توقيت القاهرة المحلي 12:19:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هناك علاقة بين كورونا والديمقراطية؟!

  مصر اليوم -

هل هناك علاقة بين كورونا والديمقراطية

بقلم: عماد الدين حسين

هل أثر فيروس كورونا على الحريات والديمقراطية فى العالم؟!

سؤال يبدو غريبا، وقد يندهش البعض ويسأل: وما هى علاقة كورونا بالحريات والديمقراطية؟!
الاندهاش فى محله، لكن للأسف اتضح أن هناك علاقة وثيقة بين العنصرين، والنتيجة العامة التى يمكن استخلاصها أن العديد من دول العالم بما فيها بلدان تعتبر من رواد الحريات والديمقراطية خصوصا فى الغرب، قد تراجعت فيها حرية التعبير والديمقراطية بسبب كورونا وتداعياتها المختلفة.

الاستنتاج السابق ليس من اختراعى، لكن منظمة فريدوم هاوس الأمريكية غير الحكومية، تعد كل عام جدولا عن حالة الديمقراطية فى كل بلد. وفى تقريرها هذا العام الذى نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» يوم الخميس قبل الماضى، اتضخ أن هناك تراجعا للديمقراطية فى ٨٠ بلدا بدءا من أكتوبر ٢٠٢٠، حينما بدأت إرهاصات الجائحة فى الانتشار وحتى الآن.
بالطبع القيود تختلف من بلد إلى بلد حسب درجة تقدمه وحرياته وقوة مؤسساته ورأيه العام، واقتصاده.
التقرير يشير مثلا إلى ما حدث فى فرنسا نهاية عام ٢٠٢٠ حينما قال الرئيس إيمانويل ماكرون: «اعتدنا مع الوقت على أن نكون مجتمعا من الأفراد الأحرار، ونحن أمة من المواطنين المتضامنين، وبالتالى علينا تحمل مسئولية الانتقال إلى مجتمع دائم اليقظة».

هذه الآراء التى أدلى بها ماكرون زعيم واحدة من أبرز الدول الديمقراطية فى العالم توضح إلى أى مدى ساهمت تداعيات كورورنا فى تقبل فرض قيود واسعة على الحريات. الجائحة اضطرت العديد من الدول بما فيها الديمقراطية جدا إلى فرض العديد من القيود على حريات الأفراد، خصوصا فى عمليات الإغلاق وحظر التجول، مما أجبر سكانها على البقاء فى منازلهم بصورة كاملة أو جزئية، مثلما حدث فى إيطاليا مثلا والعديد من الدول الأوروبية.
حق التنقل تم تقييده، وكذلك إجبار المواطنين على ارتداء الكمامة أو ضرورة الحصول على اللقاحات كشرط للذهاب إلى العمل أو السفر.
أستراليا والصين تبنتا استراتيجية «صفر كورونا»، وبالتالى لجأت إلى عمليات إغلاق صارمة وحجر صحى مشدد، فى حين أن دولة مثل السويد استجابت لرغبات جانب كبير من سكانها وفرضت إجراءات إغلاق أقل صرامة، لكنها سجلت معدلات إصابات ووفيات أعلى من الدول الاسكندنافية المجاورة.

السكان استجابوا للقيود والإغلاق فى بدايات الجائحة خوفا على حياتهم، لكن ومع مرور الوقت بدأ هذا الالتزام يضعف، ورأينا احتجاجات ومظاهرات واسعة فى بلدان مثل فرنسا وهولندا، وفى ألمانيا فإن الحزب الديمقراطى الحر الذى كان متراجعا فى استطلاعات الرأى عند بداية الوباء، حصل على نتيجة جيدة فى الانتخابات التشريعية فى الخريف الماضى وحصل على المركز الثالث والعامل الأساسى فى ذلك أنه روج للدفاع عن الحريات العامة ضد فرض القيود.
لكن الذى حدث فى العديد من بلدان العالم الثالث، كان أشد وطأة، فدولة مثل سريلانكا مثلا عاقبت سلطاتها أى انتقاد للخطاب الرسمى حول الوباء، بل إنها استغلت ظروف الوباء لمهاجمة الأقلية المسلمة تحت مبررات صحية.
كما أن دولة مثل إثيوبيا أجلت الانتخابات لشهور طويلة بحجة صعوبة إجراءاتها فى ظل كورونا، ثم أجرتها فى نفس الظروف بعد أن فرضت قيودا كثيرة على المعارضة الجذرية، وشنت هجوما شديدا على إقليم التيجراى.
التراجع فى الحريات فى البلدان ذات التاريخ العريق فى الديمقراطية أقل بكثير بالطبع مما حدث فى العالم الثالث. القيود فى بريطانيا وسويسرا كانت أقل شدة، لأنه يصعب فرض قيود وقرارات سياسية بشكل أحادى الجانب، وهو الأمر نفسه فى البلدان الفيدرالية أو فى البلدان التى تحكمها ائتلافات سياسية مثل ألمانيا.

الخبر المؤسف الذى توصلت إليه «فيريدوم هاوس» أن هذا التراجع فى حالة الديمقراطية والحريات، سوف يستمر، حتى لو انتهت الجائحة أو خفت حدثها كثيرا، والسبب أنه سيكون من الصعب التراجع عن القوانين والقواعد المطبقة، كما أن الفيروس سرع ميلا استبداديا كان قد بدأ فى بعض البلدان.

سيقول قائل فلينتهى الوباء أولا ونعود إلى حياتنا العادية كما كانت قبل كورونا، ووقتها «يحلها الحلال» وسيقول آخر: «ليس الأمر كذلك وعلينا المطالبة بالمزيد من الحريات والديمقراطية لأنها الطريق الرئيسى للإصلاح والتقدم والمحاسبة والشفافية ومحاربة الفساد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك علاقة بين كورونا والديمقراطية هل هناك علاقة بين كورونا والديمقراطية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon