توقيت القاهرة المحلي 13:08:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ياسر رزق وكتابه في معرض الكتاب

  مصر اليوم -

ياسر رزق وكتابه في معرض الكتاب

بقلم: عماد الدين حسين

يوم السبت الماضى، كانت هناك ندوة مهمة فى قاعة «ضيف الشرف»، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب ياسر رزق: «سنوات الخماسين بين يناير الغضب.. ويونية الخلاص».
الندوة مجدولة سلفا منذ صدور الكتاب قبل نحو شهرين، وكان مفترضا أن يكون الكاتب والمؤلف ياسر رزق حاضرا على المنصة لمناقشة كتابه مع الضيوف والحاضرين. لكن تشاء إرادة الله أن يرحل ياسر رزق قبل المعرض بأقل من أسبوعين.
الندوة انعقدت، لكن صاحبها وبطلها غاب واختفى وكان مفترضا أن يكون حاضرا يشرح ويفسر ويوضح تفاصيل الكتاب، وما الذى سيتضمنه كتاباه اللاحقان عن الأحداث التى تلت ثورة يناير حتى الآن.
غاب ياسر رزق عن الندوة بجسده لكنه كان حاضرا طوال الوقت على ألسنة المتحدثين والضيوف والحاضرين وسيظل حاضرا بروحه وعلمه ومهنته وكتاباته.
الندوة أدارها أستاذ الإعلام المعروف د. سامى عبدالعزيز، وتحدث فيها السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق والكاتب الصحفى الكبير أحمد الجمال، وكاتب هذه السطور وبحضور كبير من الجمهور اضافة لعديد من الكتاب الذين تحدثوا ايضا ومنهم محمد بركات وفاطمة ناعوت ويحيي قلاش ومحمد عبدالحافظ .
النقطة الجوهرية التى اتفق عليها جميع المتحدثين، أن الكتاب يحوى وثائق وبيانات ومعلومات أولية وأصلية وخامًا، وأنه سيوفر على جميع الباحثين فى المستقبل جهدا كبيرا فى توفير البيانات الأساسية عن الفترة التى يناقشها الكتاب، وهى فترة شديدة الحساسية لأنها تميزت بالسيولة الشديدة، والاستقطاب الأشد.
ياسر رزق فى هذا الكتاب لا يخفى انحيازه الواضح للدولة المصرية المدنية والجيش الوطنى، ولا يخفى أيضا صدامه الواضح مع كل التيارات الدينية المتطرفة والإرهابية، خصوصا جماعة الإخوان.
ورغم هذا الانحياز الواضح فإن الكتاب يقدم الكثير من الحقائق والآراء، وبالتالى فإن من سيقرؤه، سوف يجد فيه تأريخا لهذه المرحلة من تاريخ مصر، رغم أن رزق فى مقدمة الكتاب يؤكد أنه ليس كتاب تاريخ بل لرصد الوقائع والأحداث، وبالطبع فإن الكتاب يعبر أيضا عن رؤية ياسر رزق المنحازة دوما للدولة المصرية ولقواتها المسلحة.
أحمد الجمال تحدث بإسهاب عن الكتاب وبنائه ومعلوماته، وتوفيره للمواد الأصلية المفيدة ليس فقط للقراء، ولكن للدارسين والباحثين، والسفير العرابى ركز على أحاديثه مع ياسر عن الكتاب ومنهجه وأجزائه التالية.
وحينما جاء دورى قلت إن كتاب ياسر رزق هو أفضل وثيقة حتى الآن عن هذه الفترة المهمة، وإننى كنت شاهدا على بعض هذه الأحداث بجوار ياسر رزق، قبل وبعد وأثناء ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣.
حكيت عن علاقتى الوثيقة بياسر رزق منذ سنة أولى كلية إعلام بجامعة القاهرة فى خريف ١٩٨٢ وحتى مقابلتى الأخيرة له قبل رحيله بأيام قليلة.
تحدثت عن شهامته وكرمه وإنسانيته، ومعرفتى له عن قرب بحكم أننا عشنا معًا فى منزله لسنوات عقب التخرج فى الجامعة وأداء الخدمة العسكرية.
لكن تحدثت أيضا عن ياسر القارئ النهم لكل أنواع المعرفة خاصة العسكرية والسياسية وقصص وسير حياة قادة وعظماء العالم.
كان ياسر قارئا محترفا وليس فقط صحفيا محترفا وأسطى «صنايعى» من نوع فريد فى مهنة الصحافة ويبحث عن الجديد كل لحظة. وقال لى الصديق عزت إبراهيم رئيس تحرير «الأهرام ويكلى» إن ياسر طلب منه كتابا معينا قبل وفاته بيومين.
كتاب «سنوات الخماسين» وثيقة مهمة جدا لكل الدارسين والباحثين، وشكرا لوزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم على حضورها الندوة وتأكيدها أن الوزارة جاهزة لكل الأفكار بشأن كل ما يتعلق بهذا الكتاب والأجزاء اللاحقة منه خصوصا الترجمة.
رحم الله ياسر رزق الكاتب والصديق والإنسان، وأسكنه فسيح جناته وألهم زوجته الكاتبة الصحفية أمانى ضرغام وأولاده الصبر والسلوان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ياسر رزق وكتابه في معرض الكتاب ياسر رزق وكتابه في معرض الكتاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon