توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى ننضم إلى قائمة كبار المصدرين؟

  مصر اليوم -

متى ننضم إلى قائمة كبار المصدرين

بقلم: عماد الدين حسين

مساء الخميس الماضى، كنت أتحدث مع صديق عزيز وهو فى نفس الوقت خبير اقتصادى بارز، ومستثمر ناجح عن الأزمات الاقتصادية وموجة التضخم العاتية التى تضرب العالم لأسباب مختلفة.

سألته عن رؤيته لكيفية تجنب مصر أكبر قدر من الأضرار من جراء هذه الأزمة العالمية.
قال لى: لن أقول لك كلاما مكررا، ولكن سأرسل لك فيديو، وبعدها ستعرف مقصدى.
أرسل لى الفيديو بالفعل، وكان عنوانه «الدول الأكثر تصديرا» منذ عام ١٩٧٠ وحتى الآن.
مضمون الفيديو يقول إنه فى عام ١٩٧٠ كان ترتيب الدول الأكثر تصديرا هو: الولايات المتحدة، ثم ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، واليابان، وكندا، وإيطاليا، وهولندا، وبلجيكا، وسويسرا، والسويد، وأستراليا، وإسبانيا.
وحتى عام ١٩٧٥ انضمت إلى هذه القائمة السعودية وإيران بفعل ارتفاع أسعار النفط بعد حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣.
وفى عام ١٩٨٥ دخلت هونج كونج القائمة وفى عام ١٩٨٨ كان أول ظهور لكوريا الجنوبية فى قائمة الدول الـ١٥ الأكثر تصديرا فى العالم، ثم انضمت روسيا عام ١٩٩٢ وبعدها سنغافورة عام ١٩٩٤.
أما أول ظهور للصين فى هذه القائمة فكان عام ١٩٩٥، وخلال ثلاثة أعوام فقط تقدمت أكثر من مركز لتصل إلى المركز التاسع وفى عام ٢٠٠١ صارت فى المركز الثامن وبعد عامين صارت فى المركز السادس، وفى العام الذى يليه صارت فى المركز الرابع ثم الثالث واستمرت فى هذا المركز حتى صارت فى المركز الثانى عام ٢٠٠٩ خلف الولايات المتحدة.
وابتداء من عام ٢٠١٢، قفزت إلى المركز الأول وخلفها الولايات المتحدة ثم ألمانيا واليابان وبريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية.
وفى عام ٢٠١٩ صار ترتيب الدول الأكثر تصديرا هو كالتالى: الصين بنحو ٢٤٩٨ مليار دولار أى نحو 2.5 تريليون دولار، ثم أمريكا بـ١٦٤٥ مليار دولار، وألمانيا بـ١٤٨٦ مليارا، ثم هولندا بـ٧٢١ مليارا، واليابان بـ٧٠٠ مليار، وفرنسا بـ٥٥٥ مليارا، وكوريا الجنوبية بـ٥٤٢ مليارا، وإيطاليا بـ٥٤١ مليارا، وهونج كونج بـ٥٣٥ مليار دولار، والمكسيك بـ٤٧٢ مليارا، وبريطانيا بـ٤٦٧ مليارا، وبلجيكا بـ٤٥١ مليارا، وأخيرا كندا بـ٤٤٦ مليار دولار.
حينما شاهدت هذا الفيديو ورجعت لمكالمة هذا الخبير الاقتصادى المرموق قال لى: الحل لكل مشاكلنا أن ننضم إلى هذا النادى الذى يضم الدول الأكثر تصديرا.
وبالطبع فالانضمام إلى مثل هذا النادى لا يتم بالدعاء أو التمنى أو التصريحات، بل بسياسات واضحة وتشريعات مشجعة، وبيئة عمل مساعدة، ومجتمع متفتح، وعمالة مدربة ومؤهلة.
مثل هذا الأمر لن يتم بين يوم وليلة، ولكن عبر تراكم طويل، والمهم أن نبدأ إذا كنا جادين فعلا فى التنمية والتقدم.
هذا الخبير الكبير، قال لى إن صورة الاستعمار القديم الذى يحتل البلاد بالدبابات والطائرات والمشاة والأساطيل والجيوش، انتهت إلى حد كبير باستثناءات قليلة، لكن الاستعمار الحديث هو بالإنتاج والتصدير، وصرنا نرى الآن دولا كبرى تغرق دولا أخرى بالقروض السهلة، وحينما تفشل الأخيرة فى السداد يكون الاحتلال الاقتصادى الذى لا يشعر به كثيرون. وصرنا نرى دولا أخرى تؤثر فى سياسات دول ثالثة عبر المنح والمساعدات والقروض والودائع.
الأمر ليس سهلا أن نتقدم ونكون بين الكبار، لكنه ليس مستحيلا. هو يحتاج إلى تعليم نوعى متقدم يوفر خريجين مختلفين يجيدون التعامل مع لغة العصر ومتطلباته ووظائفه والتقدم التكنولوجى المذهل الذى يتضاعف بسرعة جنونية.
نريد كفاءات إدارية مختلفة ومجتمعا ينشغل بالمستقبل وليس بالماضى ومعاركه العبثية.
نريد تشجيع القطاع الخاص الوطنى والمنتج والذى يوفر فرص عمل لأكبر عدد من الناس وأن ندعم أى مستثمر ومنتج جاد يقوم بالتصدير للخارج، وليس أولئك الذين يتحدثون كثيرا ولا ينتجون إلا القليل.
نريد أن تثق الحكومة فى المجتمع والناس بصورة أكثر وأن تثق أن بناء الإنسان ودعمه هو الطريق الأساسى للتقدم والتنمية وكل شىء.
والحديث موصول..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى ننضم إلى قائمة كبار المصدرين متى ننضم إلى قائمة كبار المصدرين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon