توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضحايا نصابين أسوان.. متهمون أيضا

  مصر اليوم -

ضحايا نصابين أسوان متهمون أيضا

بقلم: عماد الدين حسين

حينما يقرر مجموعة من المواطنين إيداع أموالهم لدى أحد الأشخاص ليشغلها لهم، ثم يكتشفون فى النهاية أنه نصاب كبير، وأن أموالهم تبخرت، فهل يلومون أنفسهم أم النصاب أم الحكومة؟!

فى الأيام الماضية اكتشف عدد من الأهالى فى محافظة أسوان أن الأشخاص الذين وثقوا فيهم، وسلموهم أموالهم كى يستثمروها لهم، نصابون، وأن أموالهم التى قدرها البعض بـين 600 مليون جنيه ومليار جنيه قد ضاعت.
ما قرأناه فى الأيام الماضية يتعلق بأربعة نصابين فى أسوان خصوصا مركز إدفو أشهرهم شخص شهرته «البنك».

هى قصص ليست جديدة، وتتكرر بصورة تكاد تكون كربونية مع فارق الزمان والمكان، منذ نجح أحمد الريان وإخوته، فى خداع مئات الآلاف من المصريين فى شركات توظيف الأموال منتصف الثمانينيات من القرن الماضى.
قد نعذر الذين أودعوا أموالهم لدى الريان وأمثاله لأن التجربة كانت جديدة، ثم إن عددا كبيرا من المسئولين وكبار الشخصيات العامة والرموز الدينية، ومن بينهم الشيخ الشعراوى للأسف، قد التقطوا الصور التذكارية مع الريان، وغالبية الصحف وقتها فتحت صفحاتها أمام سيل من الإعلانات باستثناءات قليلة.

لكن كان يفترض أنه وبعد اكتشاف حقيقة الريان أن يفيق الجميع، وألا يثقوا فى أى شركات مماثلة.
أما المفاجأة فكانت أن الناس لم تتعظ، ولا يمر شهر تقريبا فى السنوات الأخيرة، إلا ونسمع عن عملية نصب جديدة بنفس التفاصيل تقريبا لدرجة تجعلنا نسأل عن حقيقة ظاهرة «المستريح الدائم» أو (سيكولوجية النصب والاحتيال المتكرر) حسب تعبير الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى.

مواطنون يسلمون أموالهم لشخص ما، أو يبيعون كل ممتلكاتهم ويحولوها إلى أموال سائلة، مقابل وعود زائفة بحصولهم على عوائد شهرية لا تقل عن خمسين فى المائة، وتصل أحيانا إلى مائة فى المائة. مثل هذا العائد ليس موجودا إلا فى التجارة المحرمة وغير القانونية والخطرة سواء كان مخدرات أو سلاح أو آثار أو غيرها.

أحد نصابى أسوان كان مختلفا، ويبدو أنه قرر أن يجارى البيئة المحيطة، لم يكن يحصل من الناس على أموال سائلة، بل كان يطلب من كل منهم تسليمه مواشى خصوصا العجول.
وبالطبع يتضح للجميع أن مثل هؤلاء النصابين «يلبسون طواقى» لضحاياهم حتى يسقطوا فى النهاية.

فى النموذج الأسوانى، وحينما اكتشف الناس حقيقة النصابين هاجموا بيوت وحظائر النصابين أو «المستريحين» وعائلاتهم، وأشعلوا النار فيها، خصوصا فى قرى وادى الصعايدة والبصيلية ووادى الشرفا بمركز إدفو واعتدوا على المواطنين وحاولوا سرقة المواشى من أهالى قرى النصابين، واشتبكوا مع أقاربهم وأهل قريتهم، ونشبت معارك بأسلحة نارية أصيب فيها ثمانية أشخاص بقرية البصيلية.
المأساة أن الأهالى أو الضحايا هاجموا الوحدة الصحية بقرية الشرفا بمركز إدفو كما هاجموا المنشآت الحكومية ومنها المدارس والوحدة الصحية ومكتب البريد بقرى النصابين وحطموا بعضها وسرقوا محتوياتها، بحجة أن الوحدة المحلية تركت النصابين ينشئون العديد من الحظائر وتركوا بعضهم يهرب.

السؤال المهم بعد كل هذه التفاصيل، قد نفهم غضب الناس ومحاولة استرداد أموالهم من النصابين، لكن لا نفهم سر محاولتهم تدمير المنشآت الحكومية، وبالمناسبة فإن هؤلاء المهاجمين لا يدركون أن إعادة بناء وترميم هذه المبانى الحكومية سيكون من جيوبهم وجيوب دافعى الضرائب!.

الضحايا سلموا أموالهم بمحض إرادتهم للنصابين، من دون علم الحكومة بل بدافع أساسى وهو الطمع والمكسب السريع والكبير، وهو أمر غير موجود فى أى نظام بنكى، وكانوا سعداء جدا حينما تلقوا الأرباح السريعة فى الفترات الأولى قبل أن يكتشفوا الكارثة.

السؤال: هل لو أن أيا من أجهزة الحكومة تدخلت بين الضحايا والنصاب فى المراحل الأولى حينما كانوا يتلقون العوائد المبالغ فيها، ماذا سيكون رد فعل المودعين؟. أغلب الظن أنهم لن يتكلموا أو يخبروا الحكومة بالحقائق، وهل كانت الدولة تستطيع أن تحاسب النصابين قانونا، وبأى تهمة؟!

أعتقد أن على الضحايا ألا يلوموا إلا أنفسهم، لكن المؤكد أن هناك أيضا دورا للحكومة لا يمكن إنكاره وهى تتحمل جزءا من المسئولية، وهو موضوع سأعود إليه لاحقا إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضحايا نصابين أسوان متهمون أيضا ضحايا نصابين أسوان متهمون أيضا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon