توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل كان عدوان نتنياهو على لبنان محتما؟

  مصر اليوم -

هل كان عدوان نتنياهو على لبنان محتما

بقلم: عماد الدين حسين

وهل سيوقف بنيامين نتنياهو عدوانه على لبنان؟‬
أغلب الظن أن الإجابة هى لا. ‬
وإذا تصرف نتنياهو تجاه لبنان بنفس الطريقة التى تصرف بها مع قطاع غزة طوال عام كامل، وما لم تحدث معجزة فإنه يصعب تماما تصور وقف إطلاق النار هناك، ما لم يحقق نتنياهو أهدافه، أو تكون لدى حزب الله مفاجآت عسكرية تقلب المعادلة الحالية، أو تلقى إيران بكل ثقلها خلف الحزب الذى يعتبر أحد أرصدتها الاستراتيجية.‬
السؤال المنطقى وبعيدا عن العواطف هو: لماذا لا يمكن تصور أن يقوم نتنياهو وجيشه بوقف القتال الآن؟‬
مبدئيا فإن قرار الجيش الإسرائيلى ببدء العدوان الشامل على لبنان، كان أمرًا متوقعًا بنسبة ٩٩٪ بل هو أقرب إلى أن يكون حتميًّا.‬
ولو توقف القتال الآن فهو يعنى نصرًا استراتيجيًّا كبيرًا لحزب الله.‬
نعلم أن إسرائيل، استنفذت تقريبًا كل عملياتها القتالية فى قطاع غزة بعد أن دمرته وأكملت احتلاله بالكامل، ولم يعد لديها بنك أهداف هناك باستثناء عدم تمكنها من تحرير أسراها. ‬
ونعلم أن بعض الطبقة السياسية الإسرائيلية تلح على نتنياهو فى الوصول إلى صفقة تعيد الأسرى وتوقف القتال.‬
وبالتالى فإن أى توقف رسمى أو فعلى للقتال فى غزة، من دون الصدام مع حزب الله، فإن ذلك كان سيسمح للحزب القول بأن دخوله الحرب ضد إسرائيل فى ٨ أكتوبر الماضى وإسناده للمقاومة الفلسطينية هو الذى جعلها تصمد كل هذا الوقت طوال عام كامل.‬
وبالتالى فإن عدم شن هذا العدوان كان يعنى هزيمة استراتيجية محققة لإسرائيل ونهاية مؤكدة لبنامين نتنياهو وائتلافه المتطرف، وإذا حدث ذلك، فقد كان يحق لحزب الله أن يخرج ويقول إننا حققنا نصرا استراتيجيا وبفضلنا صمدت المقاومة.‬
من أجل كل ما سبق لم يكن ممكنا إلا أن تذهب إسرائيل إلى شن هذا العدوان من أجل ترميم ردعها الذى تعرض لتشويه وتدمير شبه كامل صبيحة ٧ أكتوبر بعملية طوفان الأقصى.‬
وربما أن أحد أسباب هذا العدوان الوحشى على غزة وتهديد الضفة هو محاولة استعادة صورة هذا الردع المفقود، وبالتالى فهذا العامل يمكن به تفسير الوحشية التى ميزت الأسبوع الماضى من العدوان على إسرائيل من أول عملية «البيجر والتوكى دوكى» مرورا باغتيال إبراهيم عقيل وعدد من قادة هيئة عمليات الحزب نهاية بالقصف واسع النطاق للبنية العسكرية للحزب طوال الأيام الماضية.‬
ثم أن هناك ما يشبه الإجماع الوطنى الإسرائيلى على توجيه ضربة مؤلمة للبنان، خلافا لما هو موجود فى غزة. ‬
بل إن التعاطف الدولى واسع النطاق مع الشعب الفلسطينى طوال أيام العدوان على غزة، غير موجودة بنفس القدر مع حالة حزب الله الذى يطرح نفسه ندًا لإسرائيل وقوة عسكرية تقول إنها تملك ١٥٠ ألف صاروخ قادرة على الوصول لمعظم المدن الإسرائيلية، ويمكن فهم هذه الحالة أن «قوة الضعف» فى حالة الفلسطينيين تضيف تعاطفًا معهم خلافًا لحالة حزب الله.‬
من أجل كل ما سبق فإن الجيش الإسرائيلى أغلب الظن سوف يستمر فى عدوانه الوحشى حتى يخلق وقائع على الأرض تحسن من وضعه التفاوضى وتجبر حزب الله إما على وقف النار أو عدم الربط القتال بالوضع فى غزة.‬
لكن كل ما سبق متوقف على النتائج الميدانية على الأرض وخصوصا أن هناك قاعدة فى صراع بين الجانبين تقول إن عدم انتصار إسرائيل على الحزب هو هزيمة مؤكدة لها، فى حين أن عدم خسارة حزب الله هو انتصار كبير له، وهو ما حدث فى مواجهة يوليو الشهيرة عام ٢٠٠٦.‬

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل كان عدوان نتنياهو على لبنان محتما هل كان عدوان نتنياهو على لبنان محتما



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon