلاثاء

GMT 00:30 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شقيق جيجي حديد وبيلا حديد ينافسهما في مجال عرض الأزياء

GMT 10:43 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمة صينية ترتدي فستان زفاف ساحرًا من مئات الطبقات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon