توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيكابالا.. خطيئة النجم وخطأ الجماهير

  مصر اليوم -

شيكابالا خطيئة النجم وخطأ الجماهير

بقلم : عماد الدين حسين

إذا كان الفيديو المنسوب لنجم كرة القدم فى الزمالك اللاعب محمود عبدالرازق «شيكابالا» صحيحا، بأنه شارك فى سب النادى الأهلى وجماهيره، فهو أمر ينبغى أن يتم إدانته بأقوى العبارات الممكنة خصوصا من نادى الزمالك ورموزه وجماهيره العاقلة، مثلما ينبغى أن ندين بنفس القوة أى سلوك مماثل يصدر عن رموز ولاعبى أى فريق آخر كبيرا كان أو صغيرا.
لا يوجد أى مبرر أن يفعل شيكابالا ما هو منسوب إليه من سب الأهلى وجماهيره، خصوصا أن فريقه تمكن من تحقيق الفوز بالدورى العام قبل نهايته بأسبوع، وحتى لو كان الأهلى هو الفائز والزمالك هو الخاسر، فإن ذلك لا يبرر لشيكابالا أو غيره أن يفعل ما هو منسوب إليه.
كنت أتمنى أن يكون الفيديو ملفقا وأنتظر من اللجنة المؤقتة التى تدير نادى الزمالك أن تتحقق من الأمر، وتحقق فيه، وتعلن الأمر للجماهير والرأى العام، فإذا كان الفيديو صحيحا، وجب معاقبة شيكابالا، وأى لاعب شارك فى هذا الفيديو بأشد العبارات الممكنة، وإذا كان الفيديو مزورا فإننا نطالب السلطات المختصة بكشف من يقف خلف تزويره.
أكتب هذه الكلمات وأنا أشجع الزمالك منذ عام ١٩٧٥، حينما كان عمرى تسع سنوات، وفرحت جدا أن الزمالك فاز بالدورى بعد ست سنوات من آخر فوز له عام ٢٠١٥. لكن هناك فرقا كبيرا بين أن أفرح لفوز الفريق الذى أشجعه، وبين أن أسب وأشتم الفريق المنافس ومشجعيه، أو أشارك فى هذا الأمر، أو حتى أصمت عن إدانته.
بعض جماهير الزمالك تقول إن شيكابالا معذور، حينما يخرج عن شعوره، بسبب الاستهداف الدائم له من قبل جماهير الأهلى. وهذا تبرير لا يمكن قبوله. أولا: أعرف أن شيكابالا تعرض إلى ما يفوق طاقته من قلة منحرفة من الجماهير، وعلينا أن ندين أى استهداف من أى جمهور لشيكابالا أو لغيره، وينبغى أن يتم معاقبة من يفعل ذلك، لكن هناك فرقا كبيرا بين خطأ الجماهير، وخطيئة اللاعب. الجماهير تسب وتشتم كثيرا ليس فى مصر فقط، ولكن فى كل بلدان العالم، ونرى فى أعرق الدول الليبرالية والديمقراطية والمتقدمة والمتعلمة بعض الجماهير التى ترتكب أفعالا عنصرية صريحة، بحق اللاعبين ذوى البشرة السمراء، أو ضد أى لاعب غير أبيض.
هذا أمر مدان واتحاد الكرة الدولى يجرّمه ويغرم الأندية والجماهير غرامات وعقوبات باهظة. لكن خطأ النجم أكثر فداحة، لأنه يفترض أن يكون قدوة ومثلا ونموذجا للجماهير، ويساهم فى تخفيف حدة التعصب وليس زيادته.
سيقول بعض الزملكاوية الذين يقرأون هذه السطور أن بعض لاعبى وإداريى الأهلى فعلوا سلوكيات أقرب لما فعله شيكابالا، ويضربون المثل بما فعله كابتن الأهلى السابق حسام عاشور، وبعض تصريحات مدير الكرة بالأهلى سيد عبدالحفيظ، وأسارع إلى القول إنه لو صح أن الاثنين فعلا ذلك، فينغبى إدانتهما بأشد العبارات الممكنة، وعدم التسامح معهما على الإطلاق، حتى يكون كل هؤلاء عبرة لمن لا يعتبر.
أعرف وأدرك أن المشكلة ليست فى شيكابالا، أو سيد عبدالحفيظ فقط، لكن للأسف هناك مناخ رياضى عام كان بمثابة البيئة أو التربية الخصبة التى شجعت على مثل هذه السلوكيات المنحرفة.
وللموضوعية ينبغى أن نتوجه بالتحية للجنة المؤقتة المشرفة على نادى الزمالك، لأنها تنتهج منهجا محترما فى محاولة القضاء على التعصب، أو على الأقل تخفيض درجته، ورأينا منها أفعالا تربوية كثيرة، ربما تساهم فى إصلاح ما فسد فى السنوات الماضية على صعيد الأخلاق والقيم والتربية.
مرة أخرى لا نقرّ سلوك أى جماهير تخرج عن الروح الرياضية، لكن المأساة تتمثل فى أن هناك لاعبين صاروا ينافسون الجماهير المتعصبة فى البذاءة، والخروج على النص، وهو أمر ينبغى أن نلتفت له، ونعالجه خصوصا أن عددا كبيرا من المصريين يتابع الرياضة والكرة، ويعتبر هؤلاء النجوم نماذج ورموزا، أما الكارثة الكبرى التى ينبغى أن ننتبه لها بقوة فهى ظاهرة بعض الإعلاميين سواء كانوا أهلاوية أو زملكاوية، والذين صاروا السبب الرئيسى فى زيادة ظاهرة التعصب، وأتمنى أن أعود لهذا الموضوع قريبا إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيكابالا خطيئة النجم وخطأ الجماهير شيكابالا خطيئة النجم وخطأ الجماهير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon