توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ياسر رزق وكتابه في معرض الكتاب

  مصر اليوم -

ياسر رزق وكتابه في معرض الكتاب

بقلم: عماد الدين حسين

يوم السبت الماضى، كانت هناك ندوة مهمة فى قاعة «ضيف الشرف»، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب ياسر رزق: «سنوات الخماسين بين يناير الغضب.. ويونية الخلاص».
الندوة مجدولة سلفا منذ صدور الكتاب قبل نحو شهرين، وكان مفترضا أن يكون الكاتب والمؤلف ياسر رزق حاضرا على المنصة لمناقشة كتابه مع الضيوف والحاضرين. لكن تشاء إرادة الله أن يرحل ياسر رزق قبل المعرض بأقل من أسبوعين.
الندوة انعقدت، لكن صاحبها وبطلها غاب واختفى وكان مفترضا أن يكون حاضرا يشرح ويفسر ويوضح تفاصيل الكتاب، وما الذى سيتضمنه كتاباه اللاحقان عن الأحداث التى تلت ثورة يناير حتى الآن.
غاب ياسر رزق عن الندوة بجسده لكنه كان حاضرا طوال الوقت على ألسنة المتحدثين والضيوف والحاضرين وسيظل حاضرا بروحه وعلمه ومهنته وكتاباته.
الندوة أدارها أستاذ الإعلام المعروف د. سامى عبدالعزيز، وتحدث فيها السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق والكاتب الصحفى الكبير أحمد الجمال، وكاتب هذه السطور وبحضور كبير من الجمهور اضافة لعديد من الكتاب الذين تحدثوا ايضا ومنهم محمد بركات وفاطمة ناعوت ويحيي قلاش ومحمد عبدالحافظ .
النقطة الجوهرية التى اتفق عليها جميع المتحدثين، أن الكتاب يحوى وثائق وبيانات ومعلومات أولية وأصلية وخامًا، وأنه سيوفر على جميع الباحثين فى المستقبل جهدا كبيرا فى توفير البيانات الأساسية عن الفترة التى يناقشها الكتاب، وهى فترة شديدة الحساسية لأنها تميزت بالسيولة الشديدة، والاستقطاب الأشد.
ياسر رزق فى هذا الكتاب لا يخفى انحيازه الواضح للدولة المصرية المدنية والجيش الوطنى، ولا يخفى أيضا صدامه الواضح مع كل التيارات الدينية المتطرفة والإرهابية، خصوصا جماعة الإخوان.
ورغم هذا الانحياز الواضح فإن الكتاب يقدم الكثير من الحقائق والآراء، وبالتالى فإن من سيقرؤه، سوف يجد فيه تأريخا لهذه المرحلة من تاريخ مصر، رغم أن رزق فى مقدمة الكتاب يؤكد أنه ليس كتاب تاريخ بل لرصد الوقائع والأحداث، وبالطبع فإن الكتاب يعبر أيضا عن رؤية ياسر رزق المنحازة دوما للدولة المصرية ولقواتها المسلحة.
أحمد الجمال تحدث بإسهاب عن الكتاب وبنائه ومعلوماته، وتوفيره للمواد الأصلية المفيدة ليس فقط للقراء، ولكن للدارسين والباحثين، والسفير العرابى ركز على أحاديثه مع ياسر عن الكتاب ومنهجه وأجزائه التالية.
وحينما جاء دورى قلت إن كتاب ياسر رزق هو أفضل وثيقة حتى الآن عن هذه الفترة المهمة، وإننى كنت شاهدا على بعض هذه الأحداث بجوار ياسر رزق، قبل وبعد وأثناء ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣.
حكيت عن علاقتى الوثيقة بياسر رزق منذ سنة أولى كلية إعلام بجامعة القاهرة فى خريف ١٩٨٢ وحتى مقابلتى الأخيرة له قبل رحيله بأيام قليلة.
تحدثت عن شهامته وكرمه وإنسانيته، ومعرفتى له عن قرب بحكم أننا عشنا معًا فى منزله لسنوات عقب التخرج فى الجامعة وأداء الخدمة العسكرية.
لكن تحدثت أيضا عن ياسر القارئ النهم لكل أنواع المعرفة خاصة العسكرية والسياسية وقصص وسير حياة قادة وعظماء العالم.
كان ياسر قارئا محترفا وليس فقط صحفيا محترفا وأسطى «صنايعى» من نوع فريد فى مهنة الصحافة ويبحث عن الجديد كل لحظة. وقال لى الصديق عزت إبراهيم رئيس تحرير «الأهرام ويكلى» إن ياسر طلب منه كتابا معينا قبل وفاته بيومين.
كتاب «سنوات الخماسين» وثيقة مهمة جدا لكل الدارسين والباحثين، وشكرا لوزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم على حضورها الندوة وتأكيدها أن الوزارة جاهزة لكل الأفكار بشأن كل ما يتعلق بهذا الكتاب والأجزاء اللاحقة منه خصوصا الترجمة.
رحم الله ياسر رزق الكاتب والصديق والإنسان، وأسكنه فسيح جناته وألهم زوجته الكاتبة الصحفية أمانى ضرغام وأولاده الصبر والسلوان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ياسر رزق وكتابه في معرض الكتاب ياسر رزق وكتابه في معرض الكتاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon