توقيت القاهرة المحلي 22:43:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى متحف هيكل بمكتبة الإسكندرية

  مصر اليوم -

فى متحف هيكل بمكتبة الإسكندرية

بقلم: عماد الدين حسين

ظهر يوم الثلاثاء الماضى كان هناك حدث مهم فى مكتبة الإسكندرية، وهو افتتاح جناح أو متحف أو معرض محمد حسنين هيكل فى المكتبة، وهو المشروع الذى جرى الاستعداد له منذ شهور طويلة.
هيكل هو أهم صحفى مصرى وعربى وربما واحد من ألمع الصحفيين العالميين، وحسب ما قاله الدكتور والمفكر السياسى الكبير د. مصطفى الفقى رئيس مكتبة الإسكندرية فإن هيكل ظاهرة لا تتكرر فهو المفكر الاستراتيجى والسياسى المحنك، والكاتب والمحلل الصحفى والأديب والروائى. والعديد من الأجيال تدين لهيكل بثقافتها السياسية من خلال عموده «بصراحة» كل جمعة فى الأهرام.
هيكل هو من كتب كل وثائق ثورة يوليو ١٩٥٢، من أول فلسفة الثورة إلى الميثاق إلى بيان ٣٠ مارس، نهاية بنعى جمال عبدالناصر وأخيرا كتابة التوجيه الاستراتيجى لحرب أكتوبر ١٩٧٣ المجيدة.
وحسب قول الفقى فإن هيكل كان هو المنارة والعقل الراجح، وأنه يعتز بأنه استطاع أن يجذب مكتبة ومقتنيات هيكل إلى مكتبة الإسكندرية حافظة التاريخ والتراث والتى سيضيف إليها هيكل الكثير بمتحفه.
الطبيعى أن كل عارفى هيكل ومحبيه قرأوا كتبه واستمعوا إلى أحاديثه أو شاهدوها عبر التلفاز والوسائط الإلكترونية المختلفة، لكن الجديد فى المتحف هو أنه سيكون منارة للباحثين والدارسين والأجيال الجديدة التى تريد أن تعرف الكثير عن هيكل الإنسان والظاهرة المتفردة.
المتحف يضم ٤٠٠ كتاب تشمل كل مؤلفات هيكل. لكنه يضم أيضا كل مقتنياته ومتعلقاته الشخصية وخرائط تاريخية نادرة لمصر، وبعض الوثائق المكتوبة بخط يد جمال عبدالناصر، وعددا من مسودات كتب هيكل.
الأجيال الجديدة، وكل من لم يعرف هيكل عن قرب سيعرف من خلال هذا المتحف كل ما يتعلق بهيكل الإنسان من أول شهادة ميلاده الصادرة فى ٢٤ سبتمبر ١٩٢٣ بعد يوم واحد من مولده من قسم الجمالية، مرورا ببطاقته الشخصية الورقية الصادرة عن شياخة الدقى، وشهادته من مدرسة الظاهر وكذلك العديد من جوازات سفره العادية والدبلوماسية.
من المقتنيات أيضا بعض الأقلام الرصاص والجاف والحبر التى كان يكتب بها هيكل والنظارات، والأنتيكات الصغيرة والأوراق الخاصة، ودفاتر توضح كيف كان هيكل يدون مواعيد لقاءاته مع أصدقائه ومعارفه، وإحدى هذه الأوراق توضح أنه فى أسبوع واحد أعطى مواعيد مرتين للمهندس إبراهيم المعلم ومرة لأيمن الصياد، وأحد كبار المسئولين عقب ثورة ٣٠ يونيو ومرة للمرحوم ياسر رزق.
فى المتحف أيضا مكتب هيكل الخاص وعرفت من ابنه الدكتور أحمد هيكل أن هذا هو المكتب الأصلى الذى كان موجودا فى الدقى بجوار منزله، إضافة إلى عدد كبير من الصور الشخصية لهيكل مع العديد من كبار زعماء العالم ومفكريه، وفى هذه الصور ستجد جمال عبدالناصر وأنور السادات وهما يزوران هيكل فى الأهرام ويجلسان على مكتب رئيس التحرير، إضافة إلى صور مع نجيب محفوظ وأم كلثوم.
كل مؤلفات هيكل نقلت للمتحف الجديد، إضافة إلى أبرز الكتب التى كان يقتنيها فى مكتبته.
السيدة هدايت تيمور زوجة الكاتب الراحل ورفيقة المشوار الطويل قالت فى كلمتها إن يوم افتتاح المتحف يصادف مرور ٨٠ عاما على تعيين هيكل فى صحيفة الإيجيبشيان جازت فى ٨ فبراير ١٩٤٢، وأن الأسرة عملت طويلا مع مكتبة الإسكندرية حتى يكون جناح ومتحف هيكل معبرا وناقلا أمينا لكل القيم الصحفية والمهنية.
دار الشروق كانت حاضرة بقوة فى هذا الجناح فهى الناشر الحصرى لكل مؤلفات هيكل فى السنوات الأخيرة، وأصدرت له طبعة خاصة مجلدة وأنيقة، وشرح لى المهندس إبراهيم المعلم بداية العلاقة منذ أن طبعت له دار الشروق كتابا حينما كانت تعمل انطلاقا من بيروت، نهاية بكل إصداراته مرورا بمجلة وجهات نظر التى كان يكتب لها هيكل مقالا شهريا مطولا ينتظره الكثيرون.
فى يوم افتتاح المتحف كان هناك العديد من أصدقاء ومحبى ومريدى هيكل ومنهم إبراهيم المعلم وعبدالعزيز سيف الدين ومحمد فائق وجميل مطر ومنير فخرى عبدالنور وأحمد الجمال وعبدالله السناوى وعمرو الشوبكى ويوسف القعيد وهدى جمال عبدالناصر ود. محمد عبداللاه وأيمن السيد فؤاد وحسين عبدالغنى وأميره أبوالمجد وهانيا الشلقانى وشريف عامر ويحيى قلاش ومحمد شعير وجمال فهمى وإبراهيم منصور وأحمد طلال سلمان، إضافة بالطبع إلى أبناء هيكل الثلاثة الدكتور على والدكتور أحمد وحسن وأسرهم، وكاتب هذه السطور.
افتتاح هذا المتحف يحسب لمكتبة الإسكندرية ولرئيسها الدكتور مصطفى الفقى الذى يسعى دائما لاجتذاب مكتبات ومقتنيات كبار المفكرين والمثقفين والمبدعين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى متحف هيكل بمكتبة الإسكندرية فى متحف هيكل بمكتبة الإسكندرية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon