توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذين يلتمسون الأعذار للإرهابيين

  مصر اليوم -

الذين يلتمسون الأعذار للإرهابيين

بقلم: عماد الدين حسين

كالعادة وعقب كل عملية إرهابية خصوصا إذا كان ضحاياها كثيرين، تنشط ماكينة الشماتة من قبل مجموعات، بعضهم ينتمى مباشرة إلى هذه الجماعات الإرهابية، وبعضهم يتعاطف معها سرا أو علنا، وثالثهم ليس عضوا فى هذه الجماعات لكنه مستعد للتحالف مع الشيطان نفسه طالما أنه سيضر بالحكومة المصرية.
بعد العملية الإرهابية التى استهدفت عصر السبت الماضى محطة لرفع المياه بغرب سيناء، وأدت إلى استشهاد ضابط وعشرة جنود وإصابة خمسة جنود آخرين، وجدنا هذه المجموعات الشامتة تنشط بقوة ولم تستطع حتى أن تدارى فرحها ووصل بها الأمر للسخرية من القوات المسلحة المصرية.
أحترم حق كل مواطن أو جهة تختلف مع الحكومة أو النظام فى مصر، طالما أن لديها أفكارا وسياسات ورؤى وبرامج، سواء اتفقنا أو اختلفنا معها، المهم أن تكون هذه الخلافات فى أى إطار بعيدا عن العنف والإرهاب والتكفير.
لا ألوم كثيرا أنصار وأعضاء وكوادر هذه المجموعات الإرهابية، فهؤلاء تم غسل أدمغتهم، وباعوا أنفسهم للشيطان منذ زمن طويل، ويعتقدون واهمين أنهم «يجاهدون فى سبيل الله» وبالتالى لا يوجد كبير أمل فى علاجهم وعودتهم إلى الحالة السوية. وصار واضحا منذ يوم ٤ يوليو ٢٠١٣ أنه لا يوجد فارق كبير بين هذه الجماعات والتنظيمات.
جميعهم لا يؤمنون فى قرارة أنفسهم لا بالحرية ولا بالديمقراطية ولا بالتعددية، يؤمنون بها فقط، حينما يكونون خارج السلطة، أو حينما يخاطب بعضهم الغرب ووسائل إعلامه.
لكن الأغرب هو بعض الشخصيات والمجموعات التى هى ليست متطرفة دينيا وتصف نفسها بالليبرالية، ونجدها لا تدين هذه العمليات الإرهابية أو حينما تدينها تقرنها بشروط مختلفة، أو تدينها بمنطق «التقية»، وهى بهذا المعنى تلتمس الأعذار للإرهابيين والمتطرفين، وتعطيهم مبررات حتى يستمروا فى عملياتهم.
الطبيعى والمنطقى أن تفرق هذه الشخصيات والمجموعات بوضوح بين خلافهم السياسى مع الحكومة على قضايا ورؤى وأولويات معينة، وبين أن يناصروا ويدعموا هذه الجماعات الإرهابية بأى شكل من الأشكال.
المفترض أن هذه الشخصيات ــ التى تصف نفسها حينا بأنها ليبرالية وحينا بأنها غير المتطرفة دينيا ــ تدرك تمام الإدراك أن الجماعة الإرهابية لا تقاتل حكومتنا ونظامنا ومجتمعنا، من أجل تطبيق الديمقراطية مثلا، أو إشاعة القيم والأفكار الليبرالية، لا، هم لا يؤمنون لا بالديمقراطية ولا بالحريات، هم يؤمنون بالحاكمية فقط فى صورها القديمة جدا.
الإرهابيون لا يختلفون مع الحكومة حول برنامج الإصلاح الاقتصادى، أو الاجتماعى أو بشأن أى برنامج آخر.
الإرهابيون أيضا ليسوا حركة تحرر وطنى أو حتى قومى، تقدم رؤية اجتماعية أو سياسية مختلفة، كما فعلت حركات تحرير كثيرة قاتلت الاستعمار الأجنبى، أو اختلفت مع أنظمتها السياسية حول ضرورة الاستقلال عن المستعمر، أو تطبيق برامج العدالة الاجتماعية، كما حاول مثلا فيدل كاسترو فى كوبا أو جبهة الساند ينستا فى نيكاراجوا أو تشى جيفارا فى بعض دول أمريكا اللاتينية، أو أنصار «لاهوت التحرير» فى نفس القارة.
البرنامج الوحيد لهذه الجماعات المتطرفة فى منطقتنا وعالمنا الإسلامى هو العودة بالمجتمع إلى أشد عصوره ظلاما، وليس حتى إلى فترات ازدهار الحضارة الإسلامية حينما سادت العالم وقدمت أروع النماذج فى الانفتاح والتسامح والتنوير والعلم.
برنامج هذه الجماعات الظلامية رأينا بعض تجلياته الحديثة ابتداء من عام ٢٠١٤ فى الرقة بسوريا والموصل بالعراق، حينما تمكنوا من السيطرة على نصف سوريا والعراق.
ثم نراه يعود الآن مرة أخرى فى أفغانستان بفصل الرجال عن السيدات وإلزام السيدات بارتداء البرقع، وتحجيم تعليمهم.
إذا كان هؤلاء الارهابيون لا يخفون وجههم الحقيقى، ولا يناورون، ولا يتجملون، فلماذا تصر بعض الشخصيات على التماس العذر لهم، ولماذا يتجرأ البعض بالفرح والتهليل لعملياتهم الإجرامية، لمجرد اختلافهم مع النظام فى مصر؟!
أى شخص أو جهة لا تدين بكلمات واضحة لا لبس فيها هؤلاء الإرهابيين وعملياتهم وفكرهم، هم شركاء لهم فى جرائمهم، ولن يفيدهم أن يتستروا خلف لافتات متنوعة.
اختلفوا مع الحكومة أو النظام كما تشاءون، لكن وقوفكم مع الإرهابيين ولو بالكلمة أو الشماتة لن يغفره الشعب لكم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذين يلتمسون الأعذار للإرهابيين الذين يلتمسون الأعذار للإرهابيين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon