توقيت القاهرة المحلي 18:52:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هكذا ستتأثر مصر بالأزمة الأوكرانية

  مصر اليوم -

هكذا ستتأثر مصر بالأزمة الأوكرانية

بقلم: عماد الدين حسين

هل ستتأثر مصر بالصراع الروسى الغربى الدائر حاليا فى أوكرانيا، خصوصا بعد دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا صباح الخميس الماضى؟!
الإجابة هى نعم، ليس مصر فقط بل غالبية بلدان العالم بدرجة أو بأخرى.
انتهى الزمن الذى كان يمكن لدولة أن تقول إنها بمنأى من التأثر بأحداث وثورات وصراعات وحروب كبرى هنا أو هناك.
العولمة لها مزاياها، لكنْ لها أثمان يدفعها الجميع أحيانا، حتى لو لم يكونوا مشاركين فيها، بفضل وسائل الإعلام عموما، والتواصل الاجتماعى.
من اليوم فصاعدا سأحاول قدر الإمكان مناقشة تأثير الصراع الروسى الغربى فى أوكرانيا على مصر والمنطقة العربية والاقتصاد الأوروبى والحروب الإلكترونية والصراع العسكرى الخشن، وكنت بالأمس، قد ناقشت حيرة عدد كبير من دول العالم فى البقاء محايدين بين روسيا والغرب.
قراءة المشهد بهدوء تقول إن مصر ستتأثر بسبب هذا الصراع، وحتى الآن فإن التأثيرات السلبية تفوق نظيرتها الإيجابية، إذا كانت هناك إيجابيات.
البيانات تقول إن مصر فى العام الماضى استوردت٨٠٪ من احتياجاتها من القمح والحبوب من روسيا وأوكرانيا. وقبل الحرب فإن سعر القمح عالميا ارتفع بنسبة وصلت إلى ٤٠٪ بسبب تداعيات كورونا والتغيرات المناخية وبطء سلاسل الإمدادات، وكذلك ارتفعت أسعار معظم المحاصيل والسلع الرئيسية.
مصر هى أكبر مستورد للقمح فى العالم بحجم يقترب الآن من ١٣ مليون طن، وبمجرد عبور القوات الروسية الحدود الأوكرانية فى إقليم دونباس صباح الخميس، ارتفعت أسعار القمح بنسبة ٦٪ والتقديرات تقول إن استمرار الحرب بشكلها الراهن قد يزيد الأسعار بنسب تصل إلى ٥٠٪، وهذا الأمر يتوقف على عوامل كثيرة منها درجة الحسم العسكرى، وتأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسى.
فيما يتعلق بالقمح هناك رؤيتان؛ الأولى غربية متشائمة، ووفقا لتقارير غربية منها ما نشرته «الإيكومنيست» فإن حصيلة استيراد القمح المصرى ستزيد بمقدار من ٦٠٠ مليون دولار إلى ١.٥ مليار دولار لتصل إلى ٣٫٩ مليار دولار بعد اندلاع الحرب، وإن دعم الخبز سوف يرتفع بمبلغ يصل إلى ٧٦٣ مليون دولار.
لكن الحكومة المصرية أكدت أن المخزون من القمح يكفى أربعة أشهر، وهناك أربعة ملايين طن من القمح المحلى سوف تدخل المخازن نهاية إبريل المقبل بعد موسم الحصاد، مما يجعل مصر آمنة حتى نهاية العام، خصوصا بعد زيادة سعر توريد القمح المحلى بـ ٩٥ جنيها للإردب ليصل إلى ٨٢٠ جنيها، وزيادة المزروع قمحا٣٠٠ ألف فدان إلى ٣٫٦ مليون فدان.
وإذا كنا نستورد النسبة الأكبر من الحبوب من روسيا وأوكرانيا فإن البلدين يمثلان ٥٠٪ من السائحين الذين يصلون مصر سنويا، خصوصا للغردقة وشرم الشيخ.
وكما كان متوقعا فقد تم إلغاء العديد من الحجوزات من البلدين لمصر ولبقية العالم والتقديرات تقول إن الفنادق سوف تتأثر بنسب تصل إلى ٢٥٪، والرهان الآن على عودة السائحين الإنجليز فى مارس مع الألمان. وللعلم فإن السياحة الأوكرانية هى التى أنقذت شرم الشيخ والغردقة طوال الفترة من ٢٠١٧ وحتى ٢٠٢٢، حينما توقف السائحون الروس عن المجيء بعد حادث تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء فى اكتوبر ٢٠١٥، والبلدان يمثلان ٧٠٪ من إجمالى السائحين الذين تدفقوا إلى شرم الشيخ فى الشهور الخمسة الأخيرة.
ضربة السياحة شديدة وإيجاد أسواق بديلة يحتاج إلى وقت وجهد وإبداع خلاق.
التأثير الثالث هو أن فاتورة واردات مصر من النفط سوف تزيد بعد أن تجاوز سعر البرميل حاجز المائة دولار قبل أيام، وإذا استمر هذا المعدل، فسوف يشعر به المواطن العادى إن آجلا أو عاجلا، لكن فى المقابل فإن الأزمة رفعت أسعار الغاز أيضا وهو ما تمتلك منه مصر فائضا، لكن لا أعلم تحديدا حجم صادراتنا من الغاز وهل هذا الفائض يعوض ما سندفعه للنفط والقمح والسياحة أم لا؟
هذه هى التأثيرات الثلاثة البارزة على مصر ودول كثيرة أى الحبوب والسياحة والنفط، لكن نسأل: هل سوف يشعر كل مواطن بهذه الأزمة، وهل ستزيد الأسعار، أم أن الحكومة سوف تتحمل الفرق، وما الذى ينبغى علينا أن نفعله لمواجهة هذه الأزمة التى فاجأتنا فى اللحظة التى كنا نعتقد أننا سنودع تداعيات كورونا، وسنبدأ فى الشعور بنتائج برنامج الإصلاح الاقتصادى الإيحابية. كل ما سبق أسئلة تحتاج إلى جهد كبير وتفكير عميق وخلاق حتى نقلل الخسائر إلى أدنى قدر ممكن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا ستتأثر مصر بالأزمة الأوكرانية هكذا ستتأثر مصر بالأزمة الأوكرانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon