توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعبة الحبار

  مصر اليوم -

لعبة الحبار

بقلم : عماد الدين حسين

«كل المشاركين فى هذه اللعبة متساوون. نحن نمنح الفرصة الأخيرة للفوز فى مسابقة عادلة لأشخاص يعانون عدم المساواة والتمييز فى العالم الواقعى خارج هذه اللعبة».
هذه العبارة جاءت على لسان شخصيات المسلسل الكورى «Sguid game» أو لعبة الحبار.
وقد يسأل البعض، وما الذى يهمنا فى مسلسل كورى جنوبى، وهل انتهت كل مشاكلنا حتى نتحدث عن مسلسل كورى؟!
أسئلة قد تبدو عادية ومنطقية، لكن مسلسل «لعبة الحبار»، صار يشغل الكثير من سكان العالم أجمع، بعد أن وصل عدد مشاهديه حتى الأسبوع الماضى إلى ١١١ مليون شخص بعد ٢٨ يوما فقط من إطلاق شبكة نتفليكس له متصدرا ترتيب المشاهدات فى ٨٢ دولة.
هذا النجاح الساحق، جعل رئيسة شبكة نتفليكس لمنطقة آسيا والمحيط الهادى مينونج تقول لموقع البى بى سى «إن نجاح المسلسل تجاوز حدود أكثر أحلامنا جموحا».
هذا المسلسل هو الأضخم إنتاجا فى تاريخ نتفليكس، وتجاوز الرقم القياسى الذى حققه المسلسل الأمريكى «بريد جرتون» بـ ٨٢ مليون مشاهدة، فى نفس الفترة الزمنية.
المسلسل الكورى طبقا للبى بى سى بدأ عرضه فى سبتمبر الماضى، وصار حديث العالم كله.
لم أكن قد سمعت عن المسلسل، حتى لفت صديق عزيز نظرى إليه، ونحن نتحدث عن الجدل الذى صاحب عرض فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيرى والمنتج محمد حفظى فى مهرجان الجونة السينمائى، بين من قال إنه يشوه سمعة مصر، وبين من يرى أنه فيلم طبيعى يعرض وجهة نظر، وأنه حقق جائزة غير مسبوقة لمصر فى مهرجان كان.
«لعبة الحبار» يمزج بين الرمزية الاجتماعية والعنف الشديد من خلال رؤية يائسة للمجتمع الكورى، عبر عن أكثر الشخصيات المهمشة فى كوريا الجنوبية، ومنها مهاجر هندى وآخر باكستانى وهارب من كوريا الشمالية وكورى جنوبى يعانى من أزمات حياتية.
فكرة المسلسل تتمحور حول لعبة يشارك فيها ٤٥٦ شخصية مغمورة وغارقة فى الديون والإحباطات والتهميش، لديها فرصة للفوز بنحو ٣٩ مليون دولار، بشرط الفوز فى سلسلة من 6 ألعاب قاتلة. الألعاب يفترض أنها بسيطة، ومعظم المتسابقين مارسوها فى طفولتهم، لكن الشرط الأخطر فى المسابقة هو أن الخاسر مقتول.
أنظار المشاهدين تلتفت أكثر إلى شخصيات المتسابقين أكثر من الالتفات إلى قواعد اللعبة. بعض النقاد فسروا سر إقبال المشاهدين على مشاهدة المسلسل، إلى أنه يركز على الجوانب الأكثر إظلاما للرأسمالية، وآخرون قالوا إنه بسبب معاناة الجيل الجديد من الاغتراب فى الحياة الواقعية، وعدم قدرة كثيرين على الحصول على شهادات جامعية تؤمن لهم عملا معقولا، أو أن المسلسل يقدم بديلا عادلا لمنافسات العالم الواقعى غير المتساوية.
الملفت أن المسلسل استقطب شرائح واسعة من مشاهدين من دول مختلفة، وهو أمر يحسب لصُناعه، لأنه يعنى أنه يطرح قضايا حياتية تهم قطاعات كبيرة من البشر، وليس فقط كوريا الجنوبية، التى صارت تؤثر كثيرا فى المشهد الثقافى والفنى العالمى بعد النجاح الهائل الذى حققته فرقة البوب الكورية «بى تى إس» وكذلك فوز فيلم «طفيلى» بالسعفة الذهبية لمهرجان كان. الغريب أن سيناريو هذا المسلسل مكتوب منذ عشر سنوات، وأحجم كثيرون عن إنتاجه لأنه شديد الدموية وغامض وغير مألوف من وجهة نظرهم.
وتقول شارون يو أستاذة الدراسات الكورية فى جامعة نوترادم الأمريكية أن «الميل المتزايد إلى تغليب الكسب المادى على رفاهية الفرد ظاهرة موجودة فى كل المجتمعات الرأسمالية حول العالم ومنها كوريا».
ويفسر أستاذ الدراسات الكورية فى جامعة أوسلو فلاديمير تيخونوف نجاح المسلسل بأن كوريا الجنوبية صارت خلال العقدين الأخيرين مجتمعا يتسم بدرجة كبيرة من عدم التكافؤ.
هذا عن مسلسل «لعبة الحبار» لكن السؤال الذى يفترض أن نسأله نحن المصريين والعرب فى ظل الجدل حول فيلم ريش، وفى ظل سيطرة شبكات كبرى مثل نتفليكس وغيرها على الإنتاج الفنى هو: هل طرح أسئلة أن هذا العمل الفنى يسىء لسمعة مصر، صار عمليا ومفيدا، أم تجاوزه الزمن، وهل نحن قادرون على منع ما نراه مسيئا فى ظل السماوات المفتوحة بصورة غير مسبوقة؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعبة الحبار لعبة الحبار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon