توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع من ستتحاور الدولة سياسيا؟

  مصر اليوم -

مع من ستتحاور الدولة سياسيا

بقلم: عماد الدين حسين

السؤال الذى يتبادر إلى ذهن كثيرين بشأن الحوار السياسى هو: هل لدينا أحزاب وقوى سياسية حقيقية لها تأثير فكرى وثقل جماهيرى فى الشارع المصرى؟

دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار السياسى مهمة جدا، ولكى تنجح فإن الحوار يحتاج إلى متحاورين، فمن هى الأطراف التى يفترض أن تحضر مثل هذا الحوار، وما مدى قوتها فى الشارع؟!
الطرف الرئيسى الأول هو الحكومة أو السلطة أو النظام، وهى الطرف الفاعل، وتتمتع الآن باستقرار ملحوظ بعد أن تمكنت بمساعدة المجتمع بأكمله من دحر قوى العنف والتطرف والإرهاب، بل وتحييد القوى الدولية المساعدة لهم.
الطرف الثانى هو الأحزاب السياسية. على الورق لدينا ١٠٤ أحزاب سياسية، وفى الواقع قبل ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ كان عدد الأحزاب السياسية المسجلة رسميا ٨٤ حزبا، لكنها ارتفعت بعد الثورة لحوالى ١٠٧ أحزاب ما بين قانونية إلى تحت التأسيس، وبعد ثورة ٢٠١١ تم حل الحزب الوطنى الديمقراطى الذى كان حاكما، وبعد ثورة ٢٠١٣ تم حل حزب «الحرية والعدالة» الإخوانى الذى كان حاكما أيضا. الحزب الحاكم عمليا الآن هو «مستقبل وطن»، ومعه فى البرلمان أحزاب «حماة وطن» و«الشعب الجمهورى» و«الوفد» وأحزاب صغيرة أخرى.

الانتخابات البرلمانية الأخيرة شهدت شكلا جديدا وغير مسبوق ربما فى الحياة السياسية، وهو اندماج غالبية الأحزاب فى قائمة واحدة، لا تواجه منافسة حقيقية، وبالتالى يصعب قياس قوة هذه الأحزاب على أرض الواقع، بين المواطنين، الذين اندفع عدد منهم لعضوية هذه الأحزاب بحثا عن المنافع والمصالح أكثر من إيمانهم ببرامج هذه الأحزاب وأفكارها.
غالبية الأحزاب المصرية كرتونية وضعيفة وصار السوس ينخر فيها، ولا توجد بها ممارسة سياسية حقيقية، وقادتها حولوها إلى عزب لهم ولأسرهم ومحاسيبهم، وهذه الأحزاب تتحمل المسئولية الأساسية عن حالة الضعف التى وصلت إليها. لكن رغم ذلك لا يمكن تجاهل دور الحكومات المتعاقبة فى الحال التى وصلت إليه هذه الأحزاب.

هل معنى ذلك أن الصورة سوداوية وقاتمة؟
الإجابة هى لا، لأن هناك بعض التطورات أثبتت أن هناك بصيصا من الأمل فى انتخابات حزب الوفد ونقابة المهندسين قبل حوالى شهر ونصف، والتى أسفرت عن تغييرات فى قمة الهرم.
إضافة للأحزاب التقليدية لدينا أيضا تنسيقية شباب الأحزاب، وصارت تضم عناصر متميزة يمكن أن نقول عنها أنها اكتسبت خبرة سياسية جيدة، لكن السؤال أيضا هل يمكن لعناصر هذه التنسيقية خوض انتخابات ذات طبيعة تنافسية حقيقية؟ سؤال لا أعلم إجابة صادقة عنه.

أظن أن إدخال هواء نقى داخل الأحزاب المصرية كفيل بأن يجعلها تتطور وأن تعود لطبيعتها وهى أن تكون مدارس للتربية السياسية والتنافس للوصول إلى الحكم وتطبيق برامجها السياسية المختلفة. ونحتاج أيضا إلى تغير النظرة الخاطئة لكثير من المواطنين حينما يتعاملون مع هذه الأحزاب باعتبارها الباب الملكى للحصول على وظيفة أو الترقى فى الوظيفة الموجودة، أو الاندماج فى شلة تقود للحصول على منافع متعددة.
أظن أيضا أن الحكومة بحاجة إلى ضرورة الإدراك بأن من مصلحتها على المدى البعيد وجود قوى سياسية معارضة لها، طالما أن ذلك يتم تحت سقف القانون والدستور والدولة المدنية.
لا نريد أحزابا على أساس دينى أو فئوى أو مذهبى بل أحزابا مدنية حقيقية.

لا نريد انفلاتا بوجود مائة أو حتى خمسين حزبا. بل عدد قليل من الأحزاب التى تعبر عن الأفكار الرئيسية فى المجتمع وهى اليمين واليسار والوسط بتنويعات مختلفة. وإذا نجحنا فى ذلك نكون قد أسسنا لثقافة سياسية يمكن لها أن تتطور وتتقدم.

نعلم جميعا أن التربة الحزبية المصرية هشة لأسباب يطول شرحها، لكن استمرار ذلك قد يقود ــ لا قدر الله ــ إلى عودة القوى الدينية المتطرفة فى أى وقت، وإذا حدث ذلك سنندم ندما شديدا.
نريد ممارسة حزبية حتى فى إطار هندسة سياسية مؤقتة، حتى نضمن قوة ومتانة الحياة والمؤسسات والأحزاب السياسية.
ليس عيبا أن نفعل ذلك، لكن الخطر أن يتم الاستمرار فى تجريف الحياة السياسية.

نتمنى أن يقود الحوار السياسى المأمول إلى تغييرات تؤدى إلى مناعة الدولة المصرية فى وجه الأزمات والأعاصير التى تضرب المنطقة والعالم.
وقد يسأل البعض: وإذا كان هذا هو حال الأحزاب القائمة، فما هى القوى الفاعلة بالمجتمع فى الوقت الراهن؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع من ستتحاور الدولة سياسيا مع من ستتحاور الدولة سياسيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon