توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نصل للمتمسكين بكثرة الإنجاب؟

  مصر اليوم -

كيف نصل للمتمسكين بكثرة الإنجاب

بقلم: عماد الدين حسين

هل يمكن أن نحقق أى نجاح فى مواجهة الزيادة السكانية من دون الوصول إلى الجمهور المستهدف أى المتمسكين والمصرين على كثرة الإنجاب، وإقناعهم بتنظيم أسرهم؟!
الإجابة الحاسمة القاطعة هى لا وألف لا، وبالتالى فإن الهدف الأول ــ أو ضربة البداية بلغة الكرة ــ هو أن نصل إلى الفئات التى لا تزال مقتنعة بأن «الخلفة الكثيرة عزوة»، أو أنها أحد أركان الدين الإسلامى، حاشا لله.
الفكرة السابقة خطرت فى ذهنى خلال حضورى وقائع إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى للمشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية قبل نحو شهر، ثم فى الأيام الماضية خلال مناقشة مجلس الشيوخ تقريرا مهما أعدته اللجنة المشتركة مـن لجنة الصحة والسكان برئاسة الدكتور محمد جزر، ومكتب لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعى عن الدراسة المقدمة من النائبة سهير عبدالسلام بشأن «مشـكلة الزيـادة السـكانية فى مصر... الحلول والمقترحات التى تدور حولها». وهى دراسة مهمة جدا وتتضمن العديد من الحلول العملية للقضية.
عدد كبير من كبار المسئولين والوزراء والخبراء والنواب والإعلاميين يتحدثون ويقولون كلاما صحيحا وجيدا وبعضه مصحوب ببيانات وأرقام وإنفوجرافات ملونة وجميلة، لكن ما لفت نظرى أن أول تعليق للرئيس السيسى يومها هو ضرورة الحديث بلغة يفهمها الجميع فى هذا الموضوع الحيوى جدا.
مرة أخرى ما هى قيمة أن نقول أفضل كلام وحديث وتصريحات وتوصيفات وتحليلات المشكلة السكانية، إذا كان هذا الكلام لم ولن يصل إلى الجمهور المستهدف؟!
فى معاهد وكليات الإعلام فإن من بديهيات العمل الإعلامى الصحيح أن هناك مرسلا ومستقبلا ورسالة. وإذا لم تصل الرسالة إلى المتلقى الصحيح وفى التوقيت الصحيح، وتم نقلها بدقة وجاذبية، فإنها بلا قيمة.
وبالتالى أتصور أنه ينبغى ونحن نبدأ جولة جديدة فى مواجهة الزيادة السكانية، أن يجلس الخبراء والمختصون وكبار المسئولين ويحددوا بدقة كيفية الوصول إلى الجمهور المستهدف.
سيقول البعض أن الدور الرئيسى ينبغى أن تلعبه وسائل الإعلام، لكى تنقل هذه الرسالة المهمة بضرورة تنظيم الأسرة، وهو كلام منطقى جدا، لكنْ هناك سؤال أكثر منطقية وهو: أليس هناك احتمال كبير بأن هذا الجمهور المستهدف لا يتابع وسائل الإعلام التقليدية من الأساس؟! وبالتالى نسأل السؤال المنطقى الآخر وهو: هل لدينا أصلا دراسات وإحصائيات وبيانات واستطلاعات رأى علمية وميدانية جادة عن طبيعة هذا الجمهور المستهدف؟ بمعنى هل نعرف عدد هؤلاء وأين يقيمون وما هى ثقافتهم وطبيعة البيئة التى يعيشون فيها، وأى نوع من الإعلام يتابعونه، هل يشاهدون الفضائيات التقليدية، أم الصحف الورقية، أم المواقع الإلكترونية أو خليطا من هذا وذاك، أو لا يشاهدون أيا من الوسائل السابقة؟!
إذا كان لدينا إجابات لهذه الأسئلة يمكننا أن نعمم الرسالة الإعلامية بصورة صحيحة ووقتها سوف نختار الوسيلة الإعلامية المناسبة وبالتالى نرسل الرسالة إلى من يهمه الأمر وبعدها ستكون فرص وصولها بالشكل الصحيح والمؤثر كبيرة جدا.
لدى مجرد اعتقاد لا تسنده دراسات وقياسات علمية بأن معظم الجمهور الذى لا يزال يؤمن بالزواج المبكر وإنجاب أكبر عدد من الأطفال موجود فى الريف والمناطق الشعبية، وإذا صح هذا الاعتقاد على سبيل المثال، فعلينا أن نركز جهودنا الشاملة فى هذه المناطق من أول الرسائل الإعلامية الصحيحة، نهاية بالخدمات الصحية مرورا بالوسائل الدينية والدعم والحوافز الاقتصادية، حتى نضمن أن تصل الرسالة الإعلامية بصورة واضحة وتحقق الهدف منها.
أما إذا اكتشفنا أن هذا الجمهور لا يتابع وسائل الإعلام التقليدية، فالمفترض أن نبحث عن الوسائل الصحيحة لكى نصل إليه، ونقنعه بضرورة تنظيم الأسرة لمصلحته ومصلحة أولاده وكل المجتمع.
أما إذا اكتفينا بمجرد عقد ندوات أو مؤتمرات وتحدث فيها أعظم وافضل الخبراء والمسئولين، من دون أن نستطيع الوصول للجمهور المستهدف وإقناعه فسوف نظل ندور فى حلقة مفرغة، ونترحم على أيام «حسنين ومحمدين»، أو نتهم الشعب بأنه هو سبب المشكلة وحده.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نصل للمتمسكين بكثرة الإنجاب كيف نصل للمتمسكين بكثرة الإنجاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon