توقيت القاهرة المحلي 10:28:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتصادنا بخير رغم الأزمات

  مصر اليوم -

اقتصادنا بخير رغم الأزمات

بقلم: عماد الدين حسين

فى الأيام الماضية كتبت أكثر من مقال عن تداعيات الأزمة الأوكرانية على الاقتصاد العالمى، خصوصا مقالين الأول بعنوان «إفلاس سريلانكا.. من التالى؟!»، يوم السبت الماضى، ثم مقال آخر أمس الأول الاثنين بعنوان: «ماذا يعنى إفلاس دولة؟!».
الفكرة الجوهرية من المقالين كانت محاولة رصد تأثيرات وتداعيات الأزمة الأوكرانية، وقبلها أزمة كورونا على الاقتصاد العالمى.
وعقب نشر المقال الثانى فوجئت بأكثر من اتصال من أصدقاء أعزاء، ومن شخصيات مرموقة ومن قراء لا أعرفهم يبدون انزعاجهم من هذه المقالات، ويخشون أن تكون تمهيدا لأزمات ستحدث فى مصر، لا قدر الله.
أما المفاجأة الأكبر فكانت من أصوات جهولة تزعم أن ما كتبته هو تمهيد للرأى العام للأيام الصعبة جدا المقبلة.
ولكل هؤلاء الذين اتصلوا مشكورين أو ساورهم أى قلق أقول بوضوح إنه ورغم كل الأزمات، فالحمد لله اقتصادنا المصرى قوى ومتنوع، وقادر على تجاوز هذه الأزمة مثلما تجاوز أزمات كثيرة مماثلة صعبة فى الماضى.
نعم هناك مشاكل اقتصادية فى مصر، لكن بالفعل اقتصادها ليس هشا أو ضعيفا كما هو الحال فى العديد من التجارب والنماذج التى كشفتها الأزمة الأوكرانية.
لو لم يكن هذا الاقتصاد قويا ما أقدمت مؤسسات التمويل الدولية على إقراضه كل هذا الحجم من القروض، ولا تعاملت معه، ولا أصدرت العديد من شهادات الثقة التى تؤكد أنه قوى.
على سبيل المثال فإن صندوق النقد الدولى يفاوض الحكومة المصرية هذه الأيام كى يقرضها ما بين ٢ و ٣ مليارات دولار، وهو مما يرفع حجم القروض المقدمة من الصندوق لمصر إلى ٢٤ مليار دولار وهو ما يجعلها أكبر المقترضين من الصندوق بعد الأرجنتين التى اقترضت ٥٧ مليار دولار.
من علامات تماسك الاقتصاد المصرى أيضا هناك التدفقات النقدية الخارجية فى الأيام الأخيرة.
هناك الوديعة السعودية وقيمتها خمسة مليارات دولار، فى الاحتياطى النقدى بالبنك المركزى، ثم إعلان السعودية أيضا عن نيتها ضخ ١٠ مليارات دولار كاستثمارات فى مصر، وفى نفس التوقيت أعلنت قطر عن ضخ استثمارات بقيمة خمسة مليارات دولار. وهناك شراكة بين مصر والإمارات فى صندوق استثمارى قيمته عشرين مليار دولار، بدأت الإمارات نشاطها فيه بصفقة شراء حصص فى خمس شركات مصرية بقيمة اقتربت من ١٫٩ مليار دولار.
طبعا اللجوء لصندوق النقد الدولى وطلب المساعدات ليس شيئا يدعو الإنسان أو الدول للتفاخر به، لكن لو كنت مأزوما، واقتصادك متدهور ومتراجع، ما تقدم أحد لمساعدتك، وبالتالى فإن تعاون الصندوق ومؤسسات التمويل الدولية، إضافة للودائع والاستثمارات الخليجية هى علامات ثقة كبيرة فى الاقتصاد المصرى.
وكما يقول الخبراء والمتابعون كيف يكون اقتصاد دولة مهددا بالخطر فى حين أنها تزيد المرتبات والمعاشات والسلع متوافرة فى اسواقها طوال الوقت، ويضع مواطنيها نحو ٤٠٠ مليار جنيه ودائع فى البنوك خلال أسبوع؟!
المؤكد أن مصر تأثرت ودفعت ثمنا باهظا بسبب تداعيات الأزمة الأوكرانية خصوصا مع ارتفاع أسعار البترول والحبوب والعديد من السلع الأساسية التى تستوردها مصر، مما مثل ضغوطا على الجنيه المصرى كانت سببا فى تخفيض قيمته أخيرا، وكذلك رفع سعر الفائدة، بسبب التضخم العالمى.
النقطة الجوهرية أن هذه ليست أزمة مصرية، أو راجعة بالأساس للسياسات الحكومية، بل هى أزمة عالمية عاتية، يدفع الجميع ثمنها بدرجة أو بأخرى.
وبالمصادفة وفى نفس توقيت كتابة هذا المقال قرأت العديد من التقارير عن الأزمات التى تواجه الكثير من الدول سواء كانت قوية مثل اليابان والاتحاد الأوروبى أو ضعيفة مثل بعض الدول الأفريقية. الأزمة عاتية وتضرب الجميع بلا هوادة مع فارق الدرجة والتأثير حسب مناعة اقتصاد كل دولة.
وخلاصة القول وكل من اتصلوا بى سائلين أو قلقين أقول لهم إن أحوالنا رغم صعوبتها الشديدة، هى أفضل كثيرا من آخرين، لكن المهم أن نتبع أكثر السياسات نجاعة وأفضل طرق الترشيد والتقشف فى الفترة المقبلة، حتى تمر الأزمة العالمية بسلام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصادنا بخير رغم الأزمات اقتصادنا بخير رغم الأزمات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon